فوائد من كتاب (تقويم اللسانين) للعلاّمة تقي الدين الهلالي -رحمه الله تعالى-
ـ[ابن عيبان العبدلي]ــــــــ[10 - 01 - 2007, 04:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:فهذه فوائد من كتاب "
تقويم اللسانين " للعلامة الشيخ محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله تعالى، نضعها هنا لما لها من أهمية في
تقويم لغتنا وتصحيح الأخطاء الآتية من الغزو الثقافي والزخم الإعلامي المحيط بنا من كل جهة. مما
يجعل لغتنا تتعرض للتبديل وتجعلنا نبتعد عن الألفاظ الصحيحة الفصحية التي زخرت بها كتب أسلافنا.
وقد سعى الموسومون بالمثقفين والمغتربين إلى تشويه هذه اللغة بكل ما أوتوا من جهد، وسعوا في تنفيذ
مخططاتهم تلك بوسائل مختلفة واصطلاحات متنوعة من مثل قولهم (تطوير اللغة وإخراجها من التقليد)
وقولهم (إبراز مدى تعايش اللغة العربية مع غيرها من اللغات واللهجات) وغير ذلك من المصطلحات
التي ظاهرها الرحمة وباطنها من قبله العذاب.وقد جاء هذا الكتاب للعلامة الهلالي كسلسلة للرد على هؤلاء
المغتربين الذين عجزوا عن التعبير العربي الصحيح واستسلموا للمد الفكري وغيروا لغتهم لجهلهم بأسرارها
وببلاغة العرب وفصاحتهم. ولا يكتفون بجهلهم هذا حتى يصفون من يتمسك بلغته الأصل بالجمود
والتخلف والرجعية ... إلى ما هنالك من مصطلحات جاهزة وتهم ناضجة.
هذا وسنعرض بحول الله تعالى وقوته بعضا مما جاء في الكتاب راجين من الله تعالى التوفيق والسداد في
الدنيا والأجر والثواب يوم القيامة.
إبتدأ الشيخ رحمه الله كتابه هذا بعد التسمية والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بذكر أهمية الكتاب
للطالب والأستاذ وسبب تأليفه له. حيث ذكر أنه نقض فيه اعتراضات أديب هجم عليه عدوا بغير علم ولا
برهان. ثم ذكر أنه يهدي مؤلفه للملك (خالد ابن عبد العزيز آل سعود) ومجده بالإطراء والثناء ....
ثم شرع في بيان معنى اللسانين فقال في (ص 9):
(المراد – اللسان والقلم , فإن العرب تقول:القلم أحد اللسانين، والمقصود هنا إصلاح الأخطاء التي
تفاقم أمرها في هذا الزمان حتى أصبحت مألوفة عند أكثر الخاصة بله العوام، فشوهت وجه اللسان العربي
المبين، وَرَنَقَت صفو زُلالِه المَعين، مما يسوء كل طالب علم، يحرص على حفظ لغة القرآن وصيانتها
من الإفساد والتشويه, والعبارات الجافية التي تُشين جمالها، وتذهب ببهائها.
ثم ذكر جهد العلماء في الدفاع عن اللغة العربية وتنقيتها من الألفاظ الدخيلة والتعابير الثقيلة ... وذكر جملة
من العلماء الذين ألفوا في ذلك، من مثل:" درة الغواص في أوهام الخواص " لأبي محمد القاسم بن علي
الحريري و " شفاء العليل في العامي والمولد والدخيل " للشهاب الخفاجي. و " لغة الجرائد " للشيخ
إبراهيم اليازجي. وغير ذلك.
ثم قال: (ص 9 - 10):
" وقد بدا لي أن أكتب مقالات في هذا الموضوع، أداء لواجب لغة الضاد. وصونا لجمالها من الفساد،
راجيا أن ينفع الله بما أكتبه تلامذتي في الشرق والمغرب وفي أوربا، وأنا على يقين أنهم يتلقون ما أكتبه
بشوق وارتياح وكذلك رفقائي الكتاب المحافظون سيستحسنون ذلك. أما الكتاب الذين يكرهون التحقيق
ويُرخُون العنان لأقلامهم بدون تبصر ولا تمييز، بين غث وسمين، وكدر ومَعين فإنهم سيستثقلون هذا
الإنتقاد، وقد يعدونه تكلفا وتنطعا، وتقييدا للحرية – بزعمهم – فلهؤلاء أقول: إني لم أكتب لكم فما
عليكم إلا أن تمروا على ما أكتب مرور الكرام, وتدعوه لغيركم الذين يقدرونه حق قدره. وهذا أوان
الشروع في المقصود، وبالله أستعين فهو نعم الناصر ونعم المُعين ".
ـ[ابن عيبان العبدلي]ــــــــ[10 - 01 - 2007, 04:49 م]ـ
الفائدة (1)
قال الشيخ تقي الدين الهلالي رحمه الله: (ص 10 - 13)
1 - الكاف الدخيلة الإستعمارية:
أما تسميتها دخيلةً فلا إشكال فيه، لأنها لا توجد في الإنشاء العربي الذي قبل هذا الزمان.
وأما تسميتها استعمارية، فلأنها دخلت في الإنشاء العربي مع دخول الإستعمار البلدانَ العربية، فإن جهلة المترجمين تحيروا في ترجمة كلمة تجيئ في هذه اللغات قبل الحال، وهي في الإنجليزية ( AS) وفي الفرنسية ( Comme) وفي الألمانية ( ALS).
¥