تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الثمرة، ويتخلص، كعادة أي ميكيافيللي، من أبي عبد الله صاحب الفضل عليه وعلى دعوته المشئومة.

ومن طريف ما خدع به أبو عبد الله: القبائل المغربية، أنه زعم أن اسم قبائل "كتامة" مشتق من "الكتمان"، فهم خير من يكتم أسرار دعوته الباطنية، وهكذا أهل البدع والضلالات، يكتمون ضلالهم بداية لئلا تنفر منه النفوس، فإذا ما تمكنوا أظهروا مكنون صدورهم، فهم في "تقية" حتى مع أتباعهم!!!!، وهو ما فعله عبيد الله المهدي بعد استيلائه على المغرب، إذ أظهر من الفجور ما أظهر، فلما سأله كبير "كتامة" قال عن نفسه: "أنا نائب الشرع أحلل لنفسي ما أريد، وكل الأموال لي"!!!!.

"سير أعلام النبلاء"، (15/ 146).

وعجبا لعقول أقوام يسيرون خلف مهدي كهذا!!!.

وجاء ابنه نزار فأظهر سب الأنبياء.

يقول الذهبي، رحمه الله، في ترجمة ذلك اللعين:

"وكان مهيبا شجاعا، قليل الخير، فاسد العقيدة.

خرج عليه في سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مئة أبو زيد مخلد بن كيداد البربري.

وجرت بينهما ملاحم، وحصره مخلد بالمهدية، وضيق عليه، واستولى على بلاده.

ثم وسوس القائم، واختلط وزال عقله، وكان شيطانا مريدا يتزندق.

ذكر القاضي عبد الجبار المتكلم، أن القائم أظهر سب الانبياء.

وكان مناديه يصيح: العنوا الغار وما حوى. (يعني: غار حراء الذي حوى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ورفيقه أبا بكر الصديق رضي الله عنه).

وأباد عدة من العلماء.

وكان يراسل قرامطة البحرين، ويأمرهم بإحراق المساجد والمصاحف"

"سير أعلام النبلاء"، (15/ 152).

وجاء حفيده "المعز لدين الله"، وكان داهية شجاعا، فرحل إلى مصر، وأظهر فيها من الفساد ما أظهر، ولعل أبرز ما جنته يد ذلك الآثم:

قتل الشهيد الإمام القدوة، كما يصفه الذهبي، رحمه الله، أبو بكر محمد بن أحمد بن سهل الرملي، المعروف بـ: "ابن النابلسي"، لما بلغه أنه قال: إذا كان مع الرجل عشرة أسهم، وجب أن يرمي بني عبيد بتسعة، وأن يرمي العاشر فيهم أيضا، لأنهم غيروا الملة، وقتلوا الصالحين، وادعوا نور الإلهية.

فأمر يهوديا بسلخه، فكان يذكر الله ويصبر ويقرأ: (كان ذلك في الكتاب مسطورا)، حتى بلغ السلاخ الصدر فرحمه، فوكزه بالسكين موضع قلبه فقضى عليه!!!!.

"سير أعلام النبلاء"، (16/ 148، 149).

فكان ذلك السلاخ أرحم بأبي بكر، رحمه الله، ممن يدعي الانتساب لآل البيت، رضوان الله عليهم، تماما، كما يحدث اليوم في العراق من أقوام يدعون محبة آل البيت، وهم على أهل الإسلام أشد من النصارى الأمريكيين والبريطانيين، وفي مؤتمرات "التقريب": يتعاطى المجتمعون، وإن شئت الدقة فقل: المتآمرون: كؤوس الود المزيف!!.

وأبو عبد الله اليوم بيننا، ولكنه ليس داعية واحدا، بل جيش من الدعاة:

فأبو عبد الله على شبكة المعلومات لاصطياد السذج من شباب المسلمين بشعارات "الجهاد" و"الموت لأمريكا" مع التواطؤ معها ضد الأفغان والعراقيين السنة!!!!، وامتلاك السلاح النووي الإسلامي، الذي سيوجه أول ما يوجه إلى صدور المسلمين، و "المقاومة الباسلة" في جنوب لبنان، وكل يبكي لحاله، ولكن أهل السنة في جنوب لبنان لا بواكي لهم!!!!.

وأبو عبد الله في معارض الكتاب يعرض بضاعته الفاسدة في أبهى صورة بأبخس ثمن.

وأبو عبد الله على صفحات جرائدنا يسب أمهات المؤمنين وصحابة النبي صلى الله عليه وسلم، ويشكك الأمة في ثوابتها ومصادر تلقيها المعتمدة فيطعن في دواوين السنة التي تلقتها الأمة بالقبول لاسيما:

"صحيح أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري".

وأبو عبد الله ينفق بسخاء لنصرة مذهبه، فيشتري الذمم الخربة، وما أكثرها في بلد كمصر، أصابها الفقر في مقتل، فانصرف أهلها عن دين الله، عز وجل، إلى رغيف العيش و "طوابير" الجمعيات الاستهلاكية، ومصروفات "الدروس الخصوصية"، والبحث عن فرص العمل ........ إلخ، نسأل الله، عز وجل، أن يفرج عنا وعنكم.

وأبو عبد الله يرسل جواسيسه لتفقد الأحوال وتهيئة المناخ لدعوته، كما حدث في أواخر شهر مارس الماضي، وكان من أبرز نتائج تلك الزيارة المشئومة: "إعادة افتتاح دار التقريب"، ولعله تقريب من النوع الحاصل في العراق الآن!!!!، وهو عند التحقيق: تخريب لا تقريب.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير