- نظرة التفكر والتدبر والإصلاح: من أجل اختيار أنسب وسائل تغيير الخلل فيهم وفي مجتمعهم .. كما يفهم ضمنا من قوله -صلى الله عليه وسلم-: "مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل ابتنى دارا فأكملها وأحسنها إلا موضع لبنة؛ فكان من دخلها فنظر إليها قال: ما أحسنها إلا موضع اللبنة؛ فأنا موضع اللبنة فختم بي الأنبياء" (أخرجه البخاري ومسلم).
- نظرة التوضيح والشرح: من أجل عونهم على حسن الفهم والعمل .. فعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: كنا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جلوسا فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال: "إنكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا القمر .. " (جزء من حديث أخرجه البخاري ومسلم).
- نظرة المسئولية: من أجل تحفيزهم ودفعهم لها .. فقد عرض أعرابي للنبي -صلى الله عليه وسلم- فأخذ بزمام ناقته، فقال: يا رسول الله أخبرني بأمر يدخلني الجنة وينجيني من النار، فنظر -صلى الله عليه وسلم- إلى وجوه أصحابه وقال: "لقد وُفق أو ُهِدي، لا تشرك بالله شيئا، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم" (أخرجه ابن ِحبَّان).
- نظرة الاستشارة: من أجل التشاور والاستفادة بالآراء والخبرات .. كما نظر الرسول -صلى الله عليه وسلم- يوم بدر إلى المهاجرين، ثم إلى الأنصار أن أشيروا عليَّ.
- نظرة التعجب: من أجل مساعدتهم على التصويب .. فقد قبَّل الرسول
-صلى الله عليه وسلم- الحسن وعنده الأقرع بن حابس فتعجب قائلا: "إن لي عشرة من الولد ما قبَّلت منهم أحدا"، فنظر إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائلا: "من لا يَرحم لا يُرحم" (أخرجه البخاري).
- نظرة التحذير: من أجل استمرارهم على الصواب .. فقد كان الحسن والحسين يلعبان وسط تمر من الصدقات عند الرسول -صلى الله عليه وسلم- فأخذ أحدهما تمرة فجعلها في فيه، فنظر إليه -صلى الله عليه وسلم- فأخرجها من فيه، وقال له: "أما علمت أن آل محمد لا يأكلون الصدقة" (أخرجه البخاري).
- نظرة الغضب: عند اقتراف السوء من أجل مراجعتهم أنفسهم .. فعن جابر رضي الله عنه قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه كأنه منذر جيش" (جزء من حديث أخرجه مسلم) .. قال الإمام النووي في كتابه "شرح صحيح مسلم": " .. اشتداد غضبه كان عند إنذاره أمرا عظيما وتحذيره خطبا جسيما .. ".
- نظرة الشفقة: خوفا عليهم من العقوبة من أجل منعهم من الخطأ والأخذ بيدهم سريعا إذا وقعوا فيه .. ففي حديث كعب بن مالك -رضي الله عنه- الذي كان من الثلاثة الذين تخلفوا عن المسلمين في غزوة تبوك يقول: "كنت أصلي قريبا منه -صلى الله عليه وسلم- وأسارقه النظر، فإذا أقبلت على صلاتي نظر إليَّ، وإذا التفتُّ نحوه أعرض عني" (جزء من كلامه أخرجه البخاري ومسلم).
- نظرة الفرح: عند استجابتهم للخير من أجل تثبيتهم وتشجيعهم .. قال الإمام ابن القيم في كتابه "زاد المعاد": "دمعة السرور باردة والقلب فرحان، ودمعة الحزن حارة والقلب حزين، ولهذا يقال لِمَا يَفرح به: هو قرة عين، ولما يُحزن هو: سخينة العين".
** ولغة الإشارة:
هدفها تبيين وتثبيت المعلومات، وتشمل:
- استخدام الأصابع: فعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: "بُعثتُ أنا والساعة كهاتين"، وُيقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى (جزء من حديث أخرجه مسلم).
- الرسوم التوضيحية: كما يقول أنس رضي الله عنه: خَط َّ النبي -صلى الله عليه وسلم- خطوطا فقال: "هذا الإنسان وهذا أجله؛ فبينما هو كذلك إذ جاء الخط الأقرب" (أخرجه البخاري).
- التبسم والضحك: فلما تحدث الرسول -صلى الله عليه وسلم- مثلا عن آخر من يدخل الجنة فيجدها ملأى فيعود لله تعالى متعجبا من عدم وجود مكان له، فيقول له: "اذهب فادخلها وإن لك مثل عشرة أمثال الدنيا" .. ضحك -صلى الله عليه وسلم- حتى بدت نواجذه (أخرج القصة البخاري).
- تعبيرات الوجه: فقد رأى الرسول -صلى الله عليه وسلم- نخامة في قبلة المسجد، فغضب حتى احمرّ وجهه، فجاءت امرأة من الأنصار فحكتها وجعلت مكانها خلوقا فقال -صلى الله عليه وسلم-: "ما أحسن هذا" (أخرجه ابن ماجه).
- طأطأة الرأس: فقد طأطأ الرسول -صلى الله عليه وسلم- رأسه الكريم إعلانا عن عدم قبوله الزواج من المرأة التي أرادت أن تهب نفسها له (أخرج القصة البخاري).
¥