تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[كرم مبارك]ــــــــ[10 - 11 - 2006, 06:21 م]ـ

http://al-sahabah.com/wallpapers/almiqdad_2.jpg

سأبدأ بأول من عدا به فرسه في سبيل الله، المقداد بن الأسود

لن أسترسل في تاريخ حياته وسيرته ..

بل ساذكر القدوة وموقف من المواقف التي يجب أن يقتدي بها شبابنا وذلك حتى يكون مقبولاً عن هذه الفئة ..

فمثل هؤلاء الشباب لايقرأون المواضيع الطويلة ولا يتابعونها ...

فإلى المقداد رضي الله عنه ...

ـ[كرم مبارك]ــــــــ[10 - 11 - 2006, 07:23 م]ـ

وقف الفارس

فارع الطول

أبيض اللون

صبيح الوجه

مصفّر اللحية

كثير شعر الرأس

ضخم الجثة

واسع العينين

مقرون الحاجبين

أقنى الأنف

جميل الهيئة

وهو المعروف بأنه من شجعان بني قومه

وقف أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم

ليقول رأيه في المشورة التي جمعهم الرسول صلى الله عليه وسلم من أجلها

فقد كان الخطب عظيماً

حيث تكالبت قريش تريد إنهاء وجود الإسلام

إنهاء كلمة التوحيد

والانتصار للأوثان والأصنام

وقف الفارس بعد أن سمع كبار المهاجرين يتكلمون ويشيرون على الرسول صلى الله عليه وسلم

فما عساه سيقول؟؟

لقد قال مقولة قال عنها عبدالله بن مسعود رضي الله عنها:

" لقد شهدت من المقداد مشهداً، لأن أكون صاحبه، أحبّ اليّ مما في الأرض جميعا"

فماذا قال؟

وبماذا تكلم؟

لقد سجلت مقولته في لوحة الكلمات الخالدة إلى يوم القيامة

تلقفها المسلمون جيلاً عن جيل

خلفاً عن سلف ..

إنها مقولة تكتب بماء الذهب

مقولة تلألأ وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم سروراً

وسرت في الحشد الصالح المؤمن حماسة قوية

مقولة امتلأ بعدها قلب الرسول بشراً ..

فقال لأصحابه:" سيروا وأبشروا" ..

في ذلك اليوم الذي بدأ عصيباً حيث أقبلت قريش في بأسها الشديد واصرارها العنيد، وخيلائها وكبريائها ..

في ذلك اليوم .. والمسلمون قلة، لم يمتحنوا من قبل في قتال من أجل الاسلام، فهذه أول غزوة لهم يخوضونها ..

وقف الرسول يعجم إيمان الذين معه، ويبلوا استعدادهم لملاقاة الجيش الزاحف عليهم في مشاته وفرسانه ..

وراح يشاورهم في الأمر

وخاف المقدادا أن يكون بين المسلمين من له بشأن المعركة تحفظات ...

وقبل أن يسبقه أحد بالحديث همّ هو بالسبق ليصوغ بكلماته القاطعة شعار المعركة، ويسهم في تشكيل ضميرها.

ولكنه قبل أن يحرك شفتيه

كان أبو بكر الصديق قد شرع يتكلم فاطمأن المقداد كثيرا ..

وقال أبو بكر فأحسن، وتلاه عمر بن الخطاب فقال وأحسن ..

ثم تقدم المقداد وقال:

" يا رسول الله ..

امض لما أراك الله، فنحن معك ..

والله لا نقول لك كما قالت بنو اسرائيل لموسى

إذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ..

بل نقول لك: إذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون .. !!

والذي بعثك بالحق، لو سرت بنا الى برك العماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه.

ولنقاتلن عن يمينك وعن يسارك وبين يديك ومن خلفك حتى يفتح الله لك"

نعم ....

لقد انطلقت الكلمات كالرصاص المقذوف .. التي أطلقها المقداد بن عمرو والتي حددت بقوتها واقناعها نوع القول لمن أراد قولا .. وطراز الحديث لمن يريد حديثا .. !!

أجل لقد بلغت كلمات المقداد غايتها من أفئدة المؤمنين، فقام سعد بن معاذ زعيم الأنصار، وقال:

" يا رسول الله ..

لقد آمنا بك وصدّقناك، وشهدنا أنّ ما جئت به هو الحق .. وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا، فامض يا رسول الله لما أردت، فنحن معك .. والذي عثك بالحق .. لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدوّنا غدا ..

انا لصبر في الحرب، صدق في اللقاء .. ولعل الله يريك منا ما تقر عينك .. فسر على بركة الله" ..

والتقى الجمعان .. فكان الانتصار ...

فمن هو هذا المقداد ... ؟؟

فهو المقداد بن عمرو، بن ثعلبة، بن مالك بن ربيعة بن عامر بن مطرود البهرائي.

ولكن، له إسم آخر إشتهر به، وهو: «المقداد بن الأسود الكندي»

وسوف لا ينقضي تعجبك من خصلة هي واحدة من مئات! إمتاز بها الإسلام دون غيره وكانت شاهداً من شواهد عظمته، تلك هي قلب العقليات والعادات التي أفرزتها الجاهلية المقيتة، وتسييسها من جديد على ضوء تعاليم الله سبحانه، وقولبتها بشكل يعيد للإنسانية شرفها ومجدها.

فمن كان يصدق أن حليفاً طريداً مشرداً عن أهله وقومه يصبح يوماً ما محط أنظارهم ومعقد آمالهم؟!

أجل، كان هذا أمراً مستبعداً لولا الإسلام، فقد استطاع بفترةٍ وجيزة أن يقضي على جل المظاهر الزائفة، وأستطاع ان يعيد الحق الى نصابه.

والمقداد كان واحداً من المشردين، نشأ حليفاً لكندة بادئ الأمر ـ تابعاً لأبيه ـ ثم حليفاً لبني مخزوم، حتى قيّض له الإلتحاق بركب الإسلام وهو في عقد الرابع ليبدأ مسيرة الحياة الحرة الكريمة تاركاً وراءه كل قيود الجاهلية وأحكامها مسلماً وجهه لله وحده باذلاً نفسه لدين الله، وحين استقر الأمر بالمسلمين، ونصر الله نبيه، أقبلت الوفود تترى على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مبايعةً له ومسلّمةً أمرها إلى الله ورسوله، وكان منها وفد «بهراء» قبيلة المقداد، فكان نزولهم عليه في داره.

رحم الله أبا معبد، فلقد كان واحداً من العظماء الذين يفخر التاريخ بهم وبمآثرهم

راجع:

الطبقات الكبرى 3/ 162

والكامل 2/ 290

ورجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير