هناك كتيب صغير لا تتجاوز صفحاته الثلاثين -بعد اقتطاع ما شغلته المقدمة والفهارس- عنوانه (أهمية اللغة العربية ومناقشة دعوى صعوبة النحو) للدكتور أحمد الباتلي، وبتقدمة الدكتور عائض القرني، وهو صادر عن دار الوطن للنشر بالرياض، فيه طرف مما تقدم، وفيه إضافات جليلة يفيد منها شانئوا اللغة فقط!:)
ـ[أبو طارق]ــــــــ[21 - 10 - 2006, 12:03 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بوركتم على المرور وجزاكم الله خيراً
أبا-أحمد: لم أجد لمعنى اللسان معنى غير اللغة إلا في بعض المواضيع كقوله تعالى: ((واجعل لسان صدق في الآخرين)) والتي تعني هنا الذكر. وقوله تعالى: ((وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا)) أي ثناءً حسناً.
واللسانيات: عِلْمٌ يَهْتَمُّ بِدِرَاسَةِ اللُّغَةِ مِنْ حَيْثُ تَرَاكِيبُهَا وَتَطَوُّرُهَا وَعَلاَقَاتُ اللُّغَاتِ فِيمَا بَيْنَهَا.
ولعل مدلول اللسان أشمل من تحيزه في معنى اللغة وحدها. ولا أعلم ألذلك خصت في القرآن أم لدلالة أخرى علَّ الأساتذة يبينوها لنا إن شاء الله.
ومن معاني اللسان: ( http://lexicons.sakhr.com/idrisidic_1.asp?Sub=%e1%d3%c7%e4)
يُكْنَى بها عن الكلمة فيؤنث حينئذ ; قال أَعشى باهلة:
إِنِّي أَتَتْني لسانٌ لا أُسَرُّ بها = من عَلْوَ , لا عَجَبٌ منها ولا سَخَرُ
قال ابن بري: اللِّسان هنا الرِّسالة والمقالة ; ومثله:
أَتَتْني لسانُ بني عامِرٍ = أَحاديثُها بَعْد قوْلٍ نُكُرْ
قال: وقد يُذَكَّر على معنى الكلام: قال الحطيئة:
نَدِمْتُ على لسانٍ فاتَ مِنِّي = فلَيْتَ بأَنه في جَوْفِ عَكْمِ
واللسان اللغة , مؤنثة لا غير. و اللِّسْنُ بكسر اللام: اللُّغة. واللِّسانُ: الرسالة. وحكى أَبو عمرو: لكل قوم لِسْنٌ أَي لُغَة يتكلمون بها. ويقال: رجل لَسِنٌ بَيِّنُ اللَّسَن إِذا كان ذا بيان وفصاحة. و الإِلْسان إِبلاغ الرسالة. وأَلْسَنَه ما يقول أَي أَبلغه. و أَلْسَنَ عنه: بَلَّغ. ويقال: أَلْسِنِّي فلاناً و أَلْسِنْ لي فلاناً كذا وكذا أَي أَبْلغْ لي , وكذلك أَلِكْني إِلى فلان أَي أَلِكْ لي ; وقال عديُّ بن زيد:
بل أَلسِنوا لي سَراةَ العَمّ أَنكمُ = لسْتُمْ من المُلْكِ , والأَبدال أَغْمار
أَي أَبْلِغوا لي وعني. و اللِّسْنُ الكلام واللُّغة. و لاسَنه ناطَقه. و لَسَنه يَلْسُنه لَسْناً كان أَجودَ لساناً منه. ولَسَنه لَسْناً: أَخذه بلسانه ; قال طرفة:
وإِذا تَلْسُنُني أَلْسُنُها = إِنني لستُ بموْهُونٍ فَقِرْ
وننتظر رأي ما يفيض به أساتذتنا الأفاضل
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[21 - 10 - 2006, 12:31 ص]ـ
أخي أبا أحمد،
بعد إذن أستاذي أبي طارق أضيف أن الفرق بين الكلمتين هو أن لسان كلمة عربية قحة وأن لغة معربة من اليونانية ????? = لوغوس أي كلمة.
ولحكمة ربانية جلية قال تعالى: (بلسان عربي مبين)، ولم يقل (بلغة عربية مبينة) لأن لوغوس في اللاهوت المسيحي هو كلمة الله التي ألقاها إلى مريم، أي هي مرادف لاسم المسيح عليه السلام عند النصارى، وهي الكلمة التي اعتبرها النصارى فيما بعد قديمة قدم الله، فأضافوها إلى الله جل وعلا أقنوما ثانيا وثلًَّثوا بروح القدس فكانت عقيدة الثالثوث!
(راجع إنجيل يوحنا، الإصحاح الأول، الآية الأولى: في البدء كان الكلمةُ والكلمةُ كان عند الله وكان الكلمةُ اللهَ). وكلمة هنا ترجمة لكلمة لوغوس اليونانية!
وللفائدة أقول إن هذه النقطة بالذات ـ أي اعتبار كلام الله قديما ليس حادثا ـ هي التي جعلت المعتزلة يقولون بخلق القرآن لأنهم أرادوا تفادي ذلك في الإسلام!
وتحيات طيبات.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[22 - 10 - 2006, 03:33 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
كل عام وأنتم بخير ..
أخي الكريم أبو طارق .. جزاك الله خيراً على هذه الدّرر ..
الأستاذ اللغوي الفاضل عبد الرحمن السليمان - أدام الله أيامه ..
هلا فصّلت لنا القول - حفظك الله - في مسألة تعريب الكلمة (لغة) من الكلمة اليونانية (لوغوس) .. فلا أخفيك - أخي الفاضل - أنّ في النفس شيئاً من قبول هذا التعليل ..
وبارك الله فيكم ..
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[22 - 10 - 2006, 03:47 ص]ـ
أخي الحبيب الأستاذ لؤي يحفظه الله،
يوجد شبه إجماع لدى اللغويسن على أن لغة معربة من لوغوس.
من جهة أخرى: بحثت عن أصل هذه الكلمة في الساميات ولم أهتد إلى ما يمكن الاطمئنان إليه.
ويمكن أن تكون عربية قحة إلا أن الدليل القاطع للبرهنة على عدم يونانيتها لا يزال منعدما.
وبالطبع لا يمكن لنا رد أية كلمة لا اشتقاق لها في العربية أو في الساميات إلى لغة أجنبية وهذا كلام لا يقول به إلا جاهل، إلا أن أصل لغة فيه نظر لأن هنالك من يقول إنها من اليونانية ولأنه لا يوجد دليل واضح على عدم كونها من اليونانية.
فهل لديك اجتهاد في هذه الكلمة، أخي الكريم، فقد نصل بخصوصها إلى نتيجة جديدة تكون أقرب إلى حقيقة أصلها؟
سلمك الله،
أخوك عبدالرحمن.
¥