يقول: نعم هناك قول مخالف ولكن الشيخ الذي قرأت عليه رجّح كذا وكذا فأنا أسير معه بدليل لأنني أرى فيه فضلا واعتقد أنه عنده إلمام بهذا العلم فأنا اتبعه بالدليل، قال لك: فيه دليل آخر قل: قد أجاب عنه وتريد أن تناقش ناقش الشيخ لا تفتح باب المناقشة لأنك في بداية الطلب لو فتحت باب المناقشة تتعب وهذا الذي ضر كثير من طلاب العلم،
فلذلك لا تفتح باب المناقشة في بداية الطلب
اختصر على القول الراجح بالدليل ولا تتعصب فلستُ بملك مقرب ولا نبي مرسل وقولي يُؤخذ منه ويُرد؛ فإن ذكرت القول بالدليل فاعلم أن الله سآئلك عن قول بالدليل فإن اعتقدت َ ماقلتُه بالدليل فقد أديت ما عليك، ثم يبقى بعد ذلك إن خالف أحد فحينئذ لا تفتح باب الخلاف وهذا أمر أجمع العلماء عليه أنّ من ليست عنده أهْليه للترجيح والخلاف والنظر أنه يقتصر على قول عالم يثق بعلمه بالدليل، حتى تُتِّم الفقه، وإذا بالفقه بين يديك عُصارة خالصة، ثم تنتقل بعد ذلك إلى مرتبة معرفة الأدلة ووجه دلالاتها إن استطعت أن تتوسع، ثم تتوسع بقاعدة وركيزة فكل السلف رحمهم الله توسعوا بقواعد وركائز فكان شيخ الإسلام يقول: وهذا قول أصحابنا وخالفنا الشافعية لقوله تعالى كذا وكذا، ما لذي دله على أنه قول أصحابه؟ لمّا ابتدأ بفقهه بمذهبه وضبطه بدليله
ثم انتقل إلى مستوى من خالف وما دليله ثم يناظر ذلك الدليل ويقارع الحجة بالحجة حتى يستبين السبيل و المحجة، إذا بلغ طالب العلم هذا المبلغ فبإذن الله يصل إلى علم وفقه واضح،
لكن لو فتح باب النقاش وهو في بداية الطلب سيتبلبل؛ الشيخ فلان يقول كذا والشيخ فلان يقول كذا؛ لا فلان أعلم من فلان؛ فلان يعرف الحديث؛ فلان يعرف الفقه، فتضيع الأمة قد تنتقص عالم قد تُجرّح عالم، لا أبدا! قل له: أنا أدين الله أن فلانا إنسانا من أهل هذا العلم وأخذ هذا العلم عن أهله؛ إذاً أنا آخذ قوله لكن ما أخذته لفلان ولكن أخذته للدليل فسأبقى معه حتى أضبط ثم بعد أن أضبط انظر من خالفه وما دليله فبعد ذلك (4:42 ... ) * للإنسان أما هذه المرتبة ليست مرتبة مقارنة أو مناقشة ليس الإنسان متأهلا للنقاش والخلاف هذا أمر ينبغي ان يُدرك
وقد نبّه عليه ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين ونبه عليه الحافظ ابن عبد البر رحمه الله في الانتقاء ونبه عليه شيخ الإسلام رحمه الله في المجموع: أن العامي أن طالب العلم يأخذ القول بالدليل حتى يبلغ درجة المناظرة فينتقل إلى درجة الاجتهاد أما إذا لم يبلغ هذا المبلغ فعليه أن يتريّث،
ولذلك كثير من طلاب العلم بدأوا بكتاب الطهارة فأخذوا كتبا في الحديث اختلف العلماء فيه على قولين على ثلاثة قال: لا والله عندي الراجح هذا القول لقوله كذا وكذا فرجّح هذا القول لدلالة مفهوم ثم جاء في المسألة الثانية قال: الراجح عندي القول الثاني وهو دلالة منطوق وقد يكون المفهوم الذي رجّح به يعارضه مفهوم آخر من جنسه في المسألة الثانية فيتناقض ويتبلبل ويعيش في حيرة ليست عنده موازين للترجيح ولا موازين للفهم!
فهذا الذي ضرّ كثير من طلاب العلم؛
المنهجية في طلب العلم الطريقة التي سار عليها العلماء المحررون نسير عليها، والشتات والبلبلة لا تنبغي،
ولذلك في هذه الحالة لا تفتح باب الحوار اعرف القول بدليله إذا لقيك الله قال: يا عبدي لم َ أحللت هذا؟
قلت: لقولك كذا ولقول نبيك كذا،
ألست َ على حجة وبرهان؟ على حجة وبرهان.
بعد أن تنتقل إلى درجة معرفة المخالف ودليله ووجه الخلاف فكم من دليل ترى كأنه حجة وهو ضعيف في دلالته وكم من دليل تراه قوي الحجة قد عارض ما هو أقوى منه!
هذا أمر ينبغي التنبه له ليس الإنسان في مرتبة المقارنة،
قد جعل الله لكل شيء قدرا، اضبط الآن الفقه بدليله وانتظر حتى تتسع مداركك وتتفتح وتفقه عن الله ورسوله وتأخذ علما منضبطا واسعا ثم بعد ذلك تنتقل إلى مخالفك ودليله مثل ما درج السلف الصالح رحمة الله عليهم،
فهذا الذي أُوصي به طلاب العلم وهذه قضية مهمة جدا أثرت على كثير من طلاب العلم
حتى أن بعضهم ملّ الفقه وتركه! و أصبح في دوامة لا يعرف ما هو الحق والعياذ بالله! يعني وصل إلى حيرة، السبب أنه اوقف نفسه في موقف لا يليق به
من أنت حتى تصير حكَما بين الإمام أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد!
¥