تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقال أحدهم: حدثني بعض الأفاضل، ممن عاش فترة الستينات من القرن الماضي، حيث كان المد الشيوعي في أوجه، كيف كانت الأضواء مسلطة، على جيفارا، وكيف كانت أخباره هي أحاديث مجالس الشباب، حتى طبعت صوره على الملابس، وأصبح حلم كل فتاة أن تتزوج من رجل كجيفارا، ورثاه الشعراء المهزومون نفسيا، بعد مقتله،

بل ووصل الأمر إلى تشبيهه بالمسيح صلى الله عليه وسلم، وأطلقوا عليه لقب "مسيح العصر"، وما ذلك إلا لغياب القدوة الصالحة،

إن أمة تملك سيراً موثقة لأكثر من نصف مليون علم من أعلامها، لن تعدم قدوة صالحة منهم.

فما بال شبابنا وقد والوا اليهود والنصارى بل وصل الأمر إلى تولية الشيوعيين الملحدين؟؟!!

حتى إن أحدهم كتب: " رحم الله الشهيد تشى جيفارا لم يطلق أبدا طوال حياته رصاصة على طفل أو امرأة او رضيع وكان خير من اهتدى بخلق الانسان ... !!! "

ألا يعلم هؤلاء الشباب إن الولاء والبراء ركن من أركان العقيدة، وشرط من شروط الإيمان،

ومعنى الولاء: هو حُب الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين ونصرتهم.

والبراء: هو بُغض من خالف الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين، من الكافرين والمشركين والمنافقين والمبتدعين والفساق.

فكل مؤمن موحد ملتزم للأوامر والنواهي الشرعية، تجب محبته وموالاته ونصرته.

وكل من كان خلاف ذلك وجب التقرب إلى الله تعالى ببغضه ومعاداته وجهاده بالقلب واللسان بحسب القدرة والإمكان، قال تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض).

والولاء والبراء أوثق عرى الإيمان وهو من أعمال القلوب لكن تظهر مقتضياته على اللسان والجوارح، قال - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح: (من أحب لله وأبغض لله، وأعطى لله ومنع لله، فقد استكمل الإيمان) [أخرجه أبو داود]

روى أحمد في مسنده عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله).

يقول الشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب - رحمهم الله -: (فهل يتم الدين أو يُقام عَلَم الجهاد أو علم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا بالحب في الله والبغض في الله، والمعاداة في الله، والموالاة في الله، ولو كان الناس متفقين على طريقة واحدة، ومحبة من غير عداوة ولا بغضاء، لم يكن فرقانًا بين الحق والباطل، ولا بين المؤمنين والكفار، ولا بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان).

يقول الشيخ حمد بن عتيق - رحمه الله -: (فأما معاداة الكفار والمشركين فاعلم أن الله سبحانه وتعالى قد أوجب ذلك، وأكد إيجابه، وحرم موالاتهم وشدد فيها، حتى أنه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله يقتضي أن لا يحب إلا لله، ولا يبغض إلا لله، ولا يواد إلا لله، ولا يُعادي إلا لله، وأن يحب ما أحبه الله، ويبغض ما أبغضه الله).

على المسلم أن يحذر من أصحاب البدع والأهواء الذين امتلأت بهم الأرض، ولْيتجنَّب الكفار وما يبثون من شبه وشهوات، وليعتصم بحبل الله المتين وسنة نبيه الكريم.

وعلى المسلم أن يفطِن إلى الفرق بين حسن التعامل والإحسان إلى أهل الذمة وبين بُغضهم وعدم محبتهم.

ويتعيَّن علينا أن نبرهم بكل أمر لا يكون ظاهره يدل على مودات القلوب، ولا تعظيم شعائر الكفر.

ومن برهم لتُقبل دعوتنا: الرفق بضعيفهم، وإطعام جائعهم، وكسوة عاريهم، ولين القول لهم على سبيل اللطف معهم والرحمة لا على سبيل الخوف والذلة، والدعاء لهم بالهداية، وينبغي أن نستحضر في قلوبنا ما جُبلوا عليه من بغضنا، وتكذيب نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم

هذا ما حضرني الآن والحمد لله رب العالمين ..

أخوكم الربيع الأول ..

ـ[أبو طارق]ــــــــ[31 - 10 - 2006, 10:53 م]ـ

جزاك الله خيرًا أستاذنا الربيع

وبارك الله فيك على طيب حديثك , وجميل إرشادك

وجزاك الله عنا خير الجزاء

ـ[د. محمد الرحيلي]ــــــــ[31 - 10 - 2006, 11:15 م]ـ

بوركت أخي

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[01 - 11 - 2006, 04:43 ص]ـ

بوركت أخي الربيع

حديث جميل وطرح رائع

وإضافة يسيرة قد تتواصل مع طرحك

أن بعض شباب أمتنا الإسلامية أرهقتهم

فكرة " الآخر "!!

أيا كان ذلك الآخر، وعلى أي مستوى فكري

أو اجتماعي أو ثقافي

فصار ينظر إلى الآخر على أنه القدوة

فصار الآخر ونواتج حياته وسلوكياته

محط إعجاب

من لدن بعض مثقفينا - للأسف - والذين يشتغلون

هما وفكرا وثقافة وسلوكا

وما تزال تلك النظرة

ماثلة في أذهان الكثيرين

بوركت مجددا

تحياتي

ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[01 - 11 - 2006, 11:38 ص]ـ

في التاريخ الإسلامي نماذج عظيمة للبطولة والإخلاص والتفاني يجب الاقتداء بها لا بغيرها. والمسؤولية تقع على عاتق المربين لأنهم يخفقون في تعريف النشء بهم! لا بد من تغيير أساليب التربية والدعوة!

قال:

أبطال يعرب في أسمائهم شرف ***** خير الأنام بتقليد وتمييز!

وشكرا للأخ الربيع الأول على الطرح.

عبدالرحمن.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير