تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2248#_ftn11) هذه الأمة خزائن كل شيء، حتى تفتح عليهم خزائن الحديث" [12] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2248#_ftn12).

ومع هذا التطوُّرِ انبثقت التخصصات المِهَنِيَّة في الكتابة، فأصبح الناسخ مختصًّا بمعرفة لوحة مفاتيح الحروف في الحاسوب، وقد لا يلزمه أن يكون عارفًا بكثير مما يكتبُ، كما نشأت مهنة المُصَحِّح والمُدقِّق اللُّغَوي، ولم تكن في السابق مهنة، وإنما كانت العملية تتم عبر جلسات الإملاء وتتقن في جلسات المقابلة، وهذا التطور قد استلزم مُهمَّة جديدة، هي: مراجعة تَجارِب الطباعة التي تعتبر إحدى مراحل المُقابلة.

وبعد أن كانت المعلوماتُ البحثيةُ - في العهود المُتأخِّرة القريبة - تُدَوَّن في قطع ورقية صغيرة عرَّفها الأستاذ/ عبدالسلام هارون، وغيره بالجُذَاذَاتِ [13] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2248#_ftn13)؛ ليتم ترتيبها فيما بعد، فقد يَسَّرَ الله على طلبة العلم في أوائل القرن الخامِسَ عَشَرَ الهجريِّ أن يستعينوا بالحاسوب، الذي وَفَّرَ عليهمُ الكثير من الجُهْد والوقت، بما له من خواصِّ البحث في المكتبات الإلكترونية، وبما له من مزايا النَّسْخ، والقصِّ، واللصق، والإضافة، والمَحْو، وعَمَلِ الحَوَاشي السُّفلية على تعدُّد أنماطها، وعمل الفهارس.

ومع اتّسام الحاسوب بالدّقَّة الفائقة، إلا أنَّه في بعض الأحيان يَحدُثُ أن تتبدَّل بعض الكلمات في المكتبات الإلكترونية التي يحتويها إلى كلمات أخرى، منها ما هو مفهوم في نفسه؛ ولكنَّه لا يُؤدِّي الغرض المطلوب منه، ومنها ما هو غير مفهوم أصلاً، فقد لاحظتُ أن اسم (معن) تغير في الإصدار الأول من برنامج المكتبة الألفية إلى (ينعقد)، ولفظ (الكندي) تغير إلى (سِنان)، ولفظ (له صحبة) تغير إلى (له البغوي)، ولفظ (أَخُوهُ) تغير إلى (يتحقَّق)، ولفظ (الزاهد) تغير إلى (لصاحب)، وغير ذلك من الألفاظ، وذلك بسبب سوء تثبيت بعض الملفات، أو لأسباب فنية أخرى يعرفها أهل الاختصاص، ولا علاقة لذلك بالفيروسات، هذا بالإضافة إلى عدم الاطمئنان إلى سلامة النص نفسه؛ لأنه لا ضمان لمقابلته على أصله، وهذا يستدعي الانتباه والحذر عند استخدام خاصِّيَتَيِ القصِّ واللصق من هذه المكتبات؛ لانعدام الثقة بهذه النصوص المنسوخة من الحاسوب، مما يؤكد مساس الحاجة إلى الرجوع إلى الكتاب في طبعاته المُحْكَمَة.

ولا يفوتني هنا أن أرفع إشارة حمراء، للتنبيه على المخاطر التي قد يَجرها هذا التطوُّر الكبير، فَعَسَى أن يتواصَى الحريصون على سلامة النصوص العلمية من الخَطَر الدّاهم، الذي يشكله الانفتاح الأثيري على جَوْدة الموادِّ المطبوعة، بحكم ما قد تواجهه سوق الطباعة من كساد مُحْتَمَل؛ نتيجةً لتَرَاجُعٍ مُتَوقَّعٍ في هامِش الأرباح، بالنظر لارتفاع تكلفة الإنتاج، من جرَّاء الحِرْص على الجَوْدة، والدّقة، وإتقان المُقابلات، والتّصْحيح، وما يضيفه التجويد من زيادة في المصروفات، بسبب طول المدة في تحصيل الجَوْدَةِ المُبْتَغَاة، وفي ظل ما يُشَكِّلُهُ الماسِح الضوئي من تعدٍّ على حقوق الطّباعة والنشر، وذلك لسُهولة استخدامه في تصوير المطبوعات، والاعتداء عليها، أو بَثِّها، وتداوُلها عَبْرَ الأثير دون رقيب ولا حسيب، مما يدفع بكثير من دور النشر لتخفيف الجَوْدة والعناية بالموادِّ العلمية، إلى حدٍّ قد ينحدر إلى مستوى العَبَثِ.

قواعد النقل وضوابط الكتابة بين الماضي والحاضر:

لقد اهتمّ سلفُنا الصالح بتقييد العلم وكتابته، وتوصَّلَتِ الأجيال المتعاقبة عبر الحِقَبِ إلى وضع قواعدَ وضوابطَ لتقييد العلم وكتابته، ومع هذا التطور الهائل، والازدهار التَّقَنِيِّ المُتنامِي فإنَّ الحاجة لمعرفة تلك الرموز القديمة لقواعد القَيْدِ والكتابة، ومعرفة الخطوط عبر القرون تظل ثابتة، لا تَتَقَهْقَر؛ بل تزداد الحاجة لمعرفتها يومًا بعد آخَرَ، بحُكْم موقع المخطوطات في دوائر المعارف، لذا فإنَّه من المُهِم؛ بل من الوَاجِب على طُلاَّب العلم أن يحرصوا على معرفة الخُطوط والرموز، وقواعد كتابة المخطوطات؛ كما يُؤْمَل من الأساتذة أن يزيدوا في بيان هذه القواعد، وتوضيح هذه الرموز، إذ إن معرفتها تُعتبر عنصرًا مهمًّا من عناصر

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير