تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هـ[57] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2248#_ftn57).

ويؤيد صَنِيعَ الأَعْظَمِيِّ أن الحافظ ابن عَسَاكِرَ أخرج هذا الحديث من طريق العباس بن محمد، عن الحُمَيْدِيِّ، عن سفيان، عن أبي المُحَيَّاةِ، عن أمه، قالت: ... الحديث [58] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2248#_ftn58).

أما الشيخ حسين سليم الدَّارَانِيّ - محقِّق النُّسْخة الأخرى المطبوعة من "مسند الحُمَيْدِيِّ" - فقد خالف ما في أصولِه الخطيَّة، وأثبت في المطبوع: نا أبو المُحَيَّاةِ، عن أبيه، أنه قال: ... معتمِدًا في ذلك على وقع في "التاريخ الكبير" للإمام البخاري، وهي الرِّوَاية التي أشار إليها الأَعْظَمِيُّ في تعليقه المنقول آنفًا، وعلَّق الشيخ/ حسين أسد على ذلك بقوله: "في أصولنا: عن أمه، أنها قالت، وهو خطأ".اهـ. ثم نقل كلام البخاري السابق، وأشار لنحوه مما في "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم الرَّازِيِّ، و"الثقات" لابن حِبَّانَ، و"المعجم الكبير" للطَّبَرَانِيِّ. [59] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2248#_ftn59) وهو بفعله هذا -وإن لم يقصد - قد غَيَّبَ الحقيقة، وأهدر جُهود الأقدمين في العناية باختلاف الروايات، والنُّسَخ؛ فإبقاء الرواية على ما هي عليه، يدل على اختلاف الرواة في روايتهم عن شيخ واحد، وهو ما تَمَيَّزَ به المسلمون على غيرهم بقواعد النقل، وأصول الرواية؛ فمُسنَد الحُمَيْدِيِّ من رواية بِشْرِ بن موسى الأَسَدِيِّ كما هو معروف، وقد تابعه العباس بن محمد الدُّورِيُّ - في "تاريخ دِمَشْقَ" فيما تقدم بيانه - على نفس الرواية دون أن يُغَيِّرَها الحافظ ابن عَسَاكِرَ - رحمه الله - وقد روى بعدها مباشرة رواية أخرى لمتن هذا الحديث من طريق أحمد بن يونس، عن أبي المُحَيَّاةِ، عن أبيه، أنه قال: بنحوه.

ولو كان الأمر من قَبِيلِ تصحيف أبيه إلى أمه - وهو رَسْمٌ مقارِب - لكان: عن أمه، أنه قال، إلا أن وجود الضمير المؤنث في لفظ (أنها)، وفي لفظ (قالت)، يدل على أن الرِّوَاية هكذا جاءت: (عن أمه، أنها قالت).

المثال الثامن:

حديث عروة بن رُوَيْمٍ، عن عبدالله بن الدَّيْلَمِيِّ، عن عبدالله بن عمرو، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن سُليمانَ بن داود سأل الله ثلاثًا، فأعطاه اثنتين، وأرجو أن يكون أعطاه الثالثة ... الحديث)).

هذا الحديث رواه الحافظ الطَّبَرَانِيُّ في "المعجم الكبير": عن جعفر بن محمد الفِرْيَابِيِّ، عن عبدالرحمن بن سليمان الدِّمَشْقِيِّ، عن محمد بن شُعيب، عن عروة بن رُوَيْمٍ، به، ورواه في "المعجم الأوسط" فقال: حدثنا محمد بن هارون، ثنا سليمان بن عبدالرحمن، ثنا محمد بن شُعيب، عن عُرْوَةَ بنِ رُوَيْمٍ، به، ورواه في "مسنَد الشَّامِيِّينَ"، فوقع في النُّسْخة الخطية التي اعتمد عليها المحقّق تَشَوُّهٌ نتج عنه سقوط شيخ الطَّبَرَانِيِّ، فأثبت الإسناد هكذا: ... سليمان بن عبدالرحمن، ثنا محمد بن سعيد، عن عروة بن رُوَيْمٍ، به [60] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2248#_ftn60).

وذكر الشيخ/ حمدي السَّلَفِيُّ - محقِّق "مسنَد الشامِيِّينَ" - أنه وَجَدَ بياضًا قبل سليمان بن عبدالرحمن، ووجد محمد بن شُعيب، في مكان محمد بن سعيد، وهو من وجهة نظره خطأ، وأن الصواب هو: محمد بن سعيد، فأثبت في الإسناد ما رآه صوابًا، وعَرَّفَ به في الهامش على أنه: محمد بن سعيد المَصْلُوبُ. ومحمد بن سعيد المصلوب: كذَّاب [61] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2248#_ftn61)، بينما محمد بن شُعيب، وهو ابن شَابُورَ: صَدُوق صحيح الكِتاب [62] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2248#_ftn62)، وصَنيع الشيخ/ حمدي يجعله إسنادًا باطلاً، بخلاف ما لو أثبت ما في الأصل الخطي، فإنه إسناد حسن.

ولكنَّ الشيخ/ أبا إسحق الحُوَيْنِيَّ خرَّج هذا الحديث في كتاب "تَنْبِيهَ الهاجِدِ"، فذكر أنه وَجَدَهُ في نسخة خطيَّة "لمسنَد الشامِيِّينَ" في الورقة (73)، عن محمد بن هارون، كما في "المعجم الأوسط" [63] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2248#_ftn63).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير