تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما العامل الأول، فعلى الرغم من ظهور دور الأب في الابن بكثافة أو بصورة غالبة على تحقق ذلك من المرأة الأم، إلا أن الملاحظ أنه إن كان التوجيه من الأم فإنه يكون غاية في المتانة والصلابة، ولعله لما في الأم من قوة عاطفة وتأثير في الولد حيث ارتباطه بها منذ الولادة والرضاعة أمتن وثاقًا من ارتباطه بأبيه.

أما البدء المبكر في التعليم فحقًا هو العامل الذي جذب انتباهي واستدعى نوع تأمل؛ فكاد حقًا أن يكون ذلك العامل هو أبرز المشتركات بين النابغين أيًا كانت مجالاتهم ...

كان مما آثار اهتمامي أو قل دهشتي وهو سبب كتابتي لتلك الكلمات أن قمت مؤخرًا بعمل استقصاء لأبرز مجموعة من القادة الإداريين والتقنيين وأشهرهم ممن يعرف العالم والجاهل أثرهم في العالم وقمت بجمع السيرة الذاتية لهؤلاء – بعضهم موتى وبعضهم أحياء – فإذا بأبرز عاملين مشتركين بينهم جميعًا:

1 - الأب أو الأم أو كلاهما

2 - البدء المبكر في التعليم وتحمل المسؤولية

كانت نيتي في فحص النابغين في عالم الاقتصاد والأعمال و التكنولوجيا هي دراسة تلك العوامل المشتركة وتأكيد شراكتها كمؤثرات في عمليات الإنجاز والتأثير في الأجيال؛ حيث سجل التاريخ اسماءًا – لمسلمين وغير مسلمين – لتحقيقهم إنجازات تستحق بالفعل أن يسجلها التاريخ، تلك الإنجازات تتسم بعوامل مشتركة – هي ما نتناوله – ولا علاقة لها بالدافع لدى الأفراد؛ فالأسباب مشتركة.

يذكر لي مديري الكندي – مسلم من أصل عربي – قائلًا: " تأكد أن التاريخ سينسى كل هؤلاء (المهرة) الذين يأتون بالحركات والمهارات الخارجة عن العادة الخارقة لها حتى لو كانت مهارات حقيقية، فلن يتذكر العالم هؤلاء التافهين، ولكن سيسجل التاريخ كل من قدم قيمة حقيقية مسلمًا كان أو غير مسلم، وسينسى التاريخ كل تافه منشغل بالتفاهات مسلمًا كان أو غير مسلمًا، سينسى التاريخ هؤلاء المهرة وسيتذكر الخوارزمي وبل جيتس "

ثم قال: " أحد دكاترة الرياضيات الكنديين عندنا طلب من طالب مسلم كتابا للخوارزمي، فتعجب المسلم من ذلك وسأله عن السبب ... فأجاب البروفيسور الكندي: نحن نطبق ونتعلم من نظريات الخوارزمي وخاصة نظرية الربا .... "

فالغرب مولعون بنظريات وفلسفات البعض من المسلمين حين كان الملك الغربي يتشرف بأن يكون خادمًا لأحد خلفاء المسلمين ... أما نحن فنسينا ابتداءًا هؤلاء فضلًا عن أن نتذكر علومهم ...

لي غرضان من استعراض بعض نماذج هؤلاء القادة المفكرين:

-الأول: بيان تأثير تلك العوامل المشتركة سالفة الذكر

-الثاني: إثارة غيرة إخواننا المتأخرين في الطلب والتحصيل؛ فيدركوا أن موقعهم التحصيلي ليس على مايرام ـ وهذا تلطف في اللفظ ـ وأن إنجازاتهم متأخرة، سواء كان ذلك في طلبهم للعلوم أو أهدافهم المرجوة بصورة أعم وهو للكاتب قبل غيره

والله تعالى ولي التوفيق

بيتر دركر

ملخص: هو واضع علوم الإدارة، وهو أول من برهن على نظرية اللامركزية في الإدارة والتي هي حديث العالم الإداري اليوم، وهو الاسم رقم 1 على الإطلاق بلا منازع في الفكر الإداري الاجتماعي

من مواليد 1909 م

-الأب والأم: أبوه (أدولف) كان عالمًا في الاقتصاد ومحاميًا، وقد تدرج في عمله إلى أن أصبح من كبار موظفي الحكومة في وزارة الاقتصاد في الحكومة النمساوية الهنغارية (لاحظ تخصص الأب) أمه واحدة من أوائل النساء اللواتي درسن الطب في عصرهن كانت تقام سهرات أسبوعية في بيت والده يتم فيها التناقش في الأمور السياسية والاقتصادية

-التعليم المبكر وتحمل المسؤولية

عام 1929

عن عمر 20 عام كان من كبار المحررين قي صحيفة فرانكفورت جنرال – أنزيغر، وكان مشرفًا على الأخبار الدولية والاقتصادية عام 1929

عن عمر 22عام! - حصل على الدكتوراه في القانون الدولي والعام من جامعة فرانكفورت، وذلك أثناء عمله كصحفي من الثامنة صباحًا حتى الثانية بعد الظهر في صحيفة فرانكفورت جنرال – انزيغر

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير