تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أريد شرحا لها]

ـ[المعتصم]ــــــــ[25 - 12 - 2006, 11:39 ص]ـ

أريد شرحا للكلمات المخطوطة (تحتها خطوط) في هذه المقامة ولكم جزيل الشكر

المقامة البرذونية

حكى عبد الله ابن آدم، فقال: خرجتُ ذات َ مساءِ يومْ، وقررتُ أهجرَ القومْ، طلباً لراحةِ الذهن وصفاء البالْ، فقصدتُ باديةَ الشمالْ، وبينا أنا في منتصف ِ الطريقْ، رأيتُ نسوة ً في فريقْ، على عُذَيبِ الماء جالساتْ، وللشعور ِ ناشراتْ، والبرقُ يخطفُ ناظريْ من الأسنان البارقاتْ، فعلمتُ أنّ من قالَ هذا البيتَ ما ماتْ:

فلمّا دنوتُ جعلنَ يملئنَ القِربْ، ويتهامسْنَ في أدب ْ، ورأيتُ عليهنّ الأصفرينْ، وعندهنّ الأسودينْ، فقلتُ السلامُ على معشر ِ البخيلاتْ، فقلنَ وما ذاكَ؟ فقلتُ: كذبْنني ببعض ِ تميراتْ، فضحكنَ وقلنَ: أجلسْ أيّها الظريف ْ، وإليكَ التمرَ والرغيفْ!.

وكانت بينهنّ زنجيّة ٌ سوداء ْ، وعليها ملامحُ البضّة الحسناء ْ، فقالت: هل لك أنْ تولجَ النهارَ في الليلْ، فقلتُ: معاذ َ ربّي ولكِ الويلْ!، إذا كنتِ بكراً فاخْشَي الساعه ْ، فقالت: نعوذ ُ بالله من كساد البضاعه ْ، قلتُ: فعلامَ تتركينَ الطيّبَ المحلّلْ، وتريدينَ خبيثَ المأكلْ، فقالت: حلالٌ ولكن غيرُ طيّبْ، وغيثٌ ولكن ليسَ بصيّبْ، فقلتُ: قاتلك ِ الله ماأفصحَ بيانَكْ، فأيّ نسب ٍ على ذا أعانَك، قالت: أنا من بني الفاعل ِوالمفعول - فعجبتُ ممّا تقول ْ -، وصفتي ثابتة ٌ على كلّ حال ْ، وفعلي تمييزُ أفعال الرجالْ، وظرفي مُصغّرٌ للتوكيد والحصْرْ، أجاءَ زيدٌ أم قامَ عمْرْو، فطاوعني في درهمينْ، فإنّ الخيرَ عندَ الرجلينْ، فقلتُ: لو طاوعتكِ فأبلهُ من باقلْ، وأحمقُ من عجل ِبن وابلْ، فانصرفتُ عنها وهْيَ تضحكُ منّي، وصويحباتُها لا يظُنَنّ إلا ظنّي، فقلتُ: إنكنّ صويحباتُ يوسفَ الصدّيق، فإياكنّ والجلوسَ في الطريقْ، فقلنَ: وأنتم من ألقيتموهُ في البير وقلتم ماتْ، وبعتموهُ بثمن ٍ بخس ٍ دراهمَ معدوداتْ، فضحكتُ وسرتْ، ثمّ عجبتُ فأنشدتْ:

ومضيتُ وقد أحاط َ بيَ الدهَشْ، حتّى أدركَ عينيّ العمَشْ، فجعلتُ أتخبّطُ تخبّطَ العشواء ْ، تذملُ في ليلة ٍ ليلاءْ، يزيدها الزجرُ تيهاً في الفدافِدْ، فلا تسترشدُ براشدْ، حتّى رأيتُ ناراً مشبوبه ْ، وعندها خيمة ٌ مطنوبه ْ، فقلتُ: ألجاني الليل الى نار الكرامْ، فهل لطارق ٍ عندكم من مُقام ْ، فقالوا: على الرحب والسِعَه ْ، وإنّ في الدار لأربعَهْ، فكن خامس َ الجلساء ِ الصيْدْ، ولاتكنْ سادساً باسطَ ذراعيه بالوصيدْ، فلمّا رحبتْ بيَ الدارْ، واستقرّ بيَ القرارْ، حكيتُ لهم ما كانَ معي، وأغربَ ما مرّ بمسمعي، فأعجبوا وأذهلوا، وكبّروا وهلّلهوا، فقال شيخٌ بينهم صرورة ٍ مُتعبّد ْ، وراهب ٍ مُتشدّدْ، لقد وافقت مقولتك هوى في الفؤادْ، فعلّ في ذكره ِ لكَ إسعادْ، خرجتُ أغتدي على برذوني الأدهمْ، وما لي مالٌ إلا درهم ْ، فاستوقفتني جارية ٌ واقفه ْ، وقالت هل لكَ أن تجعلني لكَ رادفه ْ، فقلتُ: الى الركوب ِ البدار ْ، فلمّا ركبتْ قالت: ما أفرهَ الحمار ْ، ولمّا سرنا ساعة ً في مسارنا، قالت: ما أفرهَ حمارَنا، فقلتُ لها انزلي يا داهية َ الجواري، قبلَ أن تقولي ما أفرهَ حماري، فقالتْ: هل في الزواج ِ من عذرْ، وما سوى هذا البرذون ِ من مهْرْ، قلتُ: من ذا الذي لا يريدُ السكنْ، والشريكَ الحسنْ، قالت: فالبدارَ البدارْ، حتّى نصلَ الدارْ، فنكثرَ العناق ْ، وتلتفّ الساقُ بالساق ْ، وتعلمَ هناكَ مَنْ راقْ، فحُثّ برذونكَ الحرونْ، فقد شطّت بي نُوى شُطونْ، فقلتُ: لا تكوني لحوحة ً لجوجه ْ، ولا سموجة ً سذوجه ْ، فقالت: إنّكَ محبّ ٌ مدّع ٍ، ولستَ صادقَ تلوّع ٍ، فلمّا دخلنا الدار َ بانَ عليها الفتورْ، وقالت: فارَ التنّورْ، فقلتُ: في هذه ِ الأثناء ْ، سآوي الى جبل ٍ يعصمني من الماءْ، فقالت: لا عاصمَ اليوم َ من أمر ِ الله ْ، ولا سبيلَ الى ما تتمنّاه ْ:

فقلتُ: إلامَ ترمينْ، وأيّ سماء ٍ تسمتطرينْ، فسمعتُ صوتاً كزئير الأسدْ، وإذ ْ بشخص ٍ وقد ارتعدْ، وهْوَ يقول: ما إنْ أحسستَ بخلوتي، حتّى هتكتَ حرمتي، وخنتني في زوجتي، فقلت: يا من أطغتهُ القوّة والإستبدادْ، أوما قرأتَ عليها ملائكة غلاظ ٌ شدادْ، تعلّمْ بأنّي على برذوني جنيتْ، وما لبِرّ تيكَ جنيتْ، ولولا لا تقربوا النساء في المحيضْ، لكنتُ في أسفل ِ الحضيض ْ، فقال: وهبتكَ مالي من دمكْ، وهبني مالك وأدهمكْ، فقلت ُ:

وإذا بالصوت ِ ورائي فقلتُ: تلك الفاقره ْ، وإذا بالمرأة الماكره ْ، وهي تقول هاكَ حكمة ً نادره ْ: من لم تكن فيه خلالٌ من الحيوانْ، فذاكَ ليسَ بإنسانْ، فعليكَ بروغان ِ الثعلب ِ وصبرِ الكلابْ، وغارة ِ الذئب ِ وحذ َر ِالغُرابْ، فقلتُ: رماك ِ الله من شاة ٍ بداء ْ، فأنت أشامُ من رغيف الحولاءْ، فارتددْتُ على آثاري قَصصا، وها أنا ذا أروي لكم القِصصا، فجزى الله من أعانني على عسرة ِ الحالْ، وعوّضني فقدَ البرذون ِ والمالْ، فقال كبيرُهم: لك عليّ جوادٌ ضامرْ، ومالٌ وافرْ، وملبسٌ فاخرْ، وقال أوسطهم: لك عليّ برذونٌ أدهمْ، وغلامٌ أغلم ْ، وقال أصغرهم: لك عليّ جارية ٌ عَروبْ، وذلولٌ رَكوبْ، فشكرَ صنيعَ من أولاه، وقال لي يا عبد الله:قد كفاكَ ثلاثة ُ علماءْ، تكلُّفَ البذل ِ والإعطاءْ، فأخلدْ قريرَ العين ِ بالكرى، وعندَ الصباح ِ يحمدُ القومُ السُرى، فشُغِلْتُ بالتفكّر ِ في كلامه ِ، عن سؤاله ِ واستعلامه ِ، ثُمّ انجلى شكّي بعلم ٍ جليّ، أنّهُ الأديبُ الترابيّ ُ أبو عليّ، فأخذتُ بالترديد ِ أصْبِحْ ليلْ، وعندَ الصباح ِ للكاذب ِ الويلْ، فرفعَ برأسهِ وقالَ: نَمْ يا لُكَعْ، ولا يستولي على قلبكَ الطَمَعْ، ولا تمُدّنَ عينيكَ إلى ما متّعنا بهِ غيركَ من النفاح ْ، لعلّهُ يحملُكَ على إحداها عندَ الصباحْ، فسكتّ ُ وأغضيتْ، وضحكتُ ثُمّ آويتْ.

الثلاثاء

12/ 12/2006م

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير