ـ[نزار حمادي]ــــــــ[28 Feb 2009, 03:05 م]ـ
ولقد شرع المتقدمون من أئمة القراءات في القرن الثاني والثالث بعد نزول القرآن في إدخال وإدراج من لهجات العرب كالإدغام والإمالة وتسهيل الهمز والروم والإشمام في أداء القرآن، وتتبعوا كل قاعدة نحوية أو لهجة عربية وردت في بعض كلمات القرآن فقاسوا عليها نظائرها في سائر القرآن.
وهكذا أقول بالمغايرة بين لفظي القرآن والقراءات لأن القراءات قد تضمنت الضعيف والشاذ والوهم والوضع الذي منه القياس.
هذا الكلام ــ والله ــ خطير جدا.
فإن مقتضاه أن ألفاظ القرآن نزلت عارية عن تلك الصفات كالإدغام والإمالة والروم الخ.
وهذا الكلام له لوازم شنيعة.
وهو مردود بنصوص الأئمة رضوان الله تعالى عليهم:
قال الإمام أبو القاسم الهذلي في كتابه الكامل: إن الإمالة والتفخيم لغتان ليست إحداهما أقدم من الأخرى، بل أنزل القرآن بهما جميعا، وقد أجمعت الأمة من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا على الأخذ والقراءة والإقراء بالإمالة والتفخيم، وما أحد من القراء إلا رويت عنه الإمالة قلت أو كثرت. اهـ
وقال الحافظ أبو عمر الداني: الفتح والإمالة فيما اختلف االقراء فيه لغتان مشهورتان مستعملتان فاشيتان على ألسنة الفصحاء من العرب الذين نزل القرآن بلغتهم، فالفتح لغة أهل الحجاز، والإمالة لغة عامة أهل نجد من تميم وأسد وقيس، فالإمالة المحضة والمتوسطة والتفخيم كل ذلك لسانه صلى الله عليه وسلم، وأنزل الله عليه كلامه القديم بذلك، ففي الحديث عن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه» فالإمالة لا شك من الأحرف السبعة ومن لحون العرب وأصواتها، فإن لحونها وأصواتها مذاهبها وطباعها، فقد ثبت بها الخبر، وصحت بها القراءة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وانعقد الإجماع على ذلك. اهـ.
قال الأستاذ أبو بكر الأذفوي: من أدغم ما يظهر وأظهر ما يدغم فهو لحن في قراءته وخطأ في تلاوته، ومن فعل ذلك فقد قرأ القرآن بغير ما أنزله الله به على نبيه صلى الله عليه وسلم. اهـ
وقوله: "فقد قرأ القرآن بغير ما أنزله الله على نبيه صلى الله عليه وسلم" أي لكونه أخرجه عن لغة العرب لأن قراءة القرآن لا تصح شرعا إلا بإعطاء كل حرف حقه من إدغام وإظهار ونحوهما من أحكام القراءة مما هو وراد في لغة العرب ونقله الخلف عن السلف الصالح نقلا متواترا أو صحيحا مستفاضا متلقيا بالقبول إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل عليه السلام إلى الله تبارك وتعالى، فالإدغام والإظهار لغتان مشهورتان مستعملتان متواترتان نزل بهما القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم، وما من قارئ إلا وقرأ بهما معا في مواضع كثيرة من القرآن وانعقد الإجماع على الأخذ بهما.
وبالجملة إن جميع ما روته الأئمة الثقات العدول العشرة من الإدغام والإظهار والنقل وعدمه والإمالة والفتح والسكون والتحريك والزيادة والحذف والإبدال وغير ذلك كله مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم وأنزله الله عليه وتلقته الصحابة الأخيار عنه ولم يخالف في ذلك أحد من المسلمين وثابت بالتواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم ـ على الصواب ـ لأن اللفظ لا يقوم إلا بها ولا يصح إلا بوجودها، وإذا كان كذلك فيلزم من تواتر اللفظ تواتر آدائه.
ومعنى تواترها أنها متواترة من النبي صلى الله عليه وسلم إلينا، أي نقلها عنه جمع يمتنع ـ عادة ـ تواطئهم على الكذب لمثلهم وهلم جرا، وقولنا من النبي إلينا إشارة إلى تواتر تام لكونه في جميع طبقات السند لا في بعضها، والطبقة الأولى مسندة إلى محسوس وهو السماع من النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يفيد القطع.
قال ابن الجزري: ونحن ما ندعي التواتر في كل فرد فرد ممما انفرد به بعض الرواة أو اختص ببعض الطرق، ولا يدعي ذلك إلا جاهل لا يعرف ما التواتر، وإنما المقروء به من القراء العشرة على قسمين إما متواتر أو صحيح مستفاض. اهـ
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[28 Feb 2009, 03:16 م]ـ
وهكذا أقول بالمغايرة بين لفظي القرآن والقراءات لأن القراءات قد تضمنت الضعيف والشاذ والوهم والوضع الذي منه القياس.
ولإثبات ذلك فلنستمع إلى اعترافات أئمة القراءات أنفسهم بهذه الحقيقة كاملة:
وقال أبو الحسن علي بن عبد الكافي السبكي " ... وهكذا التفصيل في شواذ السبعة فإن عنهم شيئا كثيرا شاذا " اهـ من النشر (1/ 44).
لا حول ولا قوة إلا بالله
عن أي سبعة تتكلم وعلى أي سبعة تستشهد بهذا النقل؟؟
ـ[د. أنمار]ــــــــ[01 Mar 2009, 03:57 م]ـ
وأنا أطالبك بإثبات رفع الحرفين أو الثلاثة إثباتا علميا على منهجيتك المحكمة التي ادعيت اتباعها
وإن لم تستطع فأنت مفتر في بعض الكلام وحينئذ لا يوثق في بقيته
الأنمار وراك وراك فلا تنس وتهرب ولا تصرخ وتشتكي كعادتك