تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[طالبة العلم -هدى-]ــــــــ[23 - 11 - 2006, 11:58 ص]ـ

يعد الإمام أبو حامد الغزالي من أقدر رواد هذا الاتجاه، وقد بث أفكاره وعرض آراءه في كتابه (الإحياء) و (الجواهر)، فهو يقول في (إحياء علوم الدين) بعد أن بين انشعاب العلوم الدينية: العلوم الدنيوية كلها متشعبة في القرآن.

ويقول أيضاً: كل ما أشكل فهمه على النظّار، واختلف فيه الخلائق من النظريات والمقولات، في القرآن إليه رموز ودلالات عليه، يختص أهل الفهم بإدراكها.

ويستشهد الإمام لاشتمال القرآن على جميع العلوم بقول ابن مسعود: (من أراد علم الأولين والآخرين فليتدبر القرآن).

ويذكر الغزالي في كتابه (جواهر القرآن): أن علوم الطب والنجوم وهيئة العالم، وهيئة بدن الحيوان، وتشريح أعضائه، وعلم السحر، وعلم الطلسمات، وغير ذلك، يشير إليه القرآن بقول الله سبحانه:) وإذا مرضت فهو يشفين ([الشعراء: 80]. ويشير إلى علم الطب المتضمن لأسباب المرض ووسائل الشفاء، وقوله سبحانه:) الشمس والقمر بحسبان ([الرحمن: 5].ونحوه مما يشير إلى علم الهيئة (أي: الفلك)، وتركيب السماوات والأرض (الكوزمولوجيا والجيولوجيا).

وهو ـ رحمه الله ـ ير: أن جميع العلوم المعروفة والتي سيسفر عنها الزمان مع تعاقب العصور، موجودة في القرآن، لا بالتصريح، وإنما (بالقوة)، أو كما يقول: إن جميع العلوم التي عرفها البشر، والتي هم في الطريق إلى معرفتها ليست في أوائلها خارجة عن القرآن، فإن جميعها مغترفة من بحر واحد من بحار معرفة الله تعالى، وهو بحر الأفعال.

ـ[طالبة العلم -هدى-]ــــــــ[23 - 11 - 2006, 11:59 ص]ـ

* السكاكي (ت 626هـ):

بحث السكاكي الموضوع في كتابه (مفتاح العلوم)، ومال إلى القول بالنظم، وجعل الإعجاز لا يدرك إلا بالذوق، وطول خدمة البلاغة، وممارسة الكلام البليغ.

ـ[طالبة العلم -هدى-]ــــــــ[23 - 11 - 2006, 12:01 م]ـ

* الفخر الرازي (543 ـ 606هـ):

الفخر الرازي هو صاحب (التفسير الكبير) المسمى أيضاً (مفاتيح الغيب)، وهو يرى وجود جميع العلوم في القرآن بالقوة، كوجود الشجرة في النواة (البذرة)، وقد عرض في تفسيره الكبير مباحث كثيرة ـ حسب ثقافة عصره وما بلغته العلوم في زمانه ـ في شترى نواحي العلوم الطبيعية والمعارف الكونية، وللرازي أيضاً كتاب في هذا المجال هو (نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز).

* ابن أبي الأصبح المصري (ت 654هـ):

أكد ابن أبي الأصبع الإعجاز البياني للقرآن الكريم، وقد تبعه في هذا الرأي العلوي اليمني (629 ـ 729هـ) صاحب كتاب (الطراز)، ولم يخرج كل من شمس الدين الأصفهاني (ت 749 هـ)، والزركشي (745 ـ 794هـ) عما قال أسلافهم من العلماء ...

* أبو الفضل المرسي (ت 655 هـ):

يقول أبو الفضل المرسي في تفسيره: جمع القرآن علوم الأولين والآخرين، بحيث لم يحط به علماً إلا المتكلم به، ثم قال: أما الطب فمداره على حفظ نظام الصحة، واستحكام القوة، وذلك إنما يكون باعتدال المزاج بتفاعيل الكيفيات المتضادة، وقد جمع ذلك في آية واحدة هي قول الله تعالى:) وكان بين ذلك قواماً ([الفرقان: 67].ثم قرر مثل ذلك في علوم الهيئة (الفلك) والهندسة والجبر والمقابلة ...

ـ[طالبة العلم -هدى-]ــــــــ[23 - 11 - 2006, 12:02 م]ـ

* جلال الدين السيوطي (ت 911هـ):

الإمام جلال الدين السيوطي يرى هو الآخر ما يراه كل من الغزالي والرازي، ويستدل لذلك بقول الله تعالى: .... (ما فرطنا في الكتاب من شيء) .... [الأنعام: 38] ... ويستدل بأحاديث نبوية، منها:

ما أخرجه أبو الشيخ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله لو أغفل شيئاً لأغفل الذرة والخردلة والبعوضة).

ومن الآثار الدالة على ذلك: ما أورده ابن مسعود، إذ قال: (أنزل في القرآن كل علم، وبُيّن لنا فيه كل شيء، ولكن علمنا يقصر عما بين لنا في القرآن).

ويقول السيوطي في كتابه المشهور: (الإتقان في علوم القرآن): اشتمل الكتاب العزيز على كل شيء.

أما أنواع العلوم، فليس منها باب ولا مسألة هي أصلن إلا وفي القرآن ما يدل عليها، وفيه عجائب المخلوقات، وملكوت السماوات والأرض، وما في الأفق الأعلى، وما تحت الثرى .. إلى غير ذلك مما يحتاج شرحه إلى مجلدات.

ـ[طالبة العلم -هدى-]ــــــــ[23 - 11 - 2006, 12:04 م]ـ

* الألوسي (1217 ـ 1270هـ):

عرض العلامة الألوسي في تفسيره (روح المعاني) لآراء من سبقه من الأعلام، وارتضى رأياً موجزة: أن القرآن معجز بجملته وأبعاضه، حتى أقصر سورة منه، معجز بالنظر إلى نظمه وبلاغته، وإخباره بالغيب، وموافقته لقضية العقل، ودقيق المعنى، وقد تستتر كلها في آية، وقد يستتر البعض، كالإخبار عن الغيب.

* عبد الرحمن الكواكبي (القرن الرابع عشر الهجري):

المصلح الاجتماعي السوري المعروف، وهو في مقدمة المحدثين الذين نادوا باستعمال معطيات العلم الحديث في شرح آيات القرآن التي تتحدث عن الكون والطبيعة والأنفس وما شابه ذلك.

يقول الكواكبي في كتابه المعروف (طبائع الاستبداد): إن القرآن الكريم شمس العلوم، وكنز الحكم، وهو يرى أن العلماء إنما امتنعوا عن التفسير العلمي تخوفاً من مخالفة رأي السلف القاصرين في العلم، فيكفرون فيقتلون.

وهو يعرض أيضاً في كتابه هذا ما يؤيد أهمية اتجاه التفسير العلمي للقرآن الكريم.

يقول الكواكبي: إن مسألة إعجاز القرآن لم يستطع أن يوقّها حقها العلماء غير المجتهدين، الذي اقتصروا على ما قاله السلف من أن إعجازه في فصاحته وبلاغته، أو إخباره عن أن الروم بعد غلبهم سيغلبون ... ولو أطلق للعلماء عنان التدقيق وحرية الرأي والتأليف، كما أطلق لأهل التأويل والخرافات، لرأوا في ألوف من آيات القرآن ألوف الآيات من الإعجاز، ولرأوا فيه كل يوم آية تتجدد مع الزمان والحدثان تبرهن على إعجازه بصدق قوله تعالى:) ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ([الأنعام: 59].

ومثال ذلك: أن العلم كشف في هذه القرون الأخيرة حقائق وطبائع كثيرة ورد التصريح أو التلميح بأكثرها في القرآن، وما بقيت مستورة إلا لتكون عند ظهورها معجزة للقرآن شاهدة بأنه كلام رب العالمين، لا يعلم الغيب سواه ....

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير