قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَسْوَأُ النَّاسِ سَرِقَةً الَّذِي يَسْرِقُ مِنْ صَلاتِهِ! قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! وَكَيْفَ يَسْرِقُ مِنْ صَلاتِهِ؟ قَالَ: لا يُتِمُّ رُكُوعَهَا وَلا سُجُودَهَا. أَوْ قَالَ: لا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ " [13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn13).
وقال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ لجبريل _ عليه السلام _ لما سأله عن الإحسان: " ... قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ ... " [14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn14). وهو الخشوع في الصلاة، وهو من إحسانها أو إتقانها، وفيه يقول الله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ) (المؤمنون:1،2).
ب _ الإحسان في بناء العلاقات الاجتماعية:
قال الله تعالى: (وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً) (النساء:36).
وهناك أمور مهمة على المسلم أن يتقيد بها كي يكون سويًّا في بناء علاقاته الاجتماعية، وهي داخلة في الإحسان الذي هو بمعنى الإتقان، وهي ثابتة في الأدلة الآتية:
1 _ إحسان القول: قال الله تعالى: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) (البقرة: من الآية83). وقال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ) (فصلت: من الآية33).
2 _ إحسان الاستماع: قال الله تعالى: (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ) (الزمر:18).
3 _ إحسان الجدال _ الحوار _: قال الله تعالى: (وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (النحل: من الآية125).
4 _ إحسان التحية: قال الله تعالى: (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً) (النساء:86).
5 _ إحسان القرض والمطالبةِ به: قال الله تعالى: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (البقرة:245). قال الله تعالى: (وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة:280).
6 _ إحسان الطلاق: قال الله تعالى: (الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ) (البقرة: من الآية229).
ج _ الإحسان في أداء الأعمال الدنيوية: (صناعة وتجارة وزراعة وطب، وطرق تدريس ... ): قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ؛ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ؛ وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ " [15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn15).
رابعًا _ جزاء الإحسان: ويكون في الدنيا كما يكون في الآخرة، وذلك بناءً على الأدلة الآتية:
قال الله تعالى: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ) (النحل: من الآية30). فقد أثبتت الآية جزاء الإحسان في الدنيا والآخرة.
وهناك آيات كريمة تثبت للإحسان جزاءً مطلقًا عن الزمان؛ فقد يكون دنيويًّا عاجلاً، وقد يكون أخرويًّا آجلاً؛ يقول الله تعالى:
(إِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) (التوبة: من الآية120).
(هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلاَّ الإحْسَانُ) (الرحمن:60).
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً) (الكهف:30).
(وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) (البقرة: من الآية58).
¥