القرآن والتي قرئ بمثلها القرآن في أحرف معلومة أي قاس أبو عمرو البصري على ذلك ما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله والله يغفر له.
وهكذا ليس الأداء بكل حرف من أحرف الخلاف في قراءة أبي عمرو متصل الإسناد من لدنه إلى رسول الله ? لأنه قرأ على سبعة من أهل مكة هم:
1. مجاهد بن جبر
2. عطاء بن أبي رباح
3. سعيد بن جبير
4. عكرمة بن خالد
5. عبد الله بن كثير الداري
6. محمد بن محيصن
7. حميد بن قيس الأعرج
وقرأ على ثلاثة بالمدينة هم:
1. أبو جعفر القارئ
2. يزيد بن رومان
3. شيبة بن نصاح
وقرأ على أربعة بالبصرة هم:
1. الحسن البصري
2. يحيى بن يعمر
3. نصر بن عاصم الليثي
4. عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي
ولم أرد الاستقصاء بل التمثيل ومناقشة أي من شيوخ أبي عمرو البصري الأربعة عشر أقرأه قراءته المعروفة هذه بأحرفها المعلومة ومنها الإدغام الكبير كله ومذهبه في ? أرنا ? وفي ? سبلنا ? وبابه متصلة الإسناد إلى النبي ?، لا شك أن الإنصاف يدعو إلى قبول تأليفه قراءته من بين سيل من الروايات التي تلقاها عن شيوخه المتعددين وأضاف إليها هو ما اختاره من لسان العرب أي لهجاتها فقاس عليه أحرفا من نظائرها كما تقدم النص به عن الداني في جامع البيان، وكما نص عليه الداني كذلك عن الكسائي القارئ.
قال في جامع البيان (1/ 156) ما نصه "حدثنا محمد بن أحمد قال حدثنا ابن مجاهد قال وكان علي بن حمزة (أي الكسائي) قرأ على حمزة ونظر في وجوه القراءات وكانت العربية علمه وصناعته فاختار من قراءة حمزة وقراءة غيره قراءة متوسطة غير خارجة عن أثر من تقدم من الأئمة" اهـ بلفظه.
وقال في جامع البيان (1/ 156) بسنده عن أبي عبيد القاسم بن سلام ما نصه:"قال فأما الكسائي فإنه كان يتخير من القراءات فأخذ من قراءة حمزة ببعض وترك بعضا" اهـ بلفظه
ولابن قتيبة المتوفى سنة 276 هـ في كتابه تأويل مشكل القرآن ص (58) فما بعدها نكير شديد على قراءة حمزة واعتبر قراءته أكثر تخليطا وأشد اضطرابا قال:" لأنه يستعمل في الحرف ما يدّعه في نظيره ثم يؤصل أصلا ويخالف إلى غيره لغير ما علة ويختار في كثير من الحروف ما لا مخرج له إلا على طلب الحيلة الضعيفة هذا إلى نبذه في قراءته مذاهب العرب وأهل الحجاز بإفراطه في المدّ والهمز والإشباع وإفحاشه في الإضجاع والإدغام وحمله المتعلمين على المركب الصعب وتعسيره على الأمة ما يسره الله وتضييقه ما فسّحه " اهـ بلفظه
وأعلن القارئ نافع أنه ألف قراءته من بين مروياته أي نظر إلى ما اجتمع عليه اثنان من شيوخه فأخذ به وما تفرد به أحدهم فتركه ولا يخفى أن شيوخه خمسة أو ستة أو سبعون، ولقد خالف شيخيه مسلم بن جندب وعبد الرحمان بن هرمز الأعرج في قراءة ?عليهم ? بضم الهاء وصلة ميم الجمع بواو كما في النشر (1/ 49)
الطبقة الثالثة: مدرسة ابن مجاهد: المصنفون من طرق الرواة
إن إيماني بضرورة تحرير البحث العلمي المجرد وحاجة الأمة إليه هو ما دفعني إلى إعلان المآخذ على كتب طرق المصنفين ابتداء بابن مجاهد وانتهاء بابن الجزري، مدرسة واحدة تمسكت بمنهج فرض القراءات السبع والعشر وغيرها بدل الأداء الذي قرأ به الصحابة الذين رافقوا المصاحف العثمانية.
منهج أدرج في القراءات والروايات من اللهجات والقياس ما لا يحتاج إليه القرآن ولا تحتاجه الأمة ولا البشرية أجمع بما حوت من باحثين مسلمين وغير مسلمين، وعليهم جميعا يقع الخطاب بتدبر القرآن والاهتداء به إلى الرشد وإلى التي هي أقوم.
منهج فرض على أصحابه القبول بجمع القراءات الذي فتح على الأمة بابا عريضا من الافتراض وضرب الحساب فلسفة أو قياسا على القياس مثل قولهم بتحرير الأوجه كحالات ? ءالآن ? المستفهم بها الخمس للأزرق وأن له في الحالة الأولى سبعة أوجه وفي الثانية تسعة أوجه وفي الثالثة والخامسة ثلاثة عشر وجها وفي الرابعة سبعة وعشرون وجها وهذا القياس يتوفر في مئات الكلمات من القرآن في كل رواية والعجيب أن هذه الأوجه وتحصيلها من الضرب يكثر في باب المد والإمالة وكل ما فيه الوجهان لأحد الرواة في كلمات القرآن حتى بلغ به بعضهم أربعة آلاف وجه.
¥