فيبدو أنه ليس لديك شيء من الكتب المذكورة بل أنك مفتقر إلى الفهم والمصادر.
فما ذكرته في المراجع بالجزء والصفحة إنما هي نصوص على إمالة ((البارئ)) على وجه الخصوص يا من انقطعت في الصحاري بعيدا عن القراء وبعيدا عن المراجع.
ويا أخي ليس من العيب أن تطلب من الفقير الذي هو أحقر شأنا من أن تلمزه وتهمزه وتدعي أنه كذا وكذا أن يأتيك بالنصوص الصريحة التي نسبت الإمالة للدوري من رواية هؤلاء المذكورين. فهي في ظاهر نصوص المصادر تصريحا بإمالة ((البارئ)) لا تلميحا، ونصا لا قياسا، ورواية وأداء لا اجتهادا واستنباطا.
وما قد يغيب عن عالم تجده عند آخر وما يخفى في طريق يظهر من آخر.
لذا قال المحقق ابن الجزري والوجهان صحيحان. لأنه جمع وتتبع ورأى بأم عينيه ما قد غاب في بعض الطرق السابقه وظهر في غيرها بجلاء.
أما أبو عثمان فقد نسبت إليه في بعض المصادر المذكورة لا كلها عند نسبة إمالة حرف البارئ إلى الكسائي وكان المؤلف قد أثبت قراءته للكسائي من طريق أبي الحارث وإلا لم أحيلك عليها وإلا صار كذبا وغشا لا يناسب المقام العلمي في الردود المطلوبة، ولا حاجة بنا إلى ذلك.
وإليك واحدا من النصوص التي أحلتك عليها ولم تكحل بها عينك البتة ولم تتكلف عناء البحث والتقصي قبل الرد فقط من أجل الرد لا بحثا عن الحق وإلا لم تتفوه بما تلمز وتهمز به، وعند الله تجتمع الخصوم، وسيرى الطاعن في كتابه ما أعده الله له.
قال الإمام الثقة العلامة بحر العلوم ال .... ((إلى آخر الثناء الذي ملأ الكتب --- لأن هذه طريقة البعض العلمية للاحتجاج))
قال الإمام أبو الحسن علي بن فارس الخياط المتوفى سنة 452 ما نصه:
روى الولي عن أبي عثمان وابن فرح [كلاهما] عن الدوري عن الكسائي البارئ بالإمالة.
اهـ بنصه ص 530 من كتابه التبصرة طبعة الرشد بتحقيق د شققي لرسالة الماجستير.
أقول ونقله عنه ابن سوار العلامة الجهبذ الجامع .... وأقره ص 482 ج 2 بتحقيق الدكتور عمار الددو للمستنير في القراءات العشر
وسواهما من المصادر لكن فيما ذكر كفاية للعاقل المنصف الباحث عن الحق
نعم الصحيح كما سبق وأشار إليه ابن الجزري أن أكثر كتب القراءات روت عنه الفتح خاصة لكن بعضها روى عنه الإمالة كما روتها عن غيره.
وإني والله ثم والله لا أرجو لك إلا الهداية، ولا أحمل في قلبي ضغينة لك ولا لغيرك من طلبة العلم هنا أو هناك. وأرجو من الله أن تتوجه جهودكم هذه في خدمة القراءات على أصول صحيحة وفهم سليم، وألا تكون وبالا على الأمة وهدما بمعول طائش لما شيده الأقدمون.
وأعيد أن الغضب إنما هو لكتاب الله وإن لم نفعل فلسنا مسلمين، وليس لكلمة قيلت في حقي، أو حق غيري. فقل ما شئت أو شئنا فسامحك الله ولن أنزل بمستوى ردودي لتكون سوقا للمهاترات.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[01 Mar 2009, 11:49 ص]ـ
ملحق:
ونص أبي طاهر ابن سوار العلامة الجهبذ المتوفى سنة 496 في المستنير في القراءات العشر:
روى ابن فرح والولي عن صاحبيه والمنقي فيما ذكره عنه أبو الحسن الخياط عن الدوري عن الكسائي ((البارئ)) بالإمالة.
ص 482 ج 2
بتحقيق الشيخ عمار الددو حفظه الله تعالى
وللمعلومية فابن فرح هو أبو جعفر أحمد بن فرح المفسر المتوفى عام 303 هـ
أي متقدم على ابن مجاهد (ت 324) في الطبقة وقرأ مباشرة على الدوري لا بواسطة كحال ابن مجاهد الذي كان عمره سنة واحدة عند وفاة الدوري نعم قرأ على الثقات من تلامذته كأبي الزعراء ابن عبدوس وغيره
ولذا احتج بإمالة الدوري لحرف ((البارئ)) ابن الجزري في النشر ج1 ص 384 من إثبات ابن فرح تلميذه عنه وحرص على إظهار ذلك وذكر الكتب التي صرحت بروايته لإمالة لفظ ((البارئ)) عن شيخه الدوري
وعزا ذلك إلى صاحب التجريد والإرشادين والمستنير وغيرهم.
بل قد ذكر ابن الجزري أنه ((ثقة كبير)) قرأ على الدوري بجميع ما عنده من القراءات
غاية ج 1 ص 95
ـ[د. أنمار]ــــــــ[01 Mar 2009, 04:02 م]ـ
الأنمار في وجهك بالمرصاد، ولا يصلح لك إلا ذلك والنقل المحكم الذي لا مفر منه.
ـ[محمد الأمين بن محمد المختار]ــــــــ[02 Mar 2009, 11:00 م]ـ
لله دركَ يا دكتورُ أنمار = أجدتَ، جادتك بالخيرات مدرارُ
أسديتَ نصحكَ للقرآن محتسباً = حتى جلَتْ ظُلمَ التدليسِ أنوار
فالكُتْبُ عندك، والفهمُ السليمُ لِما = في الكُتْب عندك أيضاً، وهْو معيارُ
ردٌّ به قد غدا الحقُّ المبينُ على = أعلامه واضحاً، والغيرُ منهارُ
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[03 Mar 2009, 11:43 ص]ـ
وترقبوا ردودي في الحلقة الثالثة
إن شاء الله تعالى
ـ[د. أنمار]ــــــــ[07 Mar 2009, 02:25 م]ـ
إلى الأخ الفاضل محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي:
أنت الأمين وللتزييف بتار=زاكي الجدود وهم للذكر أحبار
وإن نطقت محوت شبهة ضعفت=أمام سيل من الآثار تنهار
أحسنت ظنك بالعبد الفقير وما=يخفى لدى الكل أن الأصل مختار
هم الحماة لأهل الله خاصته=من غيرهم عالما شنقيط تختار
مع الاعتذار، فلست من أهل اتقان الصنعة الشعرية