تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الشوكاني عند قوله تعالى: كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ [المائدة:117] "أصل المراقبة: المراعاة، أي: كنت الحافظ لهم والعالم بهم والشاهد عليهم". (7) وقال ابن القيم: "وقيل: الرجاء يحرك إلى الطاعة والخوف يبعد عن المعاصي والمراقبة تؤديك إلى طريق الحقائق. وقيل:المراقبة مراعاة القلب لملاحظة الحق مع كل خطرة وخطوة. وقال الجريري: أمرُنا هذا مبني على فصلين، أن تلزم نفسك المراقبة لله، وأن يكون العلم على ظاهرك قائماً. وقال إبراهيم الخوَّاص: المراقبة خلوص السر والعلانية لله عز وجل، وقيل: أفضل ما يلزم الإنسان نفسه في هذه الطريق المحاسبة والمراقبة وسياسة عمله بالعلم. وقال أبو حفص لأبي عثمان النيسابوري: إذا جلست للناس فكن واعظاً لقلبك ولنفسك ولا يغرنك اجتماعهم عليك فإنهم يراقبون ظاهرك والله يراقب باطنك. وأرباب الطريق مُجمعون على أن مراقبة الله تعالى في الخواطر سبب لحفظها في حركات الظواهر فمن راقب الله في سره حفظه الله في حركاته في سره وعلانيته. و المراقبة هي: التعبد باسمه الرقيب، الحفيظ، العليم، السميع، البصير، فمن عقلَ هذه الأسماء وتعبَّد بمقتضاها حصلت له المراقبة والله أعلم ". (8) مراتب المراقبة:

قال الحارث المحاسبي: "وأفضل الحياء المراقبة لله عز وجل، والمراقبة في ثلاثة أشياء مراقبة الله في طاعته بالعمل، ومراقبة الله في معصيته بالترك، ومراقبة الله في الهم والخواطر لقول النبي ×: (اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) ومراقبة القلب لله عز وجل أشد تعباً على البدن من مكابدة قيام الليل وصيام النهار وإنفاق المال في سبيل الله ". (9) ما يُعين على المراقبة: يُروى عن بعض الحكماء أنه قال: إن من أشرف المقامات وأفضلها المراقبة لله. ومِنْ أحسن المراقبة، أن يكون العبد مراقباً بالشكر على النعم، والاعتراف بالإساءة، والتعرض للعفو عن الإساءة، فيكون قلبه لازماً لهذا المقام في كل أعماله، فمتى ما غفلَ رده إلى هذا بإذن الله. ومما يعين على هذا:ترك الذنوب، والتفرغ من الأشغال، والعناية بالمراجعة، ومن أعمال القلب التي يزكو بها ولا يُستغنى عنها: الإخلاص، والثقة، والشكر، والتواضع، والاستسلام، والنصيحة، والحب في الله تعالى، والبغض فيه. وقال: أقل النُّصح الذي يحرجك تركه، ولا يسعك إلا العمل به، فمتى قصرت عنه كنت مصراً على معصية الله تعالى في ترك النصيحة لعباده. (10) وإننا في زمن قلَّت فيه المراقبة لله تبارك وتعالى، بسبب ضعف الإيمان، وكثرة المغريات والملهيات، وانتشار وسائل الفساد، من قنواتٍ تنشر العُري والمشاهد الفاضحة التي تخدش الحياء، والأفلام الهابطة، والقصص الماجنة، والكتابات الضالة، فتسابق ضعاف الإيمان إلى ارتكاب المعاصي في الخلوات ضانين بأنه لا يراقبهم ولا يعلم بهم أحد، يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ [النساء:109] وعن ثوبان، عَنِ النَّبِيِّ× أَنَّهُ قَالَ: «لأَعْلَمَنَّ أَقْوَاماً مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ، بِيضاً. فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُوراً». قال ثوبان: يا رسولَ اللّه صِفْهُمْ لنا، جَلِّهِمْ لنا، أَنْ لاَ نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ. قَالَ: «أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ. وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ. وَلكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ، إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ، انْتَهَكُوهَا». (11) نسأل الله خشيته في السر والعلن، والحمد لله رب العالمين. الهوامش:

(1) البخاري (50) (2) إعلام الموقعين 2/ 471 (3) تفسير القرآن العظيم لابن كثير6/ 196 (4) تفسير القرآن العظيم 7/ 122ـ123 (5) أضواء البيان 9/ 116 (6) صفوة الصفوة 2/ 438 (7) فتح القدير (8) مدارج السالكين 2/ 66 (9) رسالة المسترشدين 1/ 181 (10) آداب النفوس 1/ 52 (11) ابن ماجه (4337) بسند جيد.

http://jmuslim.naseej.com/Detail.asp...sItemID=240325

ـ[أبوالبراء الفلسطيني]ــــــــ[28 - 10 - 07, 03:49 ص]ـ

أذكر بهذه المناسبة ما قرأته في ترجمة العابد الورع سهل بن عبد الله التستري ..... كيف كان بدأ تأثره وإنابته إلى الله ... على يد خاله الذي أوصاه بهذه الوصية يقول سهل:

قال لي خالي يوماً: ألا تذكر الله الذي خلقك؟ فقلت له: كيف أذكره؟ فقال: قل بقلبك عند تقلبك في ثيابك ثلاث مرات من غير أن تحرك به لسانك: " الله معي، الله ناظر إلي، الله شاهدي "؛ فقلت ذلك ليالي ثم أعلمته فقال: قلها كل ليلة سبع مرات، فقلت ذلك ثم أعلمته، فقال: قلها في كل ليلة إحدى عشرة مرة، فقلت ذلك، فوقع في قلبي حلاوة، فلما كان بعد سنة قال لي خالي: احفظ ما علمتك ودم عليه إلى أن تدخل القبر فإنه ينفعك في الدنيا والآخرة؛ فلم أزل على ذلك سنين، فوجدت لها حلاوة في سري؛ ثم قال خال يوماً: يا سهل من كان الله معه وهو ناظر إليه وشاهده يعصيه؟ إياك والمعصية؛ فكان ذلك أول أمره.

أنظر: الوافي بالوفيات ترجمة سهل.

أقول: لأن هذه عبادات فلا ينبغي أن نتقيد فيها بعدد أو بوقت بل على التنويع تكون هذه الكلمات ... والله تعالى أعلم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير