تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ألصق روانفك بالجبوب وخذ المزبر بشناترك]

ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[28 - 11 - 2006, 08:35 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم ..

قال العلامة أبو تراب رحمه الله في كتابه (الموزون والمخزون) في أول ورقة ..

’’ إلى من أهدي كتابي هذا .. أهدي هذه الكلمة الحَيْدرّية:

أَلْصِقْ رَوانِفَكَ بالجَبوبِ، وخُذِ المِزْبَرَ بشناترك، واجعل حُنْدُرْتَيْك إلى قَيْهَلي، حتى لا أَنْغي نُغْيَةً إلا أَودعتَها بِحُماطةِ جُلْجُلانك،،

هذه من روائع كلمات أبي تراب رحمه الله رحمة واسعة ..

وهي دعوة منه لتتبع اللغة والرجوع إليها.

وهذه الجملة يحتاج البعض إلى فهمها ..

وكذلك كنت أريد فهمها ..

ولأن أبي تراب رحمه الله اعتاد على استعمال الكثير من الألفاظ المهجورة اليوم .. فعابه البعض بسبب ذلك رغم أنني لا أراه معيباً ..

بل هذا يدل على غزارة علمه رحمه الله وسعة اطلاعه على لغة العرب ..

وكتبه تشهد بصحة ذلك ..

أما استعمال الغريب والنادر في استعمال الناس اليوم فليس بعيب ..

لأنه إحياء للفظ قد اندرست استعمالاته ..

والعلامة رحمه الله كان لا يكتب لكل الناس إلا تجوزاً ..

وإنما كان يكتب لأهل العلم والأدب ..

فهذه تدفع الغير متخصص بأن يرجع إلى اللغة ليعرف هذه الألفاظ ..

وكأن العلامة رحمه الله يحثه على طلب الزيادة في العلوم ..

إلا أن هذا الاستعمال ليس بشكل دائم ..

وإنما يجعله مقدمات للكتب أو المقالات أحياناً لدفعك إلى عدم الرضا عن نفسك وتشمير الساعد للبحث والتنقيح ..

وأما غالب ما يكتبه من مسائل ومقالات فهي بلغة عادية بسيطة لا تقعير فيها ولا تعقيد ولا غريب ..

وأريد اليوم شرح هذه الكلمة الجميلة بما جاء عن العرب من معان لهذه الألفاظ ..

والله تعالى المعين ..

قال العلامة رحمه الله في كلمته ..

(روانفك) ..

الرنف يعني ناحية الشيء وطرفه وجمعها الروانف ..

فالعرب تطلق هذا اللفظ للدلالة على طرف شيء ما ..

فتارة يكون الرنف طرف الأذن، أو الأنف، أو الأذن، أو الألية ..

وهي من باب الكناية عند العرب ..

ومراد العلامة هنا (أطراف الألية) وذلك لقرينة (الجبوب) ..

وأما (الجبوب) ..

فالجبوب تطلق على الأرض، وخصها بعضهم بالأرض الغليظة ..

وتعين المراد من الروانف أنها طرف الألية؛ لأن الأذن لا تلصق بالأرض لأجل الاستماع، وإنما أطراف الألية تلصق بالأرض (جلوساً) للاستماع ..

فتعين هذا المعنى من الروانف ..

وأما (المزبر) ..

فالمزبر بكسر الميم هو القلم ..

وفي الأثر عن أَبي بكر رضي الله عنه أَنه دعا في مَرَضِه بدواة مِزْبَرٍ فكتب اسم الخليفة بعده ..

وأما (بشناترك) ..

فالشناتر جمع واحدتها (شنترة) وهي الأصابع بلغة أهل اليمن ..

وأما (حندرتيك) فيراد بها حدقة العين ..

فالحندرة عند العرب تطلق على حدقة العين ..

وأما (قيهلي) ..

فهي القيهل عند العرب، وهي اسم، ويراد بها عندهم الوجه ..

فيريد العلامة اجعل حدقة عينيك مصوبة نحو وجهي ..

والكناية منها: اجعل بصرك مصوباً نحوي ولا تلتفت عني أبداً ..

وأما (لا أنغي نغية) ..

فالنغي هو الكلام الذي يسر سامعه، والمناغاة المغازلة ..

فكل ما حدثت به غيرك وسره ذلك فهذا المراد منها ..

أما (بحماطة) ..

فالحماطة تطلق على بعض النبات ودود يكون في بعض أنواع النبات كالبقل وكذا يطلق العرب شيطان الحماط على جنس من الحيات ..

وقد يقال: (أصابت الجارية حماطة قلبه) أي سواد قلبه ..

فالحماطة هنا بمعنى العلقة السوداء في القلب وهي حبّة القلب ..

وأما (الجلجلان) ..

يطلقها العرب على السمسم عند أهل الحجاز ..

وقيل هي حب الكزبرة ..

ففلان استقر في جلجلان قلب فلانة: أي في سويدائه ..

يراد به (حبة القلب) التي مرت معنا سابقاً ..

ويقول العرب: أَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبِه، وجُلْجُلانَ قلبه، وحَمَاطَةَ قلبه ..

كلها بمعنى واحد ..

.....

وجزاكم الله خيراً

ـ[عصام البشير]ــــــــ[28 - 11 - 2006, 10:37 م]ـ

أخي الكريم

هذه الكلمات ليست لأبي تراب المعاصر - رحمه الله - وإنما هي كلمات مشهورة تنسب لأبي تراب حيدرة (علي بن أبي طالب) رضي الله عنه.

وقول أبي تراب (الكلمة الحيدرية) صريح في كونها منقولة عن ذاك الصحابي الجليل.

وقد اشتهر في مناقب الفيروزابادي - صاحب القاموس - أنه سئل عن معنى هذه الكلمات، فأجاب بما يماثلها في الغرابة، ويساويها في المعنى، كما تجد ذلك في مقدمة (تاج العروس) للزبيدي.

والله أعلم.

ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[28 - 11 - 2006, 10:44 م]ـ

جزاكم الله خيراً الشيخ الفاضل عصام البشير على إفادتكم

ولكن هل تعلمون بوجود إسناد صحيح لهذه النسبة إلى أمير المؤمنين رضى الله عنه؟

فإن كان موجوداً فلا تبخلوا علينا بإرشادنا إلى مظانه ..

أما ما تفضلتم بذكره ((وقول أبي تراب (الكلمة الحيدرية) صريح في كونها منقولة عن ذاك الصحابي الجليل.)) فهو وجهة نظر رائعة ... لكن لا تكفي لجعلنا نجزم بنسبتها إلى أمير المؤمنين رضي الله عنه دون الإسناد المذكور ...

وجزاكم الله خيراً ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير