يبقى مفهمتش الغرض من هذه الغرر والفوائد يا شيخ!
الأمر هو هو في سؤالك ...
ستجد من يقول لك ادرس كل علم حتى تفرغ منه ثم انتقل للذي بعده، حتى لا تتزاحم الفنون (والعلم ينسي بعضه بعضا)
و واحد سيقول لك ادرس أكثر من علم في وقت واحد، و كل علم وجنسه (مصطلح وحديث، وفقه وأصوله، ونحو وصرف، ومنطق وبلاغة إلخ)
و واحد سيقول لك ادرس أكثر من علم في وقت واحد، لكن ليس كل علم وجنسه، بل كل علم وقسيمه (على قاعدة التجاذب المغناطيسي)، فادرس الحديث وحلّي معاه بالنحو، وادرس التفسير ومعاه الأصول، وإياك أن تدرس علمين نظريين في وقت واحد (نحو وأصول مثلا)
وهي نفس المسألة
فهي تجارب و مواقف
و أذواق وأمزجة
و مكنات وقدرات
بينما كل هذا يرجع لك أنت، وقدرتك، واستيعابك، ومزاجك.
و إذا انتظرت من يشخص حالتك الواقعية كالطبيب ثم يصف لك الدواء المناسب فستنتظر طويلا، أو تجد شيخا أو طالبا متقدما (ملازما) لك، وقليل ماهم، والقليل ماهم ـ الموجودين في السوق ـ كثير منهم يدخلون في دوائر مش كويسة!
والشاهد والحاصل أن طالب العلم إما أن يكون نظاميا، فهذا يدرس على المناهج المقررة ـ وليس عنده مشكلة، والمناهج تعطيه المفاتيح التي على ضوئها يسير في تحصيله الشخصي.
أو الطالب الحر، وهذا نوعان، إما أن يلازم شيخا له منهجية، كمشايخ السعودية وبعض المشايخ في مصر الذين يعقدون دورات علمية متدرجة (ولها شكل ومضمون مش شرح تاريخ ابن عساكر وفتح الباري و الكلام ده)، فهذا يلتزم معهم بما يشرحون، ولو أراد الزيادة يزيد في ضوء مستواه.
أو هو يعمل لنفسه منهجا ويسمعه بالأشرطة الموجودة والدورات الحية، فهذا يختار منهجا مسلوكا، ويبدأ فيه، ولا يغيره في وسط الطريق أبدا.
وبالمناسبة طريقة العكوف على كتاب حتى يحفظه ويفهمه ويستشرحه ـ مش فاهم يعمل فيه أكتر من كده بصراحة ـ هذه هي فكرة أن تكون أسيرا لمتن، وهذه تكون حقيقتها (طلب كتاب) وليس (طلب علم).
والطريقة البديلة التي يفعلها بعض طلبة العلم المتقدمين، أن يختار كتابا متوسطا في فن ما، ليس مبتدئا، ويجعله عمدته، فعندما يتجاوزه يقيد كل ما يزيد عليه من فوائد في غيره على نسخته من ذلك المتن، أو الكتاب، فيجعل ذلك الكتاب عمدته في ذلك الفن، ليس بذاته فقط، ولكن بما عليه من زيادات في كل مسألة من غيره من المطولات بالعزو إليها، وهذا يستلزم الاختيار بعناية لذلك الكتاب العمدة، وليس ذلك بالسهل.
والله أعلم
بارك الله فيك اخي عمرو وبقي لي سؤال لو سمحت
هل ضعف الاستحضار وعدم رسوخ المعلومات هو نتاج عدم العناية بالحفظ او هو يحتاج الى تتابع الايام و مرور السنين في الطلب لكي يرسخ العلم فلا يتعجل الطالب الثمرة
وهذا الذي دفعني الى اتهام المنهجية التي اسير عليها
فما رايكم بارك الله فيكم
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[22 - 08 - 10, 02:45 م]ـ
عدم رسوخ المعلومات يرجع لسببين:
1 ـ عدم فهمها الجيد، وتصورها التصور السليم.
2 ـ عدم الممارسة (سواء بالكتابة ـ ولو مختصرات وحواش ذاتية لنفسك ـ أو التدريس أو المذاكرة العلمية مع الغير) والمواظبة والاستمرار.
ـ[أبو ربيعة السلفيّ]ــــــــ[22 - 08 - 10, 07:21 م]ـ
جزاك الله خيراً
بارك الله فيكم على النصائح الغالية
ـ[أبو يحيى محمد الحنبلى]ــــــــ[20 - 09 - 10, 04:36 م]ـ
آه قبل ما أنسى
ناهيك بقى عن الأسئلة الدراماتيكية الخالدة
العمدة أم البلوغ؟
طيب البلوغ ولا المنتقي؟
هو مش المحرر أحسن وأحكامه أقوى؟
طيب الورقات ولا الأصول من علم الأصول؟
طيب روضة الناظر ولا مذكرة الشنقيطي، ولا مراقي السعود
نخبة الفكر ولا قصب السكر
ولا الافضل الموقظة؟
ثم الجدلية التاريخية بين الفيتي العراقي والسيوطي
ثم الفقه، وما أدراك ما الفقه
فقه (الدليل)!، ولا فقه المذاهب (اللي هو مش دليل)
والعمدة ولا الروض
ثم الخلافيات المشهورة
النثر ولا النظم
ونحفظ خمس ابيات في اليوم ولا بالاسبوع
وكل واحد يعرض لك قصة كفاحه المثيرة، التي في الغالب لا تنطبق إلا عليه
أو ينقل لك تفضيلات أهل العلم لكتاب على كتاب، وهكذا.
وصدقني يا أخي، اللي عايز يشتغل بجد هذا لا يفرق معه الفرق الذي ببالك
المهم فقط أن تفهم بشكل سليم، وأن تستمر ولا تتوقف
وما فاتك في كتاب ستحصله في غيره، إذا واظبت على المذاكرة
وإياك من شيئين:
أولهما: أن تكون خبير (مناهج)، كما ألقب بعض الإخوة، يسرد مناهج وطرق، لكتب لم يفتجها.
وثانيهما: أن تكون أسير الورقات ونخبة الفكر والاجرومية ولا تتخطاها، وتقرا عليها شروح الأولين والآخرين، وتسمع ما عليها من دروس الخلق أجمعين، وتنتهي حياتك العلمية قبل أن تبدأ.
.
مش بقولك أنك حكاية كبيرة (ابتسامه)
بس مسألة (شروح الأولين والآخرين، وتسمع ما عليها من دروس الخلق أجمعين، وتنتهي حياتك العلمية قبل أن تبدأ)
دى زى العسل