تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكتب الدكتور/ عبدالمجيد دياب كتابًا بعنوان "تحقيق التراث العربي"؛ منهجُهُ وتطوُّرُهُ، وهو كتاب يَنُمُّ عن صدق كاتبه في حُبِّ تعليم الآخرين، وقد وُفِّقَ مؤلفُهُ للجمع بين الأصالة ومواكبة مستجدات الرقيِّ والتطور.

وللدكتور/ أكرم ضياء العمري تعليقة في منهج البحث وتحقيق المخطوطات، وهي في نحو خمسين صفحة ضمن كتابه "دراسات تاريخية"، حاول أن يُوَجِّهَ بها جهودَ طُلاب الدراسات العُليا المتعلقةَ بتحقيق المخطوطات، ولو زادت ورقاتها لما ملَّ منها المتابِع.

فكانت هذه الكتابات وغيرها من هؤلاء المخلِصين قاموسًا مفسِّرًا لتلك القواعد، والرموز، والمصطلحات، ودليلاً عليها، ورغم أنَّ أكثر مَن كتبوا في مصطلح الحديث، منَ السابقين واللاَّحقين، قد أشار إلى هذه القواعد والرموز، والمصطلحات، إلا أن بعض من نِيطَتْ بهم مسؤولية تحقيق التراث، أو تصدروا لها من تلقاء أنفسهم، قد ذهلوا عنها، فتجدُهم يتعاملون مع المخطوط دون أن ينتبهوا لرُمُوزه، فيثبتون في النص ما كان محله الحاشيةَ، ويُقصُون للحاشية ما كان محله لُبَّ السياق، فلعل عدم الاطلاع على هذه الرموز هو أحد الأسباب المهمة التي أدت لتدنِّي مستوى خدمة التراث وتحقيقه، وفيما يلي أمثلة لهذه الرموز على سبيل المثال، لا الحصر:-

1 - التَّضْبِيب، ورمزه: (ضـ)، ووجود هذا الرمز فوق لفظٍ ما يَعنى أنه أشكل على الناسخ، ومع ذلك كتبه كما سمعه، أو قرأه في الأصل، ووضع هذا الرمز (ضـ) لتنبيه القارئ إلى أن الرِّوَاية وقعت هكذا، إلا أنها مشكلة، وهو ما وضحه القاضي عِياضٌ بقوله: "ومعنى ذلك أنه صحَّ من جهة الرواية، وضعُف من جهة المعنى، فلم يُكمِل عليه التصحيح، وكتب عليه هذا علامةً على مَرَضِهِ، ولئلاَّ يُرتاب في صحة روايته، ويظن الناظر في كتابه مَهْمَا وقف عليه يومًا مَلْحونًا أو مُغَيَّرًا، أنه من وَهْمِهِ وغَلَطه، لا من صحة سماعه، فنبَّه بالتمريض عليه على وقوفه عليه عند السماع، ونقله على ما هو عليه، ولعلَّ غيره قد يُخَرِّج له وَجْهًا صحيحًا، ويظهر له في صحَّة معناه ولفظِهِ حُجةٌ لم تظهر لهذا، ففوق كل ذي علم عليم". ا هـ[24] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2248#_ftn24).

2- عند الشَّكّ في وضوح كلمة مع تقاربها في الرسم مع كلمة أخرى، يتوقع أن تكون هي المقصودةَ يوضع عليها (عـ) وهي تعني: (لعل)، أو (ظ) وهي تعني: (الظاهر)، ثم يكتب في الهامش ما يراه صوابًا على الشَّكِّ، أما إذا لم يعرف وجه الصواب، ولم تكن متشابهة مع أخرى فيكتب: (ك) بمعنى: (كذا في الأصل).

3 - اللَّحق والإضافة، والإصلاح، والتمييز؛ ورمزُهُ خط رأسي ممال إلى أقرب الهامشين، أو إلى أَوْسَعِهما، وهو شبيه بحرف الراء المقلوبة، ويوضع عند اكتشاف السقط أو النقص، أو الخطأ، وذلك بين الكلمتينِ اللَّتَيْنِ وقع السقط بينهما، أو فوق الكلمة المراد إصلاحها ويكتب في الهامش - مقابل رأس العلامة الممال - الكلام الذي سقط، أو الكلمة المراد إصلاحها، ثم بعد التأكُّد يكتب (صح)، تأكيدًا لصحة ما أضافه، أو أصلحه.

وفي هذا يقول القاضي عياض: "أما كتابة (صح) على الحرف فهو استثبات لصحة معناه وروايته، ولا يكتب (صح) إلا على ما هذا سبيله؛ إما عند لحقه، أو إصلاحه، أو تقييد مهمَلِهِ، وشكل مُشْكِلِهِ، ليُعرَفَ أنه صحيح بهذه السبيل، قد وقف عليه عند الرواية، واهْتَبَلَ [25] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2248#_ftn25) بتقييده".ا هـ[26] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2248#_ftn26).

4- الضَّرْب، أوِ الشَّطْبُ، أو الحذف: وهو أن يكتشف الناسخ كلامًا مُكَرَّرًا، أو زائدًا، أو في غير محله، ويلزم حَذْفُه، فبعضهم يضع خَطًّا فوق الكلمة، أو الجملة المراد حذفُها، وإذا كان الكلام طويلاً فيضع حرف (لا) فوق أول كلمة منَ الكلام المراد حذفُهُ، ثم يضع (إلى) فوق آخِر كلمة منه، وهذا يعني أن ما وقع بين هذين الحرفين ليس من النص.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير