تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مباراة في وصف الأسد]

ـ[الحامدي]ــــــــ[20 - 01 - 2007, 04:31 ص]ـ

[مباراة في وصف الأسد]

قال ابن دريد في أماليه:

أخبرنا الأشنانداني عن التوزي عن أبي عُبَيْدة قالَ: اجتمع عند يزيد بن معاوية أبو زبيد الطائي، وجميل بن معمر العذري، والأخطل التغلبي، فقال لهم: أيكم يصف لي الأسد صفة في غير شعر؟ فقال أبو زبيد: أنا يا أمير المؤمنين، لونه ورد، وزئيره رعد - وقال مرة أخرى: زغد - ووثبه شد، وأخذه جد، وهوله شديد، وشره عتيد، ونابه حديد، وأنفه أخثم وخده أدرم، ومشفره أدلم، وكفاه عراضتان ووجناه ناتئتان، وعيناه وقادتان، كأنهما لمح بارق، أو نجم طارق، إذا استقبلته قلت أفدع، وإذا استعرضته قلت أكوع، وإذا استدبرته قلت أصمع، بصير إذا استغضى، هموس إذا مشى، إذا قفى كمش، وإذا جرى طمس، براثنه شثنة، ومفاصله مترصة مصعق لقلب الجبان، مروع لماضي الجنان، إذا قاسم ظلم وإن كابر دهم، وإن نازل غشم، ثم أنشأ يقول:

جُبعثن أشوس ذو تهكم ............ مشتبك الأنياب ذو تبرطم

وذو أهاويل وذو تجهم ............. ساط على الليث الهزبر الضيغم

وعينه مثل الشهاب المضرم ............. وهامه كالحجر الململم

فقال: حسبك يا أبا زبيد.

ثم قالَ: قل يا جميل. فقال: يا أمير المؤمنين: وجهه فدغم، وشدقه شدقم، ولغده معرنزم مقدمه كثيف، ومؤخره لطيف، ووثبه خفيف، وأخذه عنيف، عبل الذراع، شديد النخاع، مرد للسباع، مصعق الزئير، شديد المرير، أهرت الشدقين، مترص الحصيرين، يركب الأهوال، ويهتصر الأبطال، ويمنع الأشبال، ما إن يزال جاثما في خيس، أو رابضا على فريس، أو ذا ولغ ونهيس، ثم قالَ:

ليث عرين ضيغم غضنفر ............. مداخل في خلقه مضبر

يخاف من أنيابه ويذعر ............. ما إن يزال قائما يزمجر

له على كل السباع مفخر ............. قضاقض شثن البنان قسور

فقال: حسبك يابن معمر.

ثم قالَ: قل يا أخطل: فقال: ضيغم ضرغام، غشمشم همهام، على الأهوال مقدام، وللأقران هضام، رئبال عنبس، جرئ دلهمس، ذو صدر مفردس، ظلوم أهوس، ليث كروس، ثم قالَ:

شرنبث الكفين حامي أشبل ............. إذا لقي بطلا لم ينكل

قضاقض جهم شديد المفصل ............. مضبر الساعد، ذو تعثكل

ململم الهامة كمش الأرجل ............. ذو لبد يغتال في تمهل

أنيابه في فيه مثل الأنصل ............. وعينه مثل الشهاب المشعل

فقال له: حسبك، وأمر لهم بجوائز.

ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[20 - 01 - 2007, 12:00 م]ـ

وصف جميل

ولكني اعتقد أن المتنبي

كان له الصداره في وصف الاسد

ـ[الحامدي]ــــــــ[20 - 01 - 2007, 04:38 م]ـ

نعم، كلامك صحيح، فوصف الأسد للمتنبي هو أروع شعر في وصف الأسد في رأيي، وهو من قصيدة يمدح فيها بدر بن عمار ويذكر فيها قصة منازلته للأسد، ومطلعها:

في الخد أنْ عزم الخليط رحيلا .............. مطرٌ تزيد به الخدود محولا

وسأختار منها مافيه وصف الأسد (لعلاقته بموضوع هذه الصفحة):

ورد إذا ورد البحيرة شاربا .............. ورد الفرات زئيره والنيلا

متخضب بدم الفوارس لابسٌ .............. في غيله من لبدتيه غيلا

ما قوبلت عيناه إلا ظنتا .............. تحت الدجى نار الفريق حلولا

في وحدة الرهبان إلا أنه .............. لا يعرف التحريم والتحليلا

يطأ الثرى مترفقا من تيهه .............. فكأنه آسٍ يجس عليلا

ويرد عفرته إلى يافوخه .............. حتى تصير لرأسه إكليلا

وتظنه مما تزمجر نفسه .............. عنها لشدة غيظه مشغولا

قصرت مخافته الخطى فكأنما .............. ركب الكمي جواده مشكولا

ـ[همس الجراح]ــــــــ[21 - 01 - 2007, 08:45 م]ـ

المتنبي مصور ماهر جمع الصوت واللون والحركة، ولعله عرف الصور المتحركة " الفيديو " قبل أن نعرفه، فكان فناناً

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير