[بين اللابتوب والميكرويف!]
ـ[السميدع]ــــــــ[06 - 11 - 2006, 02:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
العرب الأوائل اهتموا بتطويع الكلمات الأعجمية الدخيلة على لغتهم وجعلها تتماشى مع الوزن العربي للفعل، نذكر أحد الأمثلة الواردة في لسان العرب لابن منظور حيث ذكر البُختُج، والبُختُج هو العصير المطبوخ، وأَصله بالفارسية مِيبُخْته أَي عصير ... انظر كيف قاموا أجدادنا بتطويع هذه الكلمة الأعجمية ووضعها على وزن (فعلل)، والأمثلة على ذلك كثيرة.
أما اليوم فنحن لا نلقي لهذا الأمر بالاً، تتوافد علينا الكلمات الأعجمية الدخيلة إلى لغتنا ولا نحاول "تطويعها" إن لم نكن نستطع إيجاد مرادف عربي لها، وتطويع الكلمة الأعجمية - في رأيي - أسهل بكثير من البحث عن مرادف عربي لها دقيقاً كان أم لم يكن!.
لنرى مثلاً كلمة (اللابتوب)، قاموا بترجمتها بمعنى (الحاسب المحمول) ولكن ألا نرى أن المعنى العربي طويل ويصعب على العربي أن يتلفظ به دائماً عوضاً عن كلمة (اللابتوب) التي هي أسهل وأسرع في زمن سُمِيَّ بعصر السرعة؟
ولكن من المعلوم أن كلمة (اللابتوب) أعجمية ولا تقبل الصرف، فكيف نجمع (اللابتوب)؟ .. (لابتوبات)؟ ... كيف أنسبه إلى شخصٍ ما، أقول (لابتوبَّه)؟
الحل يكمن في تطويع هذه الكلمة مع الوزن العربي، فأقترح كلمة (اللاتِب)، على وزن الفاعِل، ويكون جمعه (لَواتِب) على وزن فواعِل، مثل عامِل عوامِل، قاصِم قواصِم الخ.
أليست أسهل من (الحاسب المحمول) ومن (اللابتوب) أيضاً؟
وكذلك كلمة (المايكرويف) التي لا أدري كيف سيتم جمعها، فالأسهل أن نقوم بتطويع هذه الكلمة أيضاً للوزن العربي فنقول (الماكِف) أو (الماكِفة) على حسب ما تستسيغه الأذن، ويكون جمعه (مَواكِف)، ويمكن اشتقاق الفعل منه فنقول (مَكَف الطعام) أي سخنه بالماكِفة.
لقد ترك لنا أجدادنا العرب حروفاً ثلاثية (كجذر) لم تُمَس مثل (لتب، مكف ... ) وهناك قائمة طويلة لهذه الجذور، وكأنهم قد علموا بأن أحفادهم سيحتاجون إلى هذه الجذور غير المستعملة لصنع مفردات جديدة يتطلبها عصرهم.
والكثير من الكلمات الأعجمية الدخيلة يمكن القضاء على طولها وصعوبتها بتطويعها للوزن العربي، انظر إلى كلمة (تكنولوجيا) كيف هي طويلة وصعبة، قد تم تطويعها إلى كلمة خفيفة على الأذن واللسان وهي (تقنية)، يمكن تطبيق هذا الأمر مع الكثير من الكلمات الأعجمية، والمجال في ذلك واسع.
أعلم أن اقتراحي لن يكون له أي أثر، لأن أهل الشأن في مجامع اللغة العربية قد غطوا في سبات، ووسائل الإعلام تشجع اللهجة الدارجة في الفضائيات، وليس لي إلا هذا المنتدى كي أنفس عما في داخلي من حزن على عدم استغلال مرونة لغتنا الجميلة .... فإلى الله المشتكى.
أخوكم، السَمَيْدَع
ـ[اللغوي الفصيح]ــــــــ[07 - 11 - 2006, 02:59 ص]ـ
:::
حقيقة ستشكوك اللغة العربية إلى الله لهذا الاقتراح الذي يبعد العرب عن لغتهم بأكثر مما هم بعيدون عنها
أولا من المقرر عند اللغويين أن اللفظ العربي مقدم على المعرب ولا أظن ان مصطلح الحاسب المحمول صعب حتى نستعيض عنه بمولد يعد مسخا من الأجنبي
ثانيا العرب القدامى لم يتركوا الجذور غير المستعمله كنوع من التوفير حتي نستهلكها نحن علاوة على ذلك فاقتراحك بتسمية الحاسب المحمول الاتب مرفوض ـ وأعلم أنه مثال فقط ـ
أولا لأن جذره مستعمل:ففي مقاييس اللغة (لتب:يقولون لتب ثوبه لبسه).
ثانيا اللاتب مستعمل في العربية ففي مقاييس اللغة أيضا (اللاتب الملازم للشيء لا يفارقه)
اذا اقتراحك سيصطدم بمواد كثير منها مستعمل في العربية
أيضا دورنا كلغويين وإن كان غير مفعل المحافظة على البقية الباقية من الأسس اللغوية التى يبني عليها المصطلحات من اشتقاق ونحت وتركيب ألخ
وهذا لا يمنع من التعريب ولكن في نطاق ضيق
وللحديث بقية إن شاء الله لضيق الوقت
ـ[حبيب العربية]ــــــــ[07 - 11 - 2006, 06:10 ص]ـ
أحسنت يا أيها اللغوي الفصيح، وأسأت يا أيها السميدع.
أتمنى أن لا يكون السميدع معلما في إحدى المدارس فيزرع في عقول الطلاب مثل هذه الأفكار.
أما عن كلمة "لابتوب"، فأصلها كلمتان لا كلمة واحدة، الكلمة الأولى "لاب" وتعني الحضن، والكلمة الثانية "توب" ومن معانيها الجزء الأعلى من الشيء، أو قمة الشيء.
وأنا أوافق أخي اللغوي الفصيح بأن لا عسر في نطق "الحاسوب المحمول".
وأخيرا، جنبنا الله شر اللاتب والماكف والكامر (للكاميرا) والتالف (الهاتف: التليفون)
وإلى اللقاء:)
ـ[السميدع]ــــــــ[07 - 11 - 2006, 08:38 ص]ـ
أشكركم إخواني على الردود، واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.
وبالنسبة للأخ حبيب العربية، اطمئن أنا لست معلماً.
ولكن ما أعنيه هو الألم الذي يعتريني عندما أرى انتشار المفردات الأجنبية في لغتنا كالنار في الهشيم وعدم تحريك أي ساكن ...
وسؤال لأخي اللغوي الفصيح:ما هو اللفظ العربي للمايكرويف الذي يمكن أن نستخدمه للإشارة إلى ذلك الفرن الذي نستخدمه؟.
¥