7 - لم ينتهِ التدرُّجُ بهذهِ الأعمدةِ بل يوجدُ ما بعدها، وإن جمعتَها كنتَ بحولِ اللهِ لا تذرُ شيئاً أتيتَ عليه إلا جعلتَه بين جنبيكَ.
8 - المتونُ التي بالأحمرِ يكفي أن تفهمَ ما فيها، وتستحضِرها إذا سئلتَ عنها.
9 - بالنسبة للمذاهب الفقهية فعليك أن تسلك أحدها وتختمه بكتاب من كتب الفقه المقارن.
10 - احذر التنطع في التدرج , فإن المقصود حفظ متن صغير يجمع أهم المصطلحات والخطوط العريضة في ذلك العلم، ثم المتن الذي تدور عليه شروح أهلِ ذلك العلم.
فوائدُ التدرُّج:
1 - المبتدئُ يستعجلُ الثمرةَ، وفي حفظهِ للمتونِ الصغارِ تحقيقٌ لهذه الرغبةِ الجامحةِ.
2 - ختمُ المتونِ الصغارِ ينشطُ الهمةَ، ويعطي دفعةً معنويةً لخوضِ المتونِ الكبارِ.
3 - المتنُ الصغيرُ يعتبرُ توطئةً للمتنِ الذي يليهِ ومسهلاً لحفظهِ.
4 - المبتدئُ سريعُ المللِ، وبغيرِ المتونِ الصغارِ قد يتوقفُ عن العملِ.
5 - من تدرَّجَ ومن لم يتدرَّجْ كرجلينِ سافرا إلى قريةٍ بعيدةٍ، لها طريقانِ، أحدهما مليءٌ بالقرى والتمويناتِ، والآخرُ خالٍ من ذلكَ، فالمتدرِّجُ يتقوى بحفظِ المتونِ الصغارِ، وتزدادُ همتهُ، وتلينُ لهُ المتونُ الكبارُ، وأما المُنْبَتّ فإنَّه من الانقطاعِ قريبٌ لسلوكهِ الطريقَ الوعرَ بلا زادٍ ولا مؤونةٍ.
التأصيلُ:
وهو قاعدة عظيمة من قواعد طلب العلم، وسبب قوي من أسباب تيسير الحفظ، والمقصود أن تحفظ متناً في كل علمٍ حفظاً متقناً راسخاً، فيكون هذا المتن كالأصل الذي تبني عليه ما تتعلمه من هذا العلم، ومن طرق ترسيخ الحفظ ما حدثني به شيخي محمد المختار بن أحمد الشنقيطي عندما سألته: كيف أثبِّت القرآن وأتقن حفظه؟ فقال: إذا ختم الطالب عندنا القرآن فإنه يعمل طريقةً تسمى السلكة! وهي أن يقرأ كل ثمن أربعين مرة من أول القرآن حتى ينهيه فيكون بذلك قد أتقن بإذن الله، وهي طريقة عظيمة النفع لا في القرآن فحسب، ومن أعظم ثمراته أنَّك إذا أصَّلت لعلمٍ ثم قرأت في مطولاته، فإن كثيراً منها يعلقُ في ذهنك لأنَّه يجدُ ما يعلقُ به، والتأصيل قسمين: عام، وخاص، فالخاص هو ما ذكرته من حفظك للمتنِ المعتمدِ في كلِّ علمٍ كألفية ابن مالك في النحو، تتدرج إليها ثم تضبطها الضبط التام، وأما التأصيل العام، فهو بحفظك لكتاب الله، فهو كالسُور العظيمِ لكلِّ ما تحفظه (فاحفظ الله يحفظك).
الصاحبُ:
اا
قال تعالى: ((واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغدوة والعشي يريدون وجهه)) فابحثْ عن صاحبٍ مجدٍّ، مخلصٍ مجتهدٍ، إذا أتيتهُ في العلمِ وجدتهُ في كل بابٍ، وإن أتيتهُ في الدنيا ما أحسنَ الجوابَ، إذا تكلمَ في العلمِ تكلمَ، وإن وصفَ الدنيا تلعثمَ.
(من لي بهذا ليت أنِّي وجدتهُ * لقاسمتُهُ مالي من الحسناتِ)
و (ما لا يُدرَكُ كلُّه لا يُترَكُ جُلُّه).
المدارسةُ:
تدارس ما حفظتَ مع أخيكَ، وأقرأهُ واشرحهُ لما يليكَ، من أحجارٍ وأشجارٍ وأبوابٍ وشبابيكَ، لتحسنَ إيصالَ المعلومةِ إلى مستمعكَ ومستمليكَ، فإنَّ بعضَ الخطباءِ المشهورينَ كان يفعلُ ذلك.
وقال بعضهم: (مُدارسةُ ساعةٍ خيرٌ من تكرارِ شهرٍ)، ومن المدارسة: أن تقارن بين شروح المتن الواحد، وتنظر ماذا زاد بعضهم على بعض وفيما اتفقوا.
التكرارُ:
إن قيل لكَ: هل للحُفَّاظ حمارٌ؟؟ فقل: نعم، هو التكرارُ.
واعلم أن حفظكَ يقوى به، فلن يكونَ حفظُك في العامِ الأولِ كحفظِك في العامِ الثاني، وهكذا يزدادُ قوةً حتى تكونَ مضربَ المثلِ في الحفظِ.
والطريقةُ:
أن تفهم الباب الذي تُريد حفظه، وتعرف تقسيماته وتفريعاته، وعلى أي اعتبار تسلسلت فقراته - وفائدة الفهم أن يتكرر المعنى في ذهنك مع اللفظ فيثبتان جميعاً- ثم تكررَ البيتَ الأولَ حتى تضبطَهُ ثم تكررَ الثاني كذلكَ ثم تكررهما معاً.
بعد ذلك تكررُ الثالثَ حتى تضبطَه ثم تكررُ الثلاثة معاً.
بعد ذلك تكررُُ الرابع حتى تضبطه ثم تكررُ الأربعة معاً، وهكذا فتستفيدَ فائدتين:
1/ ضبطُ الفقراتِ.
2/ ربطُها.
ولا بد من الضبطِ والربطِ. وما أتعبَك حفظُه لازمك لفظُه.
الضَوابطُ:
مِن أذكى أسباب الحفظ وأسرعها، تستخدم لربط مسائل الباب الواحدِ، وأبوابِ الكتاب الواحدِ، وغير ذلك من الأمور التي لها علاقة ببعضها، وبـ (المثال يتضح المقال)، فمِن ذلك:
¥