تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إن في القرآن معاني وموعودات وغيبا آمن به جملة من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله أي أرسله بالقرآن إلى الناس كافة بشيرا ونذيرا.

ولن يحصي تلك المعاني تفصيلا إلا من هداه الله بالقرآن إليها، وحسب الناس قديما وحديثا عبر التاريخ الإسلامي أن النبي ? قد بيّن تلك المعاني كلها ويستشهدون بقوله تعالى ? وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نزّل إليهم ولعلهم يتفكرون ? النحل 44

ولقد بيّن النبي الأمي رسول الله ? للناس ما نزّل إليهم وهو القرآن فكان كلما نزل عليه من القرآن قرأه عليهم وأمر بكتابته وأن يجعل في السورة كذا بعد الآية كذا ونهي أن يكتب عنه شيء غير القرآن لئلا يختلط بالقرآن، وتلا عليهم القرآن وسمعوه منه وأقرأهم إياه فذلك ما كلّف به النبي الأمي ?، وكلفت الأمة كلها بعد ذلك بالتفكر في القرآن كما هي دلالة قوله ? ولعلهم يتفكرون ? النحل 44، وكلفوا بتدبر القرآن العظيم.

ومن زعم أن خاتم التبيين ? قد بيّن القرآن أي فسّره كله فليأتنا على سبيل المثال لا الحصر بما بيّن به النبي ? الفواتح وهي مما نزّل إلى الناس من القرآن ومما كلفوا أن يتدبروه.

إن القرآن العظيم ليعظم أمام كل باحث قرأ القرآن وتدبره وتدارسه، أي لا يستطيع أحد من الأمة كلها أن يفرغ من استيعاب معانيه ودلالاته وما يهدي إليه من الرشد والتي هي أقوم.

وهيهات أن تستكمل الأمة كلها معانيه ودلالاته وهو القول الثقيل المنزل على قلب النبي الأمي صلى الله عليه وسلم، ولهو إذن قول أثقل على الأمة جميعها إذ لم ينزل على قلب أحد منها بل هو كما في قوله ? بل هو آيات بيّنات في صدور الذين أوتوا العلم ? العنكبوت 49 أي أنه تجاوز آذانهم وأسماعهم ودخل في صدور الذين أوتوا العلم وهم الصحابة الأبرار الأخيار ولكن لم يبلغوا درجة علم النبي الأمي صلى الله عليه وسلم، ولا يختلف منصف أن الصحابة الأبرار الأخيار كأبي بكر وعمر وسائر السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار هم الذين أوتوا العلم كما هي دلالة قوله ? ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا ? القتال 16 يعني أن المنافقين الذين كانوا يستمعون إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن لم يفقهوا منه هدى ولا رشدا بل سألوا الذين أوتوا العلم بالتجهيل وهم الصحابة الكرام عن معاني ودلالات القرآن.

إنني شديد العجب من الذين يشتغلون بحفظ المتون وتدارسها وهم لم ولن يفرغوا من تدارس القرآن ولم يفقهوا بعد أن الله دعا إلى المسارعة إلى الخيرات مسابقة معلنة في القرآن أن الله سيؤتى من يسبق في هذه المسابقة مغفرة منه وفضلا وهو واسع عليم.

الرواية الرابعة للحديث

إن حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: أن جبريل عليه السلام لقي رسول الله صلى الله عليه و سلم عند حجارة المراء، فقال: يا جبريل، إني أرسلت إلى أمة أمية، إلى الشيخ والعجوز و الغلام و الجارية و الشيخ الذي لم يقرأ كتاباً قط، فقال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف وهو الحديث رقم 22937 في مسند أحمد حديث حذيفة بن اليمان عن النبي ?

وكذا حديث أبيّ بن كعب رضي الله عنه قال: قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل فقال يا جبريل إني بعثت إلى أمة أميين منهم العجوز والشيخ الكبير والغلام والجارية والرجل الذي لم يقرأ كتابا قط قال يا محمد إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، وهو الحديث رقم 2944 في سنن الترمذي كتاب القراءات عن رسول الله باب ما جاء أنزل القرآن على سبعة أحرف.

وقال الترمذي: حسن صحيح

ليعني أن الأمة الأمية وهي التي لم تتدارس كتابا منزلا من قبل لبعيدة عن أن تحصي ما في القول الثقيل من المعاني والدلالات وهكذا أشفق النبي الأمي الرحيم بالمؤمنين على أن لا يستطيع الشيخ والعجوز والغلام والجارية والرجل الأمي الذي لم يقرأ كتابا قط دراية الغيب والوعد في القرآن، فأخبره الملك جبريل أن القرآن أنزل على سبعة أحرف أي على سبعة معان أو أوجه فمن يفقه أحد المعاني قد يفقه معنى آخر وهكذا إلى سبعة أوجه، وليقرأن بواحد منها من قرأ ما تيسر له من القرآن.

ولعل الباحثين يلحظون معي اتفاق روايات الحديث على لفظ القرآن وأنه المنزل على سبعة أحرف إذ لم ترد رواية واحدة بلفظنا (إن هذا الكتاب أنزل على سبعة أحرف).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير