تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

5 - التقديم والتأخير: وهو أن يكتشف الناسخ بعد المقابلة أنه قَدَّمَ كلمة، مكان أخرى، ورمزوا له بوضع حرف الميم فوق الكلمة التي يراد تأخيرها، وحرف الميم أيضًا فوق الكلمة التي يراد تقديمها، وربما رمز له بعضهم بحرف الخاء المعجمة فوق ما يراد تأخيره، وبحرف القاف فوق ما يراد تقديمه، أو بالخاء لما يراد تأخيره، ومعها ميم بدل القاف لما يراد تقديمه.

6 - الإعجام والإهمال: تَتَشابَهُ بعضُ الحُروف رَسْمًا، ويَنتج عن هذا التشابه تصحيف وتحريف بسبب اختلاط الإهمال والإعجام، وللاحتراز من ذلك فَقَدِ احتاط الأقدمون بوضع علامات ورموز تُزيل الاشتباه في الحروف المتشابهة، وفي ذلك قال القاضي عِيَاضٌ: "والكلمات المشتَبِهَة، إذا ضُبِطَتْ وصُحِّحَتْ في الكتاب؛ أن يرسم ذلك الحرف المشكِل مفردًا في حاشية الكتاب، قُبَالَةَ الحرف بإهماله، أو نَقْطِهِ، أو ضَبْطِهِ، ليَسْتَبِينَ أمرُهُ، ويرتفعَ الإشكال عنه، مما لعله يُوهِمُهُ ما يقابله من الأسطار [27] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2248#_ftn27) فوقَهُ أو تحتَهُ، من نَقْطِ غيرِهِ، أو شَكْلِهِ، لا سيما مع دقة الكتاب، وضِيق الأسطار، فيرتفع بإفراده الإشكال، وكما نأمرُه بنقط ما يُنقط للبيان، كذلك نأمره بتبيين المهمَل، بجعل علامة الإهمال تحتَه، فيجعل تحت الحاء حاء صغيرة، وكذلك تحت العَيْنِ عَيْنا صغيرة، وكذلك الصاد والطاء، والدال والراء، وهو عمل بعض أهل المشرق والأندلس، ومنهم من يقتصر على مثال النَّبْرَةِ تحت الحروف المهمَلة، ومنهم من يقلِبُ النَّقْط في المهملات، فيجعله أسفلَ؛ علامةً لإهماله، ومن أهل المشرق من يُعَلِّم على الحروف المهمَلة بخطٍّ صغير فوقَه شِبْهَ نصف النَّبْرَةِ". ا هـ[28] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2248#_ftn28).

7- التثليث: وهو قَبول الحرف للحركات الثلاث، (النَّصْب، والرَّفْع، والخَفْض)، ورمز له بحرف الثاء المثلثة؛ مِثْل: (الترمذي)؛ فيضعون فوق حرف التاء المثناة منه -: حرفَ ثاء مُثلَّثَة صغيرة، وهذا يَعْنِي أنَّ تاءَ التّرمذي يجوز فيها الفتح، والضم، والكسر.

فهذه الرموز لم يَضَعْها المستَشرقون، ووجودها في مخطوطاتنا القديمة دليلٌ على تقدُّم هذه الأمَّة وتميُّزِها بهذه العلوم، وقد تناولها المُتقدمون والمُتأخرون بالشرح والإبانة، وهي المفاتيح التي يستخدمها المتخصِّصون في الدخول للمَخْطوطات، وقد أشاد الناس بهذه الدِّقَّة، فتراهم يَصِفونُ المدَقِّقَ منَ النَّقَلَةِ بقولهم: "نَقَلَهَا بِضَبَّتِهَا"، أي بكل ما فيها.

وطالبُ العلمِ النبيهُ الذي يستوعب الأبحاث المتأخرة التي عُنِيَتْ بشرح هذه القواعد، والرموز، وقدمت أمثلةً لشرحها، ويضم إليها ما جاء في كُتب المتقدمين مثل: "المُحَدِّث الفاصِل بين الراوي والواعي" للقاضي الرَّامَهُرْمُزِيِّ (ت360هـ)، وكتاب "الكفاية في علم الرِّوَاية" للخطيب البَّغْدَادِيِّ (ت463هـ)، وكتاب "الإِلْمَاع إلى معرفة أصول الرِّوَاية وتَقْيِيد السماع" للقاضي عِيَاضِ بن موسى (ت544هـ)، وكتاب "أدب الإملاء والاستملاء" لأبي سعد السَّمْعَانِيِّ (ت562هـ)، وكتاب "تدريب الراوي" للحافظ السُّيُوطِيِّ (ت911هـ)، ثم يكون على دراية بالنظر في الكتب التي تُعالِجُ مشكلات الألفاظ والأسماء، كتصحيفات المحدثين للعَسْكَرِيِّ (ت382هـ)، و"المؤتلف والمختلف" للدَّارَقُطْنِيِّ (ت385هـ)، و"غُنْيَةُ المُلْتَمِسِ إيضاح المُلْتَبِسِ" للخطيب البَغْدَادِيِّ (ت463هـ)، و"الإكمال" لابن مَاكُولاَ (ت475هـ)، وكتاب "تقييد المهمَل وتميِيز المشكل" للحافظ أبي علي الحسين بن محمد الجَيَّانِيِّ (ت498هـ)، و"المشتَبِه" للحافظ الذَّهَبِيِّ (ت748هـ)، و"توضيح المشتَبِه" لابن ناصر الدين (ت842هـ)، أو نحوها من الكتب المماثلة، ثم يردف ذلك بمعرفة وإتقان الحروف الثلاثة [29] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2248#_ftn29)، فإنه بلا ريب يستطيع أن يخطُوَ خُطًى واثقةً في هذا الميدان، إذا ما ألزم نفسه بالأَنَاةِ والتَّرَوُّي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير