ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[18 - 10 - 2006, 09:12 م]ـ
حياك الله أخي لؤي، ونجانا وإياك والقارئين في زمان الرويبضة.
آمين
"آمين" هي كلمة تختم بها الصلوات معناها "إني أصدق وأثبت على الإيمان"، ويستعملها المسلمون والنصارى واليهود باللفظ ذاته والمعنى ذاته، وهي من تراث أبينا إبراهيم على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام.
أما أصلها اللغوي فهي مشتقة من الجذر /أ م ن/ الذي اشتق منه /الإيمان/. ومعنى هذا الجذر الأساسي في اللغات السامية والحامية هو "صدَّق، ثَبَت، ثبت بالإيمان" كما ترى في /أمِنَ/ في العربية، وفي /آمن/. ومثله في الحبشية: /أَمَنَ/ "ثبتَ (بضم الباء) "، وفي الحميرية: /أمنت/ "أمانة"، وفي السريانية: ????: أمين "ثابت، قوي، سرمدي"، وكذلك في العبرية: ???: آمِن "آمين" وكذلك ????: أمنَم "حقا". والكلمة العبرية الأخيرة منصوبة على الحال بالميم وهو من بقايا الإعراب في الساميات الذي كان فيها بالميم ثم أصبح في العربية بالنون (التنوين).
ولقد وردت الكلمة في اللغات الحامية، بنات عم اللغات السامية، أذكر منها المصرية القديمة /م ن/ "ثبت، صدق". ومن هذا الجذر اشتق أيضا اسم الإله المصري القديم "آمون"، الذي كان يعبد في "نو"، والذي ورد في اسم الفرعون "توت عنخ آمون". وربما رد بعض الملاحدة الدهريين كلمة "آمين" إلى اللغة المصرية القديمة، مثلما ردوا التوحيد الذي دعا إليه نبي الله موسى، على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام، إلى ديانة إخناتون، وفي ذلك نفي لأصلها السماوي. ومن الجدير بالذكر أن ديانة إخناتون لم تكن توحيدية كما زعم فرويد وغيره لأنها كانت تعتبر إله الشمس "رع" الأله الأكبر دون نفي وجود الآلهة الآخرى، بينما تقوم عقيدة التوحيد لدى المسلمين والنصارى واليهود على الإيمان بالإله الواحد خالق السماوات والآرض وما بينهما، الذي عرف البشرية بذاته العليا بواسطة الوحي إلى الأنبياء والرسل، عليهم السلام. فديانة إخناتون كانت مشوبة بالشرك، وتسمى "التوحيد المشوب بالشرك" (= Henotheism)، بعكس "التوحيد" المطلق (= Monotheism)، فليتنبه إلى ذلك.
ـ[الأحمدي]ــــــــ[19 - 10 - 2006, 08:28 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله خيرا
ماذا عن: هللويا
hallelujah أو alleluia
و شكرا
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[19 - 10 - 2006, 11:14 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الكريم.
هَللويَه (بالهاء) من العبرية وهي فيها مركبة من الجذر:
ه ل ل الذي يجانس الفعل هَلَّلَ في العربية لفظا ومعنى أي تسبيح الله عز وجل، والتهليل له بالتكبير والحمد، ومن ي ه، وهما أول وآخر حرف من اسم الله عز وجل في العبرية: يهوه.
فالكلمة إذا مركبة من هللوا (فعل أمر من هلل صيغة الجمع للمخاطب المذكر) ومن: يَه مختصر اسم الله سبحانه وتعالى في العبرية. فيكون المعنى حرفيا: هَلّلوا لله.
أما الفرنسيون فينطقونها أللويا (بدون الهاء) لأن حرف الهاء غير موجود في اللغة الفرنسية.
حياك الله.
عبدالرحمن
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[24 - 10 - 2006, 05:32 م]ـ
قلنا له: ثور! قال: احلبه!
ترجمت منذ وقت مضى بضع وثائق تجارية لزبون وهو شركة كرواسان بلجيكية صغيرة. البضاعة مخصصة للشحن إلى دولة عربية. وغالبا ما ترفق البضاعة المصدرة إلى دول عربية بوثائق معينة هي: 1. شهادة المنشأ 2. الفاتورة 3. شهادات بخصوص التصنيع وظروفه إذا كان الأمر يتعلق بمواد غذائية مثل الكرواسان التركي الأصل والفرنسي الشهرة والعالمي الأكل كما يبدو من واقعة الحال!
والإجراء المتبع في ترجمة مثل هذه الوثائق هو الترجمة والتصديق من المحكمة ومن غرفة التجارة والصناعة البلجيكية ومن غرفة التجارة العربية البلجيكية اللوكسمبورجية وأخيرا من سفارة الدولة التي ستصدر البضاعة إليها. وتتميز الدولة التي ستصدر إليها البضاعة عن غيرها من الدول العربية بطلبها طباعة الترجمة على ظهر الأصل، وألا يستعمل حرف لاتيني واحد في الترجمة العربية، وهذا أمر بسيط بحد ذاته.
لا أريد أن أتكلم في جدوى استيراد الكرواسان المكون من عجين وماء وسكر وملح وشحم خنزير، أو في طريقة تحضيره السهلة جدا، أو في إمكانية استبدال شحم الخنزير بالزبدة أو بالإلية البلدية ... أريد أن أتكلم في الترجمة فقط!
تشترط سفارة تلك الدولة على المصدرين طباعة الترجمة على ظهر الوثائق الأصلية قبل التصديق عليها. وهذا ليس مشكلة بحد ذاته، إلا أن الفواتير الأصلية التي ترجمتها تحتوي على نص مطبوع على ظهرها، هو بمثابة الشروط العامة للدفع، الشيء الذي يحول دون إمكانية طباعة الترجمة على ظهرها، لأن ذلك غير ممكن من الناحية العملية. اتصلت بالسفارة وتحدثت مع المسؤول وعرضت عليه المشكلة الفنية، فقال لي "لا بد من طبع الترجمة على ظهر الوثيقة"! قلت له إن ذلك غير ممكن فنيا فأجابني: "هذا ليس شغلي"! فطلبت مسؤولا آخر أتحدث معه عله يتفهم الأمر، فرفض. اتصلت بالسفارة من جديد، فعرف صوتي وأسمعني كلاما مزعجا! عاودت الكرة من جديد وتحدثت مع شخص آخر وقلت له: "يا أخي الفاضل، لو كنت مكاني، كيف تحل هذه المشكلة الفنية"؟! فأجابني ببرودة: "أولا أنا لست مكانك ... وثانيا هذه ليست مشكلتي ... وثالثا: لا بد من طبع الترجمة على ظهر الوثيقة".
و"حلبنا الثور ... وحلبنا أبوه معاه"!
¥