ونسأل الله تعالى أن لا يجعلنا ممن قال فيهم: - (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون. اؤلئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون) البقرة - 85 - 86.
إن المحبة لا تأتي بفرض الذات، ولا بالسيطرة وحب التملك، ولا يسعى إليها بالمعاصي، والظلم والشعوذة والتعاليق والحجب، بل إن ذلك كله من أسباب زوالها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما تواد إثنان في الله فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما) صحيح الجامع 5603.
اخي في الله ... أختاه: - إنَ فاقد الشيء لا يعطيه، فكونوا على ثقة بأنفسكم، وامنحوا الكثير من المحبة والثقة لمن حولكم، تجدونهم أكثر لكم حبا، وأشد بكم تمسكا.
كونوا عونا لهم على طاعة الله، وتقوى الله، ومحبة الله وما والاه.
وادعوا الله تعالى أن يجمعكم بهم مع المتحابين في جلاله، وأن يظلكم يظله يوم لا ظل إلا ظله.
وتذكروا قوله تعالى: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) الزخرف 67.
وقوله تعالى: (فإذا جاءت الصاخَة. يوم يفر المرء من أخيه. وأمه وأبيه. وصاحبته وبنيه. لكل امرىْ منهم يومئذ شأن يغنيه) عبس 32 – 37.
وعليكم بالغيرة المحمودة، إذ أنها خاصية النفوس الشريفة الزكية، التي زينت بتقوى الله تعالى والرضى بقضاه، وهذبت بالأخلاق الكريمة، ونقيت من الأخلاق الذميمة، وتوقفت عند حدود الله ابتغاء مرضاة الله سبحانه، " توحيدا واتباعا ".
إن الغيرة على الأعراض في الجاهلية، كانت تعد من مكارم الأخلاق، نشبت بسببها حروب، وغزوات، ووئدت بنات، غيرة عليهن!، خشية وقوعهن بالفاحشة إن كبرن، وما قد يلحقن بأهليهن من عار!!.
وبعد أن منَ الله علينا بالإسلام حرَم وأد البنات، وحث على درء المفاسد. حفظ الحقوق، وحرَم قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وشرع الجهاد بشروطه، لتصان النفس والدين، ويصان العرض والأرض، ومن قتل دون ذلك نال الشهادة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:- (من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد) رواه: حم عن سعيد بن زيد، صحيح الجامع 6445.
فما بال المسلمين في أيامنا؟ غارت الغيرة من نفوسهم، وذهب الحياء، فذهب ماء الوجوه وبهاؤها، إلا ما رحم ربي.
من النساء من تغار من الكافرات والمتبرجات، فتقلدهن تقليدا أعمى، في اللباس، والتسريحة، والمشية،
والكلام .. وفي السلوك، والأخلاق. فكثر التبرج والإختلاط، والسفور، والفسق والفجور. نسأل الله العافية.
وللأسف لحق بهن ــ أشباه الرجال ــ يحثون المسير نحو متاع دنيوي زائل، ويضعون أمر الدين جانبا، يجاهرون بالمعاصي، أغان ساقطة، وأفلام هابطة، وملابس خليعة،.ومناظر ومسامع يندى لها الجبين،
ثم ... يحمد الله أصحابها على توفيقه!!.
الله أكبر!! لقد زين لهم الشيطان سوء أعمالهم ويحسبون أنهم يحسنون صنعا.
يشقى أحدهم بحياته، ويشقي من حوله!! يغضب، يثور، يضرب، وقد يطلق لأتفه الأسباب، ولا يحرك ساكنا إذا شتم أو سمع من يشتم الذات الإلهية، أو الدين!!،
وآخرلايحرك ساكنا إذا رأى أخته، أو زوجته أوابنته، متبرجة كاسية عارية، في المجالس المختلطة، أو أماكن العمل، واللهو، والأسواق. وقد يدفعهن إلى الخبث هو بنفسه، ليكنَ سلعا رخيصة لتحقيق متاع زائل!!. يتنحى جانبا ليدع محارمه، يخلون مع غير ذي محرم منهن، أو يسافرن بلا محرم، ولايرى في ذلك بأسا!!. فهل يأمن عليهن من شياطين الإنس والجن؟؟ أم على قلوب أقفالها؟؟.
والرسول صلى الله صلى الله عليه وسلم يقول:- (ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما)
وفي رواية:- (لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها محرم ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم، فقام رجل فقال: يا رسول الله إن امرأتي خرجت حاجة، وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا، قال انطلق فحج مع امرأتك) متفق عليه. لقد قدَم رسول الله صلى الله عليه وسلم سفر الصحابي مع امرأته ليكون محرما لها في سفرها إلى الحج، على الجهاد في سبيل الله!! ألا ليت قومي يعتبرون!.
¥