ـ[كرم مبارك]ــــــــ[28 - 10 - 2006, 08:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أبدأ من الأخ عبدالرحمن السليمان حفظه الله
وأذكره أن العلاقة بين التصوف والتشيع قديمة
يقول د. الشيبي في كتابه «الصلة بين التصوف والتشيع»:
إن حركة إسماعيل الصفوي، مؤسس الدولة الصفوية «كانت شيعية الإطار صوفية الجوهر».
ويضيف إن التصوف كان منزع الطبقة الارستقراطية، كما إن الشيعة الذين أسهموا في نشر التشيع في إيران حقيقة، وذلك بترجمة كتب التشيع الرئيسية الى الفارسية، «كانوا ممن يميلون الى التصوف». (جـ2، ص374).
وقد استمر هذا الامتزاج بين التصوف والتشيع، كما يقول الباحث وكما يقول المؤرخون السنة
إلى أن اهتزت إيران بالأحداث من جديد، وصار طغيان المتصوفة، وتأليبهم للأمراء الصفويين، خطراً على الدولة.
وعندئذ انقلبت على التصوف، وبدأ صراع بين التشيع والتصوف انتهى بسقوط التصوف سياسيا واجتماعيا وثقافيا.
وفي هذه الأثناء تقدم فقيه شيعي إيراني لينظم إيران على أسلوب شيعي خالص معاد للتصوف، وهكذا كان دور محمد باقر المجلسي (1627 - 1679)، الذي هاجم شيوخ الزهد والتصوف، وانتقد لبس الصوف، و"فضل الغنى على الفقر، على غير عادة الفقهاء والزهاد، وأخيرا كَفَّرَ الصوفية".
وهكذا، بظهور المجلسي، "انفصل التشيع عن التصوف، وصار لكل منهما عالمه الخاص، وقلت أهمية الاخير في البيئات الشيعية، ولم يعد له ذلك الاثر الفعال".
والمطلع على حقيقة مذاهب الصوفية, وعلى حقائق مذاهب التشيع يجد أن الفرقتين تنبعان من أصل واحد تقريباً, ويهدفان في النهاية إلى غاية واحدة, وثمة أوجه تلاق كثيرة بين التصوف والتشيع مما حدا ببعض العلماء اعتبارهما وجهين لعملة واحدة. (واقرأ ما جمعه بعض الأخوة في التالي)
أهم أوجه التلاقي هي:1 - ادّعاء العلوم الخاصة:
حيث يدّعي الشيعة أن عندهم علوماً خاصة, وينسبونها تارة إلى الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه, وتارة إلى الأئمة من أولاد علي وفاطمة ويدّعون أن هؤلاء الأئمة يعلمون الغيب ولا يخطئون ولا ينسون, ولا يستطيع أحد فهم الإسلام إلا على طريقتهم.
ودرج المتصوفة على المنوال نفسه حيث احتقروا ما عند المسلمين من علم وافتخروا بأن لديهم علوماً لا يطلع عليها إلا هم, حيث قالوا: "خضنا بحراً وقف الأنبياء بساحله" كناية عن تفوقهم على أنبياء الله.
وجعل المتصوفة مصدر علومهم الخاصة التأويل الباطني للقرآن والحديث, حيث يزعمون تارة أنهم تلقوا هذا التأويل من الله, وتارة يزعمون أنه من الملك وأخرى بالإلهام ..
2 - الأمامة الشيعية والولاية الصوفية: بني مذهب التشيع على أن الأئمة أناس مختارون من الله لقيادة الأمة, واعتبروهم معصومين وكذلك الصوفية أخذوا هذه العقائد وأطلقوها على من سموهم بالأولياء وجعلوهم متصرفين في الكون وأن مقامهم لا يبلغه الأنبياء والملائكة.
3 - القول بأن للدين ظاهراً وباطناً:
واتفق الشيعة والصوفية أيضاً على الزعم بأن للدين ظاهراً وباطناً: ظاهراًُ قالوا يفهمه العامّة وباطناً عندهم هو العلم الحقيقي المراد من النص, وهذا لا يفهمه ولا يعلمه إلا الأئمة والأولياء.
4 - تقديس القبور وزيارة المشاهد:
الشيعة هم أول من بنى المشاهد على القبور والمساجد عليها في الإسلام وعظموا قبور أئمتهم, وكذلك جاء المتصوفة فجعلوا أهم مشاعرهم هو زيارة القبور وبناء الأضرحة, والطواف بها والتبرك بأحجارها, والاستغاثة بالأموات.
5 - العمل على هدم الدولة الإسلامية:
فكما كان للشيعيين الطوسي وابن العلقمي الدور الكبير في هدم دولة الخلافة الإسلامية العبّاسية, كان لبعض أقطاب التصوف الدور البارز في دعم الدول الباطنية كالعبيدية الفاطمية ودولة القرامطة, وعلى رأس هؤلاء الحلاّج.
أما دعاوي التقارب مع أصحاب الديانات الأخرى فانظر بعين الباحث يا أخي من يقودها فستصل إلى الحقيقة المرة .. إنهم المتصوفة ..
أما تعيين المتصوفة في نشر هذا الباطل الجديد
فلعلمي الشخصي بمناهج القائمين على ذلك في البرنامج المشار إليه عاليه حيث يغلب عليهم التصوف ..
أما الأخوة أبوذكرى وأبو طارق والأخت المعالي ... فبارك الله فيكم على منهجكم الطيب وسدد الله خطاكم وهدى بكم ..
أما الأخ أبو طارق فإني إليك راجع ... واعذرني لانشغالي
تحياتي
الربيع الأول
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[29 - 10 - 2006, 03:20 ص]ـ
* ألا تستهدف المقالات المنشورة إثارة النعرات الطائفية أو التعصب الديني أو النقاشات الدينية الساخنة أو إهانة معتقدات الأشخاص الآخرين.