تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هل يحتوي القرآن ألفاظاً أعجمية؟ عرض كتاب

ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[19 - 01 - 2007, 10:55 م]ـ

من المكتبة الإسلامية ... هل يحتوي القرآن ألفاظاً أعجمية؟

(هل في القرآن أعجمي؟) هذا السؤال هو عنوان كتابِ اليوم، والاسمُ الكامل الذي نقرؤه مدونا على الكتاب هو: “هل في القرآن أعجمي؟ نظرةٌ جديدةٌ إلى موضوعٍ قديم”.

إنه كتابٌ من تأليف الدكتور علي فهمي خشيم أستاذ الفلسفة وتفسير الحضارة بجامعة الفاتح في طرابلس. وقد صدر عن دار الشرق الأوسط سنة سبع وتسعين وتسعمائة وألف للميلاد، ويتألف من 208 صفحات.

إن المُعَرَّبُ والدخيلُ والمولَّد قضايا حازت اهتماما كبيرا في الدراسات اللغوية القديمة والحديثة، وانقسمت الآراء حولها إلى قسمين:

القسم الأول يرفض القول بورودِ لفظٍ غيرِ عربيّ في القرآن، ويقول إن كل ما في القرآن عربي تماما، وإن ما نظن أنه أعجمي هو عربي في أصله وانتقل إلى اللغة الأخرى، وربما فقدنا جذرَه فيما فقدنا من جذور الكلمات القديمة خاصة.

عرض: شروق محمد سلمان

القسم الثاني يقبل ورودَ اللفظ غير العربي في أصله، ولكنه يرى أنه دخل العربيةَ وخضع لقوانينها فعُرِّبَ وصار جزءا من لغة العرب، فيوصَف بأنه عربيٌّ بناءً على وضعه الجديد ولا اعتبار لماضيه الذي تغير عنه، وهذه الألفاظ لا تخرِج القرآن عن عروبته لأنها جزء من العربية.

ويرى المؤلف أن سبب الخلاف يتركز في فهم كلمة (عربي) التي يوصف بها القرآن مقابلا لوصف (أعجمي) فقد فُهمت كلمةُ عربي باعتبارها نسبة إلى أمة العرب ولغتِهم بتحديد قومي لغوي، وما عداه فهو أعجمي.

ولكن كلمة (عربي) معناها: الواضح الجلي غيرُ الغامض، نسبة إلى الجذر (عَرَبَ) أي بدا وظهر، وليس هناك ما يمنع أن يكون المراد في الآيات هو الوضوح، بل إن مما يؤيد ذلك كلمة مبين التي تلي وصف القرآن بأنه عربي في مثل قول الله تعالى:

(نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ 193 عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ 194 بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ 195) (الشعراء)

كما يدل على ذلك وصف القرآن بأنه عربي وأن ذلك سبيل لتعقله كما في قول الخالق عز وجل:

(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (يوسف:2) أي أنه كلام واضح بيِّن لكي يعقلَه سامعُه.

وما يؤيد هذا أيضا أن كلمة أعجمي تعني الإبهامَ وعدمَ القدرة على البيان، فيكون مقابلا لكلمة (عربي) بمعنى الوضوح والبيان. قال الله تعالى:

(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) (النحل:103)

أصل واحد

لقد جمع بعض العلماء والباحثين ألفاظا قرآنية اعتبروها غيرَ عربية، ورتبوها حسب الأصول التي ظنوا أنها منها، فقالوا إن بعضَها حبشي وبعضَها نبطي، وبعضَها سرياني أو عبري.

ينتقل بنا المؤلف إلى الدراسات الحديثة لنرى أنه قد ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن ما يسمى مجموعةَ اللغات السامية (ويفضل الكاتب أن يسميها اللغاتِ العروبية) كانت لغةً واحدة في الأصل، أما التقسيمات من جنوبية وشمالية وشرقية وغربية وسريانية وحبشية ونبطية، فلا تعني أنها منفصلة بلا رابط. فكل هذه اللغات تصدر عن منبع واحد، والمتفق عليه أن اللغة العربية تمثل هذه الساميات خيرَ تمثيل.

وبناء على ما تقدم فإن تلك الألفاظ التي جُمِعَت ووصفت بأنها أعجمية، هي بلا جدال ألفاظٌ عربية أو عروبية.

لقد كان النبط عربا كما كان السريان الآراميون، وكما هو قسمٌ كبير من الأحباش بتأثير الهجرات العربية، فهناك كثير من الألفاظ المشتركة بين هذه اللغات.

ويقول المؤلف: فبتتبع الجذور اللغوية الأولى للألفاظ العربية التي يُدعى أنها أعجمية ومقارنتها بالكشوفات الحديثة للغات العروبية السامية يمكننا العودة بها إلى أصولها الأولى العربية الخالصة .. وهذا واجب يحتاج إلى فريق عمل مزود بالمعرفة الشاملة لمجموعة هذه اللغات أو اللهجات وبصبر كثير حتى يتحقق أنه لا عجمة في كتاب الله العزيز وإنما هو نزل بلسان عربي مبين.

حقائق تاريخية

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير