[وصايا للداعية الجديد]
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[22 - 12 - 07, 02:45 م]ـ
وصايا للداعية الجديد *
محمد بن عبدالعزيز المسعد
هذه وصايا و إرشادات للداعية الجديد، جُمعت ولُخّصت من كلام من كان له قدم سبق في هذا المضمار لتقويم السير وتصحيح المسار. .
1. صاحب الإخلاص في دعوتك:فالواجب على الداعية الجديد فضلاً عن غيره أن يستشعر دوماً أن الدعوة إلى الله عبادة يتقرب بها إليه،وكل عبادة لا تقبل إلا بإخلاص صاحبها،ومم ينافي إخلاص الداعية أو يعكر عليه صدق نيته،أن يبتغي بدعوته محمدة الناس أو لفت أنظارهم إليه،أو إثبات وجوده ومنافسة أقرانه،والداعية الجديد قد لا يقصد هذه الأمور ولكنه يصاب بها في مواضع و يهمل قلبه فيصل إليها ويتدهور أمره.
ذُكر عن عبدالله بن عمر أنه كان يمشي يوماً في المسجد الحرام فمر برجل يقص القصص،فقال رجل لإبن عمر: يا أبا عبدالرحمن أتدري ما يقول الرجل.؟ (فقال: نعم. . يقول:انظروا إليّ)،ولعل ابن عمر رضي الله عنه شعر من حال هذا الواعظ اتيانه بالغرائب يريد جمع الناس إليه فكان ما قال.
2. كن مخلصاً لدعوتك:وهذا يعني بذل النفس والنفيس في سبيلها،فنجاح الداعية لا يكون إلا بإخلاصه لدعوته فإن العامل الأساسي للنجاح ليس هو كثرة علم الداعية ولا قوة بيانه وسحره،ولكن قبل ذلك الإيمان بدعوته التي يدعو إليها،والخوف الشديد مم يعتريها، إن مثل هذا الإنسان يصيح بالناس ويترك أقوى الآثار ولو كان أبكم،يقول أ. محمد الراشد " إنما يوصل الداعية إلى غايته شغفه بدعوته وإيمانه واقتناعه وتفانيه فيها وانقطاعه إليها ".
ومن الصور التي يظهر فيها عدم اخلاص الداعية لدعوته:
- إعطاء الدعوة فضول وقته – التثاقل عن الأنشطة الدعوية – الرمي بثقل الواجبات الدعوية على الآخرين والتملص منها قدر الإمكان – التلفيق في إعداد الأنشطة الدعوية.
3. لا تنسَ فضل الدعوة:فإن مم يعين على مواصلة الطريق،ويشحذ الهمم،أن يتذكر الداعية فضل الدعوة وأجرها العظيم،فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر أصحابه بهذا الفضل ليشجعهم،ومن ذلك قوله لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه (فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداَ خير لك من حمر النعم) وقوله صلى الله عليه وسلم (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل اجور من تبعه لا ينقص من اجورهم شيئا).
4. دعوتك واجبٌ عليك:فينبغي للداعية الجديد أن يعلم أن نشاطه الدعوي ليس نفلاً يتفضل به على دينه،بل هو واجب لا تبرأ الذمة إلا به،وحق للمسلمين لا يجوز التقصير فيه،قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز "فعند كثرة المنكرات،وعند غلبة الجهل كحالنا اليوم،تكون الدعوة فرض عين على كل واحد بحسب طاقته "
5. لا تنسَ نفسك من الهدى:فإن الداعية في زحمة الهموم الدعوية والمشاغل اليومية قد يهتم بالآخرين لكنه ينسَ نفسه،وهنا تحدث له آفات لا يشعر بها إلا بعد حين،ومنها خواء النفس وقسوة القلب وفتور الهمة وانحراف النية أحياناً،يقول أ. محمد الراشد " يجب أن يبقي رجال الصفوة بعض أوقاتهم لمواصلة تربية أنفسهم بالعلم والعبادة،وإلا قست قلوبهم من بعد لذة الإبتداء "،وقرب الداعية من كتاب الله يجب أن يكون متعةً لروحه وسكناً لفؤاده وشعاعاً لعقله وقوداً لحركته ومرقاة لدرجته.
6. كن قدوة حسنة:وهذا يعني أن يكون الداعية صورة حسنة لكل ما يدعو إليه ويريد غرسه في المدعوين، بل أن يكون فعله وسلوكه قبل قوله وكلامه،والداعية نفسه شهادة للدعوة،وهذه الشهادة قد تحمل الناس على قبول الدعوة وقد تحملهم على ردها ورفضها،يقول عبدالواحد بن زياد "ما بلغ الحسن البصري إلى ما بلغ إلا لكونه إذا أمر بشيء يكون أسبقهم إليه،وإذا نهاهم عن شيء يكون أبعدهم منه "
ويكفي في هذا قوله تعالى (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تلون الكتاب أفلا تعقلون)
7. خاطب الناس على قدر عقولهم:فالواجب على الداعية أن يراعِ جهل الناس واختلاف بيئتهم حتى لا تكون دعوته فتنة لهم،يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه "حدّثوا الناس بم يعرفون ودعوا ما ينكون،أتحبون أن يكذب الله ورسوله"،ويقول ابن مسعود رضي الله عنه "ما أنت بمحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم"،ومن صور عدم مراعاة فهم الناس:
¥