تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[17 Nov 2008, 12:29 ص]ـ

الأخ محمود بن كابر الجكني الشنقيطي سلمك الله

اطلعت على تعليقك وتقبل تهنئتي بتعيينكم معيدا في كلية المعلمين وأهنئك قبل ذلك على حسن سمعتك بين الأهل وطلبة العلم وأهله.

وسأحرص على إتمام البحث ليتسنى لكم نقده لتهدوا إليّ مواطن التقصير فأرجع عنها فورا إن شاء الله

ـ[نزار حمادي]ــــــــ[17 Nov 2008, 01:44 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

يبقى التفسير الصحيح هو أنها سبع لغات، ذلك أن العرب الذين نزل القرآن بلغتهم كانت لغاتهم مختلفة وألسنتهم شتى، ويعسر على أحدهم الانتقال من لغة إلى غيرها أو من حرف إلى آخر، بل قد يكون بعضهم غير قادر على ذلك ولا يقدر إلا بالتعلم والعلاج سيما من لم يقرأ من قبل، فلو كلفوا العدول عن لغتهم والانتقال عن ألسنتهم والنطق بلسان واحد لكان من التكليف بما يشق وتأباه الطباع وربما لا يستطاع ولو مع الرياضة الطويلة؛ إذ لا قدرة لهم على ترك ما اعتادوه وألِفوه من الكلام إلا بتعب شديد وجهد جهيد وثمة أمثلة ذكرها ابن قتيية أكثر تعقيدا من المذكورة توضح ذلك.

قال الشيخ أبو الحسن النوري: وفيه حكمة أخرى وهو أنه صلى الله عليه وسلم تحدى بالقرآن جميع الخلق، فلو أتى بلغة دون أخرى لقال الذين لم يأت بلغتهم: لو أتى بلغتنا لأتينا بمثله.

ولقد المحقق ابن الجزري في رد هذا التفسير بقوله (1/ 24) "وهذه الأقوال مدخولة فإن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم اختلفا في قراءة سورة الفرقان كما ثبت في الصحيح وكلاهما قرشيان من لغة واحدة وقبيلة واحدة "

وهذا الاعتراض من شمس الملة والدين لا يعكر على صحة ذلك القول لأنه لا يلزم من كونهما من قبيلة واحدة أن تكون لغتهما واحدة، فقد يكون قرشيا مثلا ويتربى في غير قومه فيتعلم لغتهم ويتكلم بها، وهو كثير فيهم، ويشهد له ما في الطبقات الكبرى لابن سعد عنه صلى الله عليه وسلم: "أنا أعربكم، أنا من قريش، ولساني لسان بني سعد بن بكر".

وإنكار الفاروق رضي الله تعالى عنه على هشام ابن الحكم كان لأنه لم يسمع ذلك الوجه من النبي صلى الله عليه وسلم، وكما هو معلوم فإن جميع أوجه القرآن موقوفة على النقل والسماع منه صلى الله عليه وسلم، بل هو شرط صحة ووجوب فيها، فلذلك ذهب به إليه صلوات الله وسلامه عليه حتى قال: هكذا أنزلت. الحديث. ولا غرابة في أخذ الصحابي القرشي أوجها عن النبي صلى الله عليه وسلم على غير لغته، ولا في أخذ الهذلي مثلا أوجها على غير لغته؛ لأن العبرة بما يثبت في النقل والرواية شرعا ولو تركب الوجه من لغتين.

والحاصل أن الاعتراضات على هذا القول الصحيح مدفوعة بالتأمل، وهو أوجه الأربعين قولا المستنبطة في تفسير الأحرف السبعة، والله الموفق.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير