ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[14 - 11 - 2006, 10:46 ص]ـ
في الوقت الذي يجتمع فيه الإنجليز على آل ستيوارت، وفي الوقت الذي يجتمع فيه الأمريكان على آل بوش، وفي الوقت الذي يجتمع فيه اليهود على شارون، وفي الوقت الذي يجتمع فيه الفرنسيون على شيراك، وفي الوقت الذي يجتمع فيه الروس على بوتن، ففي الوقت الذي نجد فيه الكفار قد اجتمعوا لمحاربة المسلمين في كل مكان، نجد الأُمّة صاحبة المبدأ الخالد غارقة في صراعاتها الحزبية والطائفية، كل حزب بما لديهم فرحون، وكل ذي رأي معجب برأيه، فضاعت الأُمّة بين متاهات الأفكار الحزبية الظنية الخلافية، في حين يمكن لهذه الجماعات والأحزاب وسائر الأُمّة الاجتماع على عدة قضايا مصيرية لا خلاف فيها ولو كانت خمس قضايا وترك ما عداها من الأمور الجزئية الظنية للأُمّة تتعبد الله فيها حسب مذاهبها المعتبرة.
ألا يسعنا ما وسع الأوائل من أُمتنا؟!!، فقد اختلف أبو بكر وعمر في مسائل جزئية ظنية كأحكام الطلاق، وتوزيع الغنائم، والمؤلفة قلوبهم، بينما اجتمعوا على أمور مصيرية كمحاربة المرتدين، واختلف الصحابة أيضاً في ميراث الجد وفي أحكام الرضاعة، لكنهم اجتمعوا على نشر الإسلام ومحاربة فارس والروم، واختلفوا في طهارة إهاب الميتة إذا دبغ، وفي أحكام الفرائض، وفي روث الحيوان، واجتمعوا على تنصيب حاكم واحد لهم بعد موت النبي-صلى الله عليه وسلم-، واختلفوا في أحكام البيوع والإجارة، واجتمعوا على حُرمة موالاة الكفار الحربيين، وعلى ذلك كله سائر الأُمّة على مرّ العصور
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[14 - 11 - 2006, 10:47 ص]ـ
والدهور، فيكفي الأُمّة أن تجتمع ولو على خَمس قضايا مصيرية تظهر فيها وحدتها وقوتها فتُرهب بذلك عدوها المتربص بها الدوائر.
أيتها الأُمة الكريمة: ألا يدعوكم للاستغراب والتعجب والحسرة حال الكفار أهل الصليب كيف يجتمعون على قضاياهم المصيرية، مع أنهم في عقائدهم مختلفون مفرقون بين بروتستانت وأرثوذكس وروم ومفرقون بين ديمقراطي وجمهوري وعمالي، وحال الكفار اليهود كيف يجتمعون على قضاياهم المصيرية، مع أنهم مفرقون بين اسفردي وشكنازي وبارسي، وبين شرقي وغربي وليكود وعمل، ألا يدعو للحسرة والعجب اجتماع الكفار في كل مكان على قضاياهم المصيرية مع أنهم بلا قيم، ممزقون اجتماعياً فاسدون أخلاقياً، بينما نحن المسلمون أصحاب المبدأ والقيم والرسالة الخالدة، أعمتنا الخلافات الجزئية الظنية عن الاجتماع على قضايانا المصيرية، فكان ما كان من الفشل في إدراك الغايات وتحقيق ما نَصْبوا إليه حتى الآن، وكأننا لا نقرأ ولا نَفهم قول الله تعالى (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إنّ الله مع الصابرين) فإذا لم يكن التشاحن والتباغض والتدابر لأجل هذا الرأي أو ذاك من الآراء الظنية تنازعاً، فما هو التنازع إذن؟!.
أيتها الحركات والأحزاب الإسلامية: يفترض أن تكونوا أمل الأُمّة وقادتها في غياب قائدها الموعود، فأنتم الذين يقع عليه وِزْرَ شتات الأُمّة بالدرجة الأُولى، وبالتالي مسؤولية جمعها، لا نقول في الناحية الفكرية بل العملية،
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[14 - 11 - 2006, 10:48 ص]ـ
فالأُمة لن تجتمع على الآراء الفرعية أبداً ولم يحصل أنِ اجتمعت على مرّ التاريخ وليس ذلك عيباً ولا مفروضاً، وقد كان الفقهاء مع شدة اختلافاتهم الفقهية مجتمعين على الأمور الأساسية والمصيرية، ولا يحتاج الأمر سوى الإخلاص لله تعالى والحرص على الأُمّة، وأهم قضية مصيرية للأُمة يجب الاجتماع عليها هي قضية إيجاد الخلافة الإسلامية، فوجودها يعتبر حياة ووجوداً للأُمة، وعدمها يعتبر موتاً وعدماً للأُمة كما هو حالنا اليوم، ثم يليها القضايا المصيرية الأُخرى،فلا تخذلوا أُمّتكم وتعاونوا فيما بينكم على هذا الأمر الجلل، واعلموا أنّ الأُمة كما أنها لا تُعطي قيادتها وثقتها لجاهل ولا لجبان ولا لعميل، فإنها كذلك لا تُعطيها لمتعال عليها متكبر مغرور، ولا تُعطيها لمن لا يهتم لها، ولا لمن لا يحنو عليها، ولا لمن لا يرحمها، ولا لمن لا يقيل عثرتها، ولا لمن لا يتعاون معها.
واعلموا أيضاً أن إنجاح فكرة العمل الإسلامي الموحد منوطٌ بكم أكثر من غيركم فأنتم الذين تجعلون من هذه الفكرة حقيقة لا خيالاً لأنكم وحدكم القادرون على ذلك وبأقل التكاليف، وقد وجهنا لكم كتاباً بهذا الصدد قبل عدة أعوام فنرجوا أن تستجيبوا لله ولرسوله في هذا المطلب.
فمن هنا الدّرب أيها المسلمون العاملون، (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإنّ الله لمع المحسنين).
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[18 - 11 - 2006, 12:00 م]ـ
للرفع:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?p=94810#post94810