[ممتاز أم مقبول]
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[10 - 11 - 2006, 05:46 م]ـ
:::
أحبتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
فكثيراً ما تجري على ألسنتنا وأقلامنا كلمات لا نتنبه لإيحاءاتها وظلالها
ومن ذلك كلمتا: (ممتاز) و (مقبول)
وسؤالي هو: ما الذي جعل الكلمة الأولى تتفوق على الكلمة الثانية؛ حتى ليقال: فلان نجح بتقدير (ممتاز) افتخارا وغبطة، والآخر ما نجح إلا بالبركة، وإذا سئل عن تقديره، أخفاه مستحيياً منه؛ لأنه، كما يقولون: (مقبول) ;)
وحتى نعرف اختلاف إيحاء ما بين الكلمتين؛ للنظر إلى استعمالاتهما في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وهذا ما فتحت الموضوع لأجله، وسأبدأ بقوله تعالى: (وامتازوا اليوم أيها المجرمون)
وقوله تعالى: (فتقبلها ربها بقبول حسن)
ثم أترك المجال لآراء الإخوة الكرام، وهم أهل اللغة وأولى بي منها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[10 - 11 - 2006, 06:20 م]ـ
بوركت أخي الكريم
تتقاطع معاني الكلمة (امتياز) تقاطعا حتى لنخرج بتلك المترادفات: التفضيل، البر اعة، التفوق، التفرد
فحين يقال: امتاز التلميذ عن غيره، أي تفوق عليهم وتميز وأظهر سمة التفوق 000
وقد جاء في القرآن الكريم (وامتازوا اليوم أيها المجرمون) أي انفردوا أيها المجرمون عن المؤمنين عند اختلاطهم بكم 00 فهنا تميز بمعنى الانفراد الذي يعد مرادفا يتقاطع مع بقية المترادفات 0
وأما (مقبول)، أي موافَق عليه بضم الميم وفتح الفاء، فنقول مثلا: فلان مقبول في الجامعة، أي قبل فيها
وجاء في (الغني) ثمن مقبول، أي معقول 0
وفي سياق الآية الكريمة (فتقبلها ربها بقبول حسن)، أي ارتضاها سبحانه وتعالى، وقبلها من القبول الذي يليق به عز وجل 000
هذا والله أعلم
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[10 - 11 - 2006, 09:25 م]ـ
بارك الله فيك أستاذي الفاضل: (مغربي)
وشرفٌ لي أن يكون مثلك هو أول من يتفاعل مع مشاركتي المتواضعة هذه.
وإنما دعاني إلى فتح باب النقاش في هذا الموضوع أني نظرت في استعمالات هذا الاشتقاق: (ماز ــ يميز) في القرآن الكريم خاصة، وهو مقياس الفصاحة - ولاشك - فوجدته إنما يميّز المفضول من الفاضل. انظر ــ مثلاً ــ إلى قوله تعالى: (حتى يَمِيْزَ الخبيثَ من الطيب)؛ كيف جعل جعل فعل الإمازة متصلاً بالخبيث!
ونحو ذلك في قوله تعالى: (وامتازوا اليوم أيها المجرمون)
هذا، ولم أكد أجد ــ فيما أعلم ــ عند من يعتد بفصاحته استعمال الامتياز في معاني: التفضيل، والبراعة، والتفوق؛ إلا استعمالنا لها في زماننا هذا. فهل نحن على أصل لغوي صحيح في هذا الاستعمال؟
أرجو الإفادة. وفقكم الله وبارك فيكم وشكر جهودكم
محبكم / أحمد بن يحيى