7 - الكهف موجودٌ في منطقةٍ منكشفةٍ لا تسمحُ بسرّيّتِهِ.
8 - ليسَ لهذا الكهفِ لا فتحةٌ شرقيّةٌ، ولا نافذةٌ غربيّةٌ.
=============
إلى الحلقة الرابعة (الأخيرة)
ـ[عطية زاهدة]ــــــــ[11 - 11 - 2006, 02:46 م]ـ
ذو حظٍّ قليلٍ
وبالرغمِ مِنْ عظيمِ الاهتمامِ الذي حظيَ به ظبيانُ، إلاّ أنَّهُ يقولُ: "ولوْ كانَ هذا الكشفُ في دينٍ آخرَ لكانَ لهُ شأنٌ أيُّ شأنٍ" (ص118).
ومَعَ أنَّ ظبيانَ قدْ ظنَّ أنَّهُ عاثرُ الحظِّ مائِلُهُ، فقدْ لقيَ اهتماماً عظيماً تجلَّى في أمورٍ، مِنْها:
1 - قامتْ أكثرُ مِنْ وزارةٍ أردنيّةٍ بتبنِّي إثارتِهِ للقولِ بأنَّ الرجيبَ هي: موضعُ الكهفِ. وقامتْ دائرةُ الآثارِ بعملياتِ تنقيبٍ، وحفريّاتٍ واسعةٍ؛ نزولاً عندَ مطالباتِهِ (ص61).
2 - وتمَّ تنْظيمُ آلافِ الرحلاتِ الرسميةِ، والشعبيةِ، لزيارةِ كهفِ الرجيبِ.
3 - ودرجتْ وزارةُ الأوقافِ الأردنيّةُ على أنْ ترتبَ زياراتٍ إلى الكهفِ، لكلِّ الزائرينَ المسلمينَ: السفراءِ، والوزراءِ، والعلماءِ، وغيْرِهم.
4 - وتمَّ نشرُ مقالاتٍ كثيرةٍ في الصحفِ، والمجلاتِ العربيّةِ والإسلاميّةِ، ومِنْها: الأهرامُ، العربيّ، الرسالةُ الإسلاميّةُ، الوعيُ الإسلاميُّ، وإطلاعات الإيرانيّةُ؛ وقدْ حاولتْ جميعُها مباركةَ "الاكتشافِ الظبيانيِّ". وقدْ تناولتْ وكالاتُ الأنباءِ إذاعةَ كشْفِهِ! ..
5 - اسْتَضافَتْهُ جامعاتٌ في عددٍ من الدولِ الإسلاميّةِ لإلْقاءِ محاضراتٍ، للتعريفِ بكشفِهِ؛ حتى الأزهرُ أكرمَهُ، والإمامُ الأكبرُ استقبلَهُ، واستمعَ لشرحِهِ ولم يصل إلى مدحه.
6 - وأصدرَ مجلسُ الوزراءِ الأردنيُّ، بتاريخِ 6/ 2/1977م، بياناً بتحويلِ اسمِ "الرجيبِ"، إلى "الرقيمِ".
7 - وتمَّ تتويجُ الاهتمامِ بكهفِ ظبيانَ مِنْ خلالِ افتتاحِ مسجدٍ بجانِبِهِ، أُطْلِقَ عليه "مسجدُ أهلِ الكهفِ"، وذلكَ تحتَ وعدٍ بِرِعايةٍ ملكيّةٍ ساميةٍ بتاريخِ: 3/ 6/1970م (ص79).
وأُرَجِّحُ أنَّ القصرَ الملكيَّ الهاشميَّ في عمّانَ، مِنْ منطلقِ تشْجيعِهِ للعلماءِ، لا بدَّ وأنْ قامَ بتكريمِ "ظبيانٍ" - بِالصَّرْفِ - ماديّاً ومعنويّاً. فهلْ كانَ ظبيانُ يريدُ أنْ ينعقِدَ مؤتمرُ قمةٍ إسلاميٌّ لِمُبارَكةِ ما فعلَهُ؟ .. هلْ كانَ يريدُ ظبيانُ أنْ تَخْرُجَ الجماهيرُ في مدنِ العالمِ الإسلاميِّ في مظاهراتٍ تنادي بالعيشِ لكهفهِ، ومَنْ فيهِ، وبالموتِ لكهوفِ "الكيتاكومز" في روما؟ .. هلْ كانَ يريدُ منْ كلِّ مسلمٍ أنْ يقولَ: "يا لَهُ مِنْ كهفٍ! ويا لَهُ مِنْ كشفٍ! " ويا لَظُبْيانَ منْ مكتشفٍ!
كهفٌ في روما!
يقولُ المثلُ: "كلُّ الطرقِ تؤدِّي إلى روما"، ويظهرُ أنَّ الطائفةَ الأحمديّةَ قدْ غيَّرَتْهُ إلى: "كلُّ الكهوفِ تقودُ إلى روما".
في البدءِ حملتِ الطائفةُ الأحمديّةُ الكهفَ إلى بريطانيا، ولكنَّ الطرقَ - في نهايةِ المطافِ – قدْ قادَتْهُ إلى روما!
في العامِ 1979م، أصدرتِ الجماعةُ الأحمديّةُ في حيفا، في فلسطينَ، كتاباً عنْ تفسيرِ سورةِ الكهفِ، جاءَ فيه احتمالانِ لموضعِ كهفِ أهلِ الكهفِ.
الاحتمالُ الأولُ:
ترى الجماعةُ الأحمديّةُ، رجماً بالغيبِ، أنَّ الكهفَ محتملُ الوجودِ في موضعِ كنيسةِ "جلاستونبري" في "سومرستشير" ببريطانيا. وعندَهُم أنَّ جماعةً من الرهبانِ، بقيادةِ الكاهنِ "يوسف أريماثايا" قدْ جاءتْ هذا الموضعَ سنةَ 63م.
الاحتِمالُ الآخَرُ:
يزعمُ مؤلفُ الكتابِ أنَّ التحقيقاتِ تُظْهِرُ وجودَ الكهفِ في روما، داخلَ سراديبِ "الكيتاكومْز".
ويزعمُ المؤلفُ أنَّ هناكَ رواياتٍ عَنِ ابنِ اسحقٍ تؤيِّدُهُ في قولِهِ.
ويرى المؤلفُ أنَّ المسيحيّينَ الأوائِلَ كانوا مُوَحِّدينَ، وأنَّهم قدْ لاقَوُا اضْطِهاداً عظيماً، مِنْ عهدِ "نيرون" في القرنِ الأولِ، إلى أوائِلِ القرنِ الرابعِ، وفي هذه الفترةِ الطويلةِ تمَّ حفرُ سراديبِ "الكيتاكومْز" مِنْ أجلِ الاختفاءِ.
تمتَدُّ سراديبُ "الكيتاكومْز" تحتَ روما على شكلِ متاهاتٍ معقدةٍ، وقسمٌ منْها ذو طوابِقَ، ويُقَدَّرُ طولُها في التفافاتِها وتفرُّعاتِها فوقَ سَبْعِمِائَةِ كيلومتراً، وهي محتويةٌ على مِئاتِ الألوفِ منَ القبورِ.
حقّاً، فليسَ كلُّ منْ يَسْتَكْهِفُ يَسْتَكْشِفُ.
وأقولُ منصرفاً متصرِّفاً، معَ شوقي ومعذِرَتي إلى "الأحمدِ" أميرِ الشُّعَراءِ:
قِفْ بِروما وشاهدِ الكهفَ، وَاشْهَدْ: أنَّ للكهفِ زاعماً بهتانَه!
عطية زاهدة
الخليل - فلسطين
attiyah_zahdeh*************