تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أُمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا) واحرصوا أن تكونوا صادقين مع الله ومع أنفسكم ومع أُمتكم، فتلتف أُمتكم حولكم تلبية لنداء القرآن الكريم (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين).

أيها الأُخوة: لقد سطر التاريخ مواقف مشرفة للأُمة وقادتها على مر العصور، وسطر كذلك المواقف المُخزية، فكونوا أعانكم الله على ذلك ممن يُسطر ذكره ضمن المواقف المشرفة عند الله وعند أُمتكم، فلا تتنازلوا عن ثوابتكم ولا عن أي جزء من شرع ربكم أو غير ذلك من الأُمور المهينة المخزية التي قد يطلبها الكافر المستعمر منكم، فيلزمكم لصناعة المواقف المشرفة أن تأخذوا بنصيحة رسول الله-صلى الله عليه وسلم- (سيأتي على الناس زمان يخير الرجل فيه بين العجز والفجور فمن أدرك ذلك منكم فليختر العجز على الفجور فإنّ العجز خير من الفجور) فإنكم إن اخترتم العجز على الفجور ولو أن تعودوا إلى شعاب الجبال وإلى الكهوف كأسلافكم في أفغانستان، فسيكون لكم كل الاحترام والتقدير من أُمتكم لهذا الموقف المشرف ولو لم تحققوا من المنافع أو المصالح شيئا ولو لم تغيروا شيئا، وستكونون مثلا يُحتذى به في التمسك بالثوابت وبالمواقف المبدئية، وتكونون قد أُعذرتم عند ربكم.

أيها الإخوة: لا يغرنكم قول من يراهن عليكم بالفشل، لأنّ الفشل كل الفشل هو بالنكوص على الأعقاب وبالتنازل عن الثوابت وبمخالفة شرع الله، وليس الفشل هو عدم النجاح في تشكيل حكومة أو عدو الدراية بأساليب السياسة الميكافيلية أو بعدم إنهاء الصراع مع اليهود أو بعدم تحقيق المصالح للشعب، ما دمتم متمسكين بالثوابت الشرعية.

أيها الإخوة: إننا على يقين من أنّ الكافر المستعمر لن يسمح لكم ولا لغيركم بتطبيق شرع الله حقيقة كما أمر الله، لا في الناحية السياسية ولا في الناحية الاقتصادية ولا في الناحية الاجتماعية، غير أنّ ذلك ليس مبرراً أبداً بأن تتنازلوا عن ثوابتكم وعن شعاراتكم التي فزتم بالانتخابات التشريعية بسببها، فتوافقوا على ما يُمليه عليكم الكافر المستعمر من مبادرات وقوانين وأنظمة استعمارية كاتفاقية أُسلو أو غيرها وكالاعتراف بكيان يهود على أرض فلسطين، أو باستنكار العمليات الجهادية أو ما شابه ذلك، لأنكم إن فعلتم ذلك تكونون أنتم ومن سبقكم من العلمانيين في ذلك سواء، كما وإننا على يقين من أن تحرير فلسطين لا يتم من خلال الدخول والانخراط في المجلس البرلماني أو التشريعي أو بالمشاركة فيما يسمى الحكم الذاتي أو السلطة الفلسطينية، فستظل قضية فلسطين تراوح مكانها مدّا وجزرا إلى أن يأذن الله بقيام الخلافة الموعودة على منهاج النبوة، فتحرر فلسطين وسائر بلاد المسلمين المغتصبة، وعسى أن يكون ذلك قريبا إن شاء الله تعالى. ـــ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.

أنصار العمل الإسلامي الموحد

بيت المقدس ـ الرابع من محرم الخير 1427هـ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لا بأس بالتفاعل مع الكتابة بأي شكل مناسب، ...

ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 12:30 ص]ـ

للرفع مع ترحيب لتوسيع دائرة البحث حول المهدى.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير