تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فمن طلب العلم للعمل كسره العلم وبكى على نفسه، ومن طلب العلم للمدارس والإفتاء والفخر والرياء تحامق واختال وازدرى بالناس وأهلكه العجب ومقتته الأنفس.

"قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها"أي دسسها بالفجور والمعصية قلبت فيه السين ألفا ".اهـ

فالله المستعان.

كتبت هذا لأنني أعلمه من نفسي فأردت أن أذكر نفسي به وليقرأه ذو بصيرة فينتفع به فلعل الله يصلحني ويرحمني بما نويت بهذا المقال فكم والله تأثرت به.

يا عبد الله أطلبت العلم للعمل فكسرك العلم؟

أم طلبته للمباهاة والمفاخرة وتصدر المجالس وصرف الوجوه إليك ولتتبع زلل الناس وكشف عوراتهم فسيفضحك الله ولو في قعر بيتك؟

بالله لا تضحك على نفسك النتيجة واضحة واللازم بين فانظره تعرف وجود الملزوم.

هل كسرك العلم أم لا؟

يا هذا إياك أن ينقلب العلم ويستحيل في حقك من أجل القربات إلى أكبر أسباب العذاب والويلات بسوء نيتك وخبث طويتك فتكون اول من تسعر بهم النار بدلا من أن يرفعك الله به درجات.

آه من النيات آه.

والله لن يبقى في الدنيا إلا الإخلاص ويوم القيامة لن ينفع المرء سواه وقبل القيامة لن يبقى غير ذكر المخلصين.

يا محمد بن عبد الواحد السرائر السرائر قبل أن تبعثر ما في القبور ويحصل ما في الصدور وينكشف خفي الضمائر.

يا محمد البواطن البواطن فخل عنك الناس وثنائهم والتفافهم ومدحهم وذمهم فالله عند قلبك ولسانك.

يا محمد الخفاء الخفاء وحذار من الشهرة والرياء والتكثر بما لاينفعك.

يا هذا ارفق بنفسك وأشفق عليها قبل بوارها فما لك من الله من عاصم.

يا هذا أخمل ذكرك كما قال أحمد موصيا بعض أصحابه "قل لعبد الوهاب أخمل ذكرك فإني أنا قد بليت بالشهرة".

يا هذا تذكر قول أحمد رحمه الله"أشتهي ما لايكون أشتهي مكانا لايكون فيه أحد من الناس"

وأنت فعلى العكس من ذلك إن حضر الناس خشعت وتظاهرت بالديانة وإن غابوا ظهرت الحقائق وربك مطلع ومراقب.

إلى الله المشتكى.

يارب اجبر كسري وأصلح نيتي وانفعني بما علمتني واجعل العلم حجة لي لاعلى وأصلح قلبي وعملي واشف قلبي شفاء لايغادر سقما واملأه من خشيتك وحكمتك أنت أرحم بي من الوالدة بولدها.

أنت معاذي وبك ملاذي ولاحول ولاقوة إلا بك ولا إله غيرك ولارب سواك.

الكاتب:

ابن مفلح

ـ[محمد بن أبي عامر]ــــــــ[25 - 03 - 08, 06:48 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

وبعد ..

فلعل مما كنا ـ ولا زلنا ـ نشتكي منه في المؤسسات التعليمية العربية ـ والشرقية بصفة عامة ـ هو الاعتماد على التحصيل والحفظ لكم المعلومات الواردة بالمناهج ومن ثم استرجاعها ـ كما هي ـ في الاختبارات، ثم تسأل الطالب عن المعلومات بعد الاختبار فيقول: انتهى الاختبار ولا أتذكر شيئا

حينما دخلت إلى كلية الشريعة بجامعة الأزهر كنت أتعامل مع المواد الدراسية كمنطلقات من خلالها أبدأ التباحث مع الزملاء والبحث في مكتبتي، فكنت أعزز دراسات ولا أكتفي بالأحكام التي يقررها الدكتور في مادته .. وكنت أتبع ذلك في إجابتي بالاختبار، فكنت مثلا أعزز إجابتي في الأصول من نظم الورقات للعمريطي أو في علوم القرآن في مادة التفسير بأبيات من منظومة الزمزمي .. فلم أحصل على التقديرات المطلوبة ـ بالصورة التي أرى أني أستحقها ـ حيث كنت متوقعا في كل مادة ـ كافة المواد منحصرة في الفقه والأصول ـ أن يكون التقدير هو الامتياز ... استفدت من التجربة، وحفظت الكتاب في العام الثاني، ووضعت ما حفظت، وكانت النتيجة أفضل! وكان مناط الأفضلية هو تغييري من طريقتي!

كان ذلك انعكاسا لما يجري داخل قاعة المحاضرة؛ فدكتور الفقه يتحدث طيلة المحاضرة معيدا صياغة ما هو مسطور في الكتاب الذي ألفه هو أو الكتاب المقرر، ذلك دون أدنى مناقشة أو اختبار أو رياضة ذهنية

فعجبت من ذلك وما اشتهر من طريقة مجالس أبي حنيفة ـ رضي الله عنه ـ حيث كانت طريقته المناقشة في الفرع والمناظرة عليه، حتى يكون الحديث من طلبته أكثر منه

وعهدنا عن متقدمينا أن الفقه ليس هو حفظ المسائل، وإنما هو ضبط العلل والقواعد والقياس

فالعلم هنا وطرح المسائل ليس (فقط) لحفظها، وإنما هو لفهم المعاني ومن ثمّ فالأصل هو الزيادة بالفهم على المتلقى لا النسخ له

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير