[سؤال عن معنى العشق]
ـ[بلوتو]ــــــــ[14 - 11 - 2006, 07:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخواني الاعزاء سأطرح سؤالي الذي ارجو ان اجد الرد عليه سريعا وهو:
سمعت ان معنى العشق يتضمن في اللغه الشهوه لذلك هو لا يجوز في حق الله , ما صحة هذا الكلام , مع الاستشهاد بالقول مع ذكر المرجع ولكم خالص تحياتي
ـ[د. محمد الرحيلي]ــــــــ[14 - 11 - 2006, 10:43 م]ـ
المحبة والخلة صفتان ثابتتان لله تعالى ولكن زاد أهل الضلال صفةً ينسبونها إلى الله أو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي العشق يقولون: (العشق الإلهي) كما كتب الدكتور عبد الرحمن البدوي كتاب رابعة العدوية شهيدة العشق الإلهي مثلاً.
فهل يوصف الله سبحانه وتعالى بهذه الصفة؟ لا يجوز أن يوصف الله بهذا الوصف، ولا يجوز أن يقال: عشق الله فلاناً، وكذلك لا يجوز أن يقال: إن فلاناً عشق الله، بل ذلك لا يليق بالنبي صلى الله عليه وسلم أيضاً، فهذا الوصف لم يثبت أولاً لا في كتاب الله، ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من السلف، والسبب: أن هذه الصفة صفة نقص لا صفة كمال -وقد علمنا أن القاعدة العامة في صفات الله سبحانه وتعالى تنص على أن أي صفة كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه تطلق على الله سبحانه وتعالى، لأن باب الوصف أعم من باب التسمية- حتى أن العشق في حق المخلوقين من صفات النقص، وإن كتب من كتب، وألف من ألف في العشق وقال: إن العشق كمالات وفضائل، فكل هذا الكلام لا قيمة له في ميزان أهل الكمال الحقيقي، أو في ميزان أهل الحكمة وأهل الأخلاق الحقيقية، فالعشق صفة نقص، فلا يوصف به الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، وأما ما يقوله بعضهم وما يردده العامة وخاصة في حق الرسول صلى الله عليه وسلم، فهذا من المنكر الذي يجب أن يحمى جنابه صلى الله عليه وسلم منه، كما يكتبون على اللوحات من العبارات: (عاشق النبي يصلي عليه) اللهم صلِّ وسلم عليه!! ولو قالوا: محب النبي صلى الله عليه وسلم، لكان خيراً لهم من قولهم: عاشق النبي صلى الله عليه وسلم، لكنهم عندما رأوا أن العرب يتعلقون ويتولهون بمحبة مخلوقة من البشر قد لا تساوي شيئاً، ورأوا أن هذا واقع في حق الناس، قالوا: الأولى أن ينصرف هذا إلى الله وإلى الرسول صلى الله عليه وسلم بإطلاق، دون أن ينظروا هل في ذلك نقص، وهل ذلك يليق بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم أو لا يليق؛ ومن هنا امتلأت بعض الدواوين والكتب بما في دواوين الغزل عند العرب، وأكثر من ذلك ابن الجوزي رحمه الله في مواعظه، فكان يأتي بأبيات مهيار و يستعير معناها، وكذلك ابن القيم رحمه الله ينقل بعض الأبيات لكنه يأتي بها على سبيل الاستعارة، كأبيات المجنون عندما يتحدث عن محبوبته وعن ديارها، فيستعيرها ابن القيم رحمه الله إلى مكة وإلى الكعبة وإلى المشاعر وما أشبه ذلك، لكن بعضهم خرج عن ذلك حتى أصبحوا يخاطبون الله سبحانه وتعالى، فخرجوا عن المألوف في كون ذلك استعارة إلى أن صاروا يخاطبون الله سبحانه وتعالى ويتعبدونه، ويبتهلون إليه بأبيات غزل.
ولا يصح مثل هذا، ولو أنها بقيت على سبيل الاستشهاد أو الاستعارة أو النقل لقبلت، أما إذا خرج الشيء عن حده فإنه لا يجوز، والمقصود أن وصف العشق لا يطلق على الله تبارك وتعالى، ولا على الرسول صلى الله عليه وسلم، بخلاف المحبة والخلة فإنهما ثابتتان في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ـ[د. محمد الرحيلي]ــــــــ[14 - 11 - 2006, 10:50 م]ـ
للتوسع في الموضوع يُنظر:
كتاب معجم المناهي اللفظية للشيخ بكر أبو زيد
وهو موجود على الشبكة انظره هنا ( http://saaid.net/book/open.php?cat=82&book=1464)
ـ[أبوعمار الأزهري]ــــــــ[14 - 11 - 2006, 11:02 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم انتظرني سأعود للجواب عليك قريباً، والله المستعان
ـ[أبو سارة]ــــــــ[15 - 11 - 2006, 02:19 ص]ـ
قال الجاحظ: العشق اسم لما فضل من المحبة، كما أن السرف اسم لما جاوز الجود.
نقلا عن الأبشيهي في مستطرفه
* تم تعديل العنوان ليتناسب مع السؤال، فمعذرة أخي السائل.
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[15 - 11 - 2006, 02:57 ص]ـ
أخي الكريم عاشق الفصحى،
هل يجوز في العلم التعميم؟ وهل المتصوفة طائفة واحدة حتى نرميهم كلهم بالضلالة؟ وهل تعني أن متصوفة أهل السنة ضالون؟
وإذا كان العشق في اللغة هو فرط الحب، فأين المشكلة عندما يقول قائل على سبيل المجاز اللغوي الشائع إنه يعشق الله عشقا؟ أيش دخل هذا بمجانين الأعراب، وما علاقته بالنقص والكمال؟
ثم إن الرجل سأل عن استشهاد بالقول وذكر للمراجع، فأين الاستشهاد وأين المراجع التي تعضد أقوالك أعلاه؟
وأذكرك ونفسي بتقوى الله عند الحديث في المسلمين!
وتحية طيبة،
عبدالرحمن.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[15 - 11 - 2006, 01:34 م]ـ
يتضح لي من كلام الأستاذ عبدالرحمن السليمان بأن الشطحات التي يتصف بها أكثر المتصوفة ليست عامة على جميع منتسبي هذه الطائفة،إذ يوجد بهم من لايوافقهم على تلك الشطحات.
والأستاذ عاشق الفصحى عمم القول ولم يفرق التفريق الذي ذكره الأستاذ عبدالرحمن.
والحكم العام يؤخذ على الأعم، فيكون كلام الأستاذ عاشق مفيد للعموم، وكلام الأستاذ عبدالرحمن مفصل لهذا العموم. وكلاهما على صواب إن شاء الله.
الحديث في الطوائف المنتسبة إلى الإسلام والداخلة في دائرة المسلمين، فيه شيء من الحرج،وأقل مافيه أنه يوقع أشياء كثيرة في النفوس في أبناء الأمة الواحدة ذات القبلة الواحدة، لنترفق فيما بيننا،وأذكر بأن شروط الفصيح لاتسمح بالتوسع في هذه الموضوعات إذا زادت عن حدها.
أرجو أن يقف النقاش عند هذا الحد
والشكر للجميع
¥