ـ[نزار حمادي]ــــــــ[27 Feb 2009, 10:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم اجعلني من عبادك المتقين .. آمين
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من أن يكون لك حمر النعم.
وعليه، فإني لا أتوعّدك بالردّ، بل أعدك وعدا صادقا إن شاء الله تعالى ببيان الحق، فلا يعنيني إخراجك عن دائرة الحق بقدر ما يهمني إرجاعك إلى الجادة والصراط المستقيم وما يجب اعتقاده في كلام رب العالمين.
وأسأل الله تعالى أن يوفقني للتفرغ لكتابة البيان قريبا جدا، ودعني أقول لك في اختصار شديد ما لعله يرفع عنك بعض الشبهات إن كنت من أولي الألباب:
إن مثار الشبهات عندك ـ وهي كثيرة ـ هو عدم تفريقك بين الاختيار المبني على اتباع رواية من الروايات التي قرأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم واتصل سندها به صلى الله عليه وسلم بجميع صفاتها من إمالة وإدغام وتسهيل الخ، وبين الاختيار المبني على الاختراع المستند للقياس على ما جاء في لغة العرب أو على بعض ما قرأ به النبي صلى الله عليه وسلم، والأول حق لا ومحذور فيه، والثاني باطل بطلانا بينا لكل من هداه الله تعالى إلى الحق.
وعليه فقد فهمت كلام بعض العلماء كالإمام الداني فهما خاطئا حيث حملت الاختيار ــ الذي هو اتباع قراءة مستندة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بجميع صفاتها بدلا عن قراءة أخرى مسندة له أيضا صلى الله عليه وسلم بجميع صفاتها أيضا ـــ على الاختراع الذي هو الابتداع استنادا للقياس وغيره.
والله يوفقني لبيان الحق بيانا تفصيليا .. آمين
ـ[د. أنمار]ــــــــ[27 Feb 2009, 11:40 ص]ـ
وإليك مثالا آخر: أرأيت إدغام الهاء في الهاء في كلمتين لأبي عمرو وجملته خمسة وتسعون موضعا هل تستطيع أخي ان ترفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم او إلى احد الصحابة الكرام أم أن المرفوع منه إنما هو حرفان أو ثلاثة وسائره قياس عليه
وأنا أطالبك بإثبات رفع الحرفين أو الثلاثة إثباتا علميا على منهجيتك المحكمة التي ادعيت اتباعها
وإن لم تستطع فأنت مفتر في بعض الكلام وحينئذ لا يوثق في بقيته
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[27 Feb 2009, 09:43 م]ـ
سلام عليكم
أخي الكريم الحسن بن ماديك.زلا أشك أني معجب بأخلاقك وعدم دخولك في تناول الأعراض والأشخاص. هذا شئ يحمد لفضيلتكم ـ بارك الله فيكم ـ وبصرف النظر إن كنا نختلف أم لا.
لقد كنتُ أفكر فيما تفكر فيه تماما وقت قراءاتي لقضية القياس.
وقرأت ما قاله الداني من أن النص ورد في إدغام ((قال رب)) وقاس العلماء ((قال رجلان، وقال رجل) وظننت أن أكثر هذا الفن قياسي.
إلا أنني سألت مشايخنا ـ رحمهم الله ـ فوضعوا لي قاعدة وهي ((هناك فرق بين ورود النص في مسألة بعينها، وبين ما عليه أهل الأداء من لدن الصحابة وتابعيهم)
وليس ثبوت النص في مسألة بعينها دلالة علي عدم ثبوت النص في غيرها، قد يستغنوا بواحدة عن الباقي.
وأضرب لفضيلتكم مثالا: مد المتصل
قال العلامة ابن الجزري في النشر ( .. فوجب أن لا يعتقد أن قصر المتصل جائز عند أهل القراء وقد تتبعته فلم أجده في قراءة صحيحة ولا شاذة بل رأيت النص بمده. وورد عن ابن مسعود رضي الله عنه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ..... كان ابن مسعود يقرئ رجلاً فقرأ الرجل (إنما الصدقات للفقراء والمساكين) مرسلة فقال ابن مسعود ما هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال كيف أقرأكها يا أبا عبد الرحمن؟ فقال أقرأنيها: إنما الصدقات للفقراء والمساكين. فمدوها. هذا حديث جليل حجة ونص في هذا الباب رجال إسناده ثقات رواه الطبراني في معجمه الكبير .. )) ا. هـ
فالنص ورد في لفظ " الفقرآء" هل هذا مسوغ لكي نجزم بعدم صحة النقل في (السماء ـ ماء ـ بصائر) ونحوها؟؟
بالطبع لا. وكذا في نظائرها.
وهذا النص عن ابن الجزري يوضح الأمر:
قال العلامة ابن الجزري: (أما) إذا كان القياس على إجماع انعقد أو عن أصل يعتمد فيصير إليه عند عدم النص وغموض وجه الأداء فإنه مما يسوغ قبوله ولا ينبغي رده لا سيما فيما تدعو إليه الضرورة وتمس الحاجة مما يقوي وجه الترجيح ويعين على قوة التصحيح بل قد لا يسمى ما كان كذلك قياساً على الوجه الاصطلاحي إذ هو في الحقيقة نسبة جزئي إلى كلي كمثل ما اختير في تخفيف بعض الهمزات لأهل الأداء وفي إثبات البسملة وعدمها لبعض القراء ونقل (كتابيه إنى) وإدغام (ماليه هلك) قياساً عليه وكذلك قياس (قال رجلان. وقال رجل) على (قال رب) في الإدغام كما ذكره الداني وغيره ونحو ذلك مما لا يخالف نصاً ولا يرد إجماعاً ولا أصلاً مع أنه قليل جداً كما ستراه مبيناً بعد إن شاء الله .. ) 1/ 28
وقوله (بل قد لا يسمى ما كان كذلك قياساً على الوجه الاصطلاحي إذ هو في الحقيقة نسبة جزئي إلى كلي .... ) فهو لا يقصد القياس المعروف لدي الناس ـ الاصطلاحي ـ ولكنه يقابل الأمر من جهة النص بالنص.
وقوله (ذلك مما لا يخالف نصاً ولا يرد إجماعاً ولا أصلاً) فهذا الكلام يشعر بأن هذا موجود أداء وهو واضح أيضا من قوله (ولا يرد إجماعاً ولا أصلاً)
وبهذا يتبين لفضيلتكم أن نقل الأمة كابر عن كابر وجماعة عن جماعة مع العناية الفائقة والتحري الشديد لدي علماء الأمة في المحافظة علي كتاب دليل كاف في ردّ هذا القول القائل بأن المسألة قياس علي قياس.
والله أعلم
والسلام عليكم
¥