تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

واذر الدموع على الخدود سواكبًا

سيل الخليج، ووكفة الميزاب

دورٌ بها قد كُرِّرتْ ألواحنا

وتَزَارَكَ الطُّلاب بالإعراب

فيطيح ذا ويطيح ذا، اولربما

نزل الطُّيَاحُ بأشمطٍ عرَّاب

وقد يستخدم هذا الأسلوب في حفظ الشعر واستظهار معانيه، فمن أمثلة استخدامه في حفظ الشعر قول الشيخ أحمدو بن اسليمان الديماني:

من لي بفتيانٍ كرام ٍأعزة

يكونون صحبي، وأصحبهم دهرا

فمن كاتب قفا طويلا وكاتب

علم أصول الدين يجعله ذخرى

ومن كاتب (قف بالديار) وكاتب

(ألا عم صباحا) أو (قفا نبك من ذكرى)

ومن قارئ (إن الخليط) وقارئ

(خليلي مرا) أو (سمالك) إذ يقرى

ومن منشد (إن الخليط) ومنشد

(خليلي) أو (تذكرت والذكرى)

>

ومن منشد يشدوا بأحسن صوته

(دعا باسم ليلى) أو (إذا مضر الحمرا)

ومن معرب يُرْمَى، فيعرب كِلمةً

من البيت ويسقط في الأخرى

فمن قائل تلك اسم كان أوسم لا

ومن قائل تلك اختصاص، وذي إغرا

ومن أمثلة استخدامه في استظهار المعاني قول ابن الشيخ سيدي:

وكم سَامرت سُمَّارًا فُتُوًّا

إلى المجد انتموا من مَحتِدَينِ

حووا أدبا على حسب فداسوا

أديم الفر قدين بأخمصين

أذاكر جمعهم ويذاكروني

بكل تخالفٍ في مذهبين

كخلف الليث والنعمان طرا

وخلف الأشعريِّ مع الجويني

وأقوال الخليل وسيبويه

أهل كوفة ٍوالأخفشين

نُوَّضح حيث تلتبس المعاني

دقيق الفرق بين المعنيين

ونحو الستة الشعراء ننحوا

ونحو مهلهلٍ ومُرَقِّشَين

ونذهب تارة لأبي نواسٍ

ونذهب تارة لابن الحسين

وهذه الطريقة بفروعها المذكورة لها فوائد علمية وتربوية كبيرة، وهي فوق ذلك طريقة نبوية مباركة،فقد روى البخاري في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال لصحابه يوما (إن من الشجر شجرة لايسقط ورقها، وإنها مثل المؤمن، أخبروني ماهي) قال ابن عمر فوقع الناس في شجر البوادي، فوقع في نفسي أنها النخلة، فاستحييت، فقالوا يارسول الله حدثنا ماهي: قال: هي النخلة، فذكرت ذلك لعمر، فقال: لو قلت:النخلة لكان أحب إلى من،وكذا)

الثاني عشر: اختيار الشيخ المربي: وقد كانوا يرحلون من بلاد بعيدة بحثا عمن تتوفر فيه هذه الخاصية، لأن حصول الطالب على شيخ بهذه المثابة يحقق له أكثر من هدف، فمنه يأخذ أساليب الحفظ، ومنه يتعلم طرق تحرير المسائل، ومنه يكتسب السلوك،قال الشعبي (مادخل الكوفة أحد من الصحابة أنفع علما ولا أفقه صاحبا من عبد الله بن مسعود) وقد شبه علي رضي الله عنه تلاميذ ابن مسعود بالسُّرُج، فقال (أصحاب ابن مسعود سرُجُ هذه الأمة) وقد أشار إلى هذا المعنى الشيخ محمد سالم بن عدود رحمه الله فقال: فقال:

ربىَّ ابنُ مسعود مقيمُ المِلَّهْ

فكان يحكي هَديه ودَلَّهْ

وكان علقمة لابن أمِّ

عبدٍ، كهذا للنبيِّ الأمي

وكان إبراهيم يحكي علقة

واهًا له من نسبٍ ما أكرمه

وكان منصورٌ لإبراهيما

كذلك يحكي هديه القويما

و كان سفيان بلا قصور

مشبَّهًا بشيخه منصور

وهكذا أيضا وكيعٌ كانا

مشبها بشيخه سفيانا

كان أحمد ٌلدى الجميع ِ

مشبهًا بشيخه وكيعِ

كذا أبوا داود عند الكُمَّل

مشبهًا بأحمد بن حنبل

وكانت حال كثير من شيوخ المحاظر تنعكس على الآخذين عنهم، فقد كان النابغة الغلاوي يشبه بشيخه أحمد بن العاقل،وكان قد رحل من بلاد الحوض يبحث عن شيخ جامع للعلوم، فكان كلما أراد أن يقرأ على شيخ سأله الشيخ عن الفن الذي يريد أن تقرأ، حتى وصل إلى أحمد بن العاقل في أقصى بلاد القبلة،فلم يسأله عن شيء وإنما قال له (مَشِّ) أي: اقرأ، وكان كان يحظيه بن عبد الودود الجكني شديد التأثر بشيخه أحمد بن محمد سالم المجلسي،فكان يحكي عبارته في التدريس وربما ذكر المكان الذي قرأ عليه فيه، ويروى أنه لما أتاه نعيه وأنه دفن بوضع يسمى (أكْلَيْبْ طَيْرْ أُلاَلْ) بتيرس، قال (أكْلَعْلَكْ يَكْلَيْبْ طَيْرْ أُلاَلْ الْغَبّْ أَحْمَدْ مَاهُ مَحْجُومْ) أي:قرأ على أحمد، فلا أحد يزاحمك عليه اليوم، وذلك إشارة إلى كثرة ازدحام الطلاب عليه، وقد ورث الشيخ يحظيه هذه الخاصية من شيخه أحمد،فكان كما قال مَمُّ بن عبد الحميد الجكني:

ولم يصنف لازدحام المدرسهْ

عليه كل نَفَسٍ تَنَفَّسَهْ

في كل يوم يحدق الطلاب

به، فيبدو العجب العجاب

وكل حي في العلوم مُرتحِلْ

إليه يضربون أكباد الإبل

لهم حوالي بيته ضجيج

كأنهم من كثرة حجيج

الثالث عشر: الاعتماد على المتون المنظومة: لأن النظم أسهل حفظا وأقرب متناولا، كما قال النابغة الغلاوي في بواطليحيه:

وإنما رغبت في النظام

لأنه أحظي لدى المرام

وهو الذي تصغي له العقول

والسيف من حصوله مسلول

ولتحقيق هذا الهدف لجأ شيوخ المحظرة إلى نظم بعض المقررات النثرية، كمختصر خليل في الفقه، و جمع الجوامع في الأصول للسبكي والمفتاح في علوم البلاغة،كما أعادوا صياغة بعض الأنظام لتلائم طريقتهم في النظم، كالخزرجية في العروض، والدرة في القراءات الثلاث، وقد نتج عن ذلك وجود بعض الأنظام المكملة لبعض المقرارات، كاحمرار ابن بون على الألفية، واحمرار بن زين على اللامية،واحمرار ابن عبد الجليل على السلم، واحمرار الادوعيشي على الدرر اللوامع، ومن فوئد هذه الطريقة أنها تمكن الطالب من تحصيل رصيد لغوي كبير،بالإضافة إلى أنها تنمي عنده ملكة النظم.

• وبعد .. فهذه أهم أساليب الحفظ المتبعة في المناهج المحظرية ... وسوف نشفعها بخاتمة تتضمن الجواب عن الأسئلة التالية: هل هذه الأساليب وليدة بيئتها أم أنها امتداد لغيرها؟ وهل يمكن تطبقيها في بيئات أخرى؟ وهل يمكن تطوير ها؟ وما هي الأسباب الكامنة وراء التقليل من شأن الحفظ في المناهج الغربية؟ وهل هي أسباب موضوعية أم أنها جزء من المؤامرة على تراث الأمة وهويتها؟ ذلك مانحاول التطرق إليه في خاتمة هذه الدراسة ....

كتبه

أحمد بن محمد فال

منقول ( http://www.almashhed.com/showthread.php?t=45923).. منقول ( http://www.almashhed.com/showthread.php?p=217924#post217924)

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير