تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فإن لم تكن هذه هي الأحرف السبعة مجتمعة بذاتها فلقد اجتهدت ونحوت نحوها نحوا والعلم عند الله، وليجدن من تدبر القرآن أن كل موعود في القرآن ـ وهو كل حادثة ستقع في الدنيا قبل انقضائها ـ قد تضمنها كل حرف من هذه الأحرف السبعة، وتضمن كل حرف منها ما شاء الله من المثاني، وتضمنت كل واحدة من المثاني ذكرا من الأولين ووعدا في الآخرين، فمتى يعقل أولوا الألباب أن القرآن قول فصل وما هو بالهزل وأن رب العالمين قد فصله على علم، وأن الأمة لا تزال أمية لم تتدارسه بعد.

ولقد نحا الأولون قريبا مما فهمت لكنهم لم يستطيعوا التفرقة بين الكتاب والقرآن ولا بين أحكام الكتاب كالناسخ والمنسوخ والحلال والحرام والعام والخاص والمجمل والمبين وبين خصائص القرآن كالأمثال والوعد في الدنيا والخبر بمعنى القصص.

ولقد تمكنت بفضل الله من إثبات كل موعود في القرآن بهذه الأحرف السبعة التي تضمن كل واحد منها ما شاء الله من المثاني:

ومن الموعودات والغيب في القرآن أن الله سيصدق رسالة النبي الأمي صلى الله عليه وسلم بآيات خارقة معجزة للتخويف والقضاء في آخر الأمة:

وتضمنها حرف الغيب في القرآن كما في قوله ? ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين ? يونس 20

ومن حرف الغيب في القرآن الأمر بالإيمان كما في قوله:

ـ ? قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون ? الأنعام 109

ـ ? يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون ? الأنعام 158

ـ ? إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم ? يونس 96 ـ 97

ـ ? ولئن جئتهم بآية ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون ? خاتمة الروم

وتضمنها حرف الوعد في الدنيا كما في قوله: ? وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين ? الأنعام 4 يس 46

وكذلك وعد الله هذه الأمة أن ترى الآيات الخارقة كما في المثاني:

ـ ? اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر ? القمر 1

ـ ? وإن يروا كلّ آية لا يؤمنوا بها ? الأنعام 25 الأعراف 146

ـ ? هو الذي يريكم آياته وينزّل لكم من السماء رزقا وما يتذكّر إلا من ينيب ? غافر 13

ـ ? ويريكم آياته فأيّ آيات الله تنكرون ? غافر 81

ـ ? وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون ? خاتمة النمل

ـ ? سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبيّن لهم أنه الحق ? فصلت 53

ـ ? خلق الإنسان من عجل سأوريكم آياتي فلا تستعجلون ? الأنبياء 37

ـ ? وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا ? الجاثية 9

ـ ? فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون ? البقرة 73

وتعني هذه الآيات المتلوّة أن الأمة بعد نزول القرآن سترى الآيات الخارقة المعجزة كل يراها بعينيه يقظة وجهرة، وكذلك حيث وقعت في القرآن تعدية الرؤية إلى الآيات فإنما المرئي هو الآيات الخارقة لسنن الكون ونظام الحياة فيه.

وإنما هي الرؤية بالعين المجردة كما في المثاني:

ـ ? وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى ? البقرة 260

ـ ? لنريك من آياتنا الكبرى ? طه 23

ـ ? وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها ? الزخرف 48

ـ ? ولقد أريناه آياتنا كلها فكذب وأبى ? طه 56

ـ ? لنريه من آياتنا ? الإسراء 1

ـ ? لقد رأى من آيات ربه الكبرى ? النجم 18

وقد رأى فرعون وقومه تسع آيات بينات بأعينهم ورآها موسى بعينيه ورأى أكبر منها ورأى محمد صلى الله عليه وسلم في الإسراء والعروج به إلى الملإ الأعلى وإلى سدرة المنتهى من آيات ربه الكبرى، فحرفا الإسراء والنجم حجة على أن الإسراء والعروج به إلى ما فوق السماء السابعة كان بجسمه كله وليس بروحه فقط لأنه رأى من آيات ربه الكبرى عند سدرة المنتهى بالعين المجردة كما تحقق.

ومن حرف الوعد في الدنيا: الأسماء الحسنى كما في قوله ? وقالوا لولا نزّل عليه آية من ربه قل إن الله قادر على أن ينزّل آية ولكنّ أكثرهم لا يعلمون ? الأنعام 37

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير