تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148863

فأحببت وصل كلامنا بكلامهم.

قال أحدهم:

لا اله الا الله

يا اخى الفاضل هذه كلمة واحده مثل: كالوهم وزنوهم و خلافه

لا اعلم من اين يأتى هؤلاء الناس بمثل هذه الوقوف

أقول [المليجي]: أتى هؤلاء الناس بهذه الوقوف من كتاب "الوقف والابتداء" للهذلي، ومما نقل عنه، ولم يفطنوا إلى ما يصحُّ سنده والقراءة به وما لا يصح،

والواجب علينا أن نقفهم على تضعيف العلماء لهذا الوقف وعدم موافقتهم عليه، كالسمين الحلبي وابن عادل الحنبلي، ثم صاحبي "الثغر الباسم" و"نهاية القول المفيد".

وقال آخر:

وقد نبه صاحب نهاية القول المفيد على هذا الوقف وسماه بالوقف التعسفي، وهو أن يتعسف القاريء معنى لم يرد من الآية، وقد نص على أن بعضهم يقسم كلمة تنذرهم إلى تنذر وهم، وقد خطأه الشيخ، فلا يصح هذا الوقف لا اختياراً ولا اختباراً

أقول: جزى الله هذا الأخ خيرا فقد أوقفنا على ما في "نهاية القول المفيد" ص 170، 171 [تصحيح عبد الله محمود محمد عمر]

غير أنه اكتفى بالنقل، ولم يرد أن يناقش الشيخ محمد مكي نصر الجريسي رحمه الله،

والذي قاله الجريسي أن وقف التعسف ذكره صاحب "الثغر الباسم" نقلا عن ابن الجزري في النشر، ثم ذكر الأمثلة ومنها ما نحن فيه.

غير أن ابن الجزري لم يذكر هذا المثال في كتابه، بل ولا هو من قبيل أمثلة ابن الجزري، ولا يشبهها، وتأملوا - إن شئتم - يقول ابن الجزري:

لَيْسَ كُلُّ مَا يَتَعَسَّفُهُ بَعْضُ المُعْرِبِينَ أَوْ يَتَكَلَّفُهُ بَعْضُ القُرَّاءِ، أَوْ يَتَأَوَّلُهُ بَعْضُ أَهْلِ الأَهْوَاءِ مِمَّا يَقْتَضِي وَقْفًا وَابْتِدَاءً يَنْبَغِي أَنْ يتَعَمَّدَ الوَقْف عَلَيْهِ، بَلْ يَنْبَغِي تَحَرِّي المَعْنَى الأَتَمِّ وَالوَقْفِ الأَوْجَهِ، وَذَلِكَ نَحْوُ الوَقْفِ على (وَارْحَمْنَا أَنْتَ) والابْتِدَاءِ (مَوْلانَا فَانْصُرْنَا) على مَعْنَى النِّدَاءِ.

وَنَحْو (ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ) ثُمَّ الابْتِدَاء (بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا).

وَنَحْو (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ) ثُمَّ الابْتِدَاء (بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ) على مَعْنَى القَسَمِ.

وَنَحْو (فَمَنْ حَجَّ البَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ)، وَنَحْو (فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا) وَيُبْتَدَأُ (عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا) و (عَلَيْنَا نَصْرُ المُؤْمِنِينَ) بِمَعْنَى وَاجِبٌ أَوْ لازِمٌ.

وَنَحْو الوَقْفِ على (وَهُوَ اللَّهُ) وَالابْتِدَاءِ (فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ)، وَأَشَدُّ قُبْحًا مِنْ ذَلِكَ الوَقْفُ على (فِي السَّمَاوَاتِ) وَالِابْتِدَاءُ (وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ).

وَنَحْوُ الوَقْفِ على (مَا كان لَهُمُ الخِيَرَةُ) مَعَ وَصْلِهِ بِقَوْلِهِ (وَيَخْتَارُ) على أَنَّ " مَا " مَوْصُولَةٌ.

وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ بَعْضِهِمْ فِي (عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا) [232] أَنَّ الوَقْفَ على (تُسَمَّى) أَيْ: عَيْنًا مُسَمَّاةً مَعْرُوفَةً، وَالابْتِدَاءُ (سَلْ سَبِيلاً) هَذِهِ جُمْلَةٌ أَمْرِيَةٌ، أَيِ: اسْأَلْ طَرِيقًا مُوَصِّلَةً إِلَيْهَا، وَهَذَا مَعَ مَا فِيهِ مِنَ التَّحْرِيفِ يُبْطِلُهُ إِجْمَاعُ المَصَاحِفِ على أَنَّهُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ.

وَمِنْ ذَلِكَ الوَقْفُ على (لَا رَيْبَ) وَالِابْتِدَاءُ (فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ)، وَهَذَا يَرُدُّهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فِي سُورَةِ السَّجْدَةِ (لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ العَالَمِينَ).

وَمِنْ ذَلِكَ تَعَسُّفُ بَعْضِهِمْ؛ إِذْ وَقَفَ على (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ) وَيَبْتَدِئُ (اللَّهُ رَبُّ العَالَمِينَ) وَيُبْقِي " يَشَاءُ " بِغَيْرِ فَاعِلٍ، فَإِنَّ ذَلِكَ وَمَا أَشْبَهَهُ تَمَحُّلٌ وَتَحْرِيفٌ لِلْكَلِمِ عَنْ مَوَاضِعِهِ يُعْرَفُ أَكْثَرُهُ بِالسِّبَاقِ وَالسِّيَاقِ"

فباستثناء (سلسبيلا) يبقى الوقف الذي معنا غريبًا عن الأمثلة التي ذكرها ابن الجزري.

ثم قال آخر - مشنعًا ومقبحا -:

أخي الكريم هذا الوقف قبيح جدا كما نبه عليه الأفاضل ممن سبق وأخشى أن يكون هذا من الإلحاد في آيات الله كما كان يفعله ابن عربي بتقطيع كلمات القرآن وتحميلها معان يقول هو عنها باطنة ولو صدق لقال باطلة؛

أقول: عفا الله عن الجميع، وهذه الأجوبة كلها مفيدة، وبعضها تطرف يمنة أو يسرة، ويبقى النقل الذي نقلناه نحن هو الأولى بالجواب وهو:

[وروي الوقف على قوله: "أَمْ لَمْ تُنْذِرْ" والابتداء بقوله: "هُمْ لا يُؤْمِنُونَ" على أنَّها جملةٌ من مبتدأ وخبر. وهذا ينبغي أن يرد ولا يُلتَفَت إليه، وإنْ كان قد نقله الهُذَلِيّ في "الوقف والابتداء" له]

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير