تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مخرج حرف الضاد الذي ذكرتُه فيما سبق هو مخرج اللفظ العربي الفصيح، وتكمن الصعوبة في عدم معرفة المخرج وتطبيقه فأما من علم مخرج الحرف وطبّقه سهل عليه إخراجه، حتى من حافتي اللسان معا، وبعيد عن الصحة القول بأن حرف الضاد قريب من حرف الظاء فهذا مخرجه من إحدى حافتي اللسان أو كلتيهما أما مخرج الظاء فيكون من طرف اللسان أي مقدمته مع أصول الثنايا العليا ويكون مخرجه أدخل إلى اللسان من حرفي التاء والذال إذ يخرج جزء يسير من مقدمة اللسان خارج الفم. وأنصحك أخي الكريم بقراءة كتاب مخارج الحروف وصفاتها لابن أبي الأصمغ السماتي فهو كتاب قديم وتحقيقه جيد ومعلوماته قيّمة.

وأمر التلقي من المتقن الحذق العالم بمخارج الحروف وصفا وتطبيقا يؤدي إلى معرفة مخرجها. وكمال المعرفة يكون بالتعلم على أكثر من شيخ، ويمكن سؤال أساتذتي الذين أفخر بهم الأستاذ الدكتور حسام النعيمي، والأستاذ الدكتور محمد فاضل السامرائي،والأستاذ الدكتور أحمد شكري فهما من أهل الاختصاص في ذلك

ومن يتقن مخارج الحروف يستطيع أن يميز بين العربي وغير العربي مهما حاول غير العربي أن يقلّد العرب في نطقهم.

ولم يكن العرب في السابق يبعثون أبناءهم إلى البادي للهو، بل ليشتد عودهم وتنجلي قرائحهم وتفصح ألفاظهم، ومن الغريب أنني أسمع الكثير من الناس يخطئون حتى في الغنّة فعندما نقرأ من يعمل تجويدا لابد من إخراج حرف الياء من جذر اللسان وفي نفس الوقت إخراج الغنّة من الأنف.

فإذا كان انتفاخ الخد يظهر من يلفظ بالضاد بفصاحة، كذلك وضع اليد على الفم أثناء تطبيق الغنة، والضغط القليل بالأصابع على الأنف يظهر من يطبق الحُكم بصورة صحيحة من الذي لا يفعل.

وهذه الأمور لا أستطيع أن أنقل تطبيقها إلكترونيا، فلا بد من الأخذ مشافهة، وأغلب الطلاب الذين كنت أدرسهم مواد التلاوة والتجويد لتسع سنوات كانوا يضجعون الحرف الذي يسبق حرف النون في آخر الآية لسماعهم قراءة بعض قراء الحَرَم المكي من أشطة الكاسيت دون إدراكهم أن هذا الصوت يكون صوت الصدى الذي يرجع الى الميكرفون فيدخل في التسجيل.

ولا أريد أن يستصعب القارئ من كلامي هذا فلو أتقن القارئ حرفا في كل يوم ففي شهر يكون أتقن جميع الحروف.

وقد قرأت مخطوطة في مكتبة الشيخ عبد القادر الجيلاني حوت وسيلة من أفضل الوسائل لتهذيب النطق ألَخصها فيما يأتي:

يبدأ الطالب باللفظ بأول حروف الهجاء مجرّدا بجميع الحركات، ثم يضيف إليه الحرف الذي يليه وهكذا إلى أن يتم جيع الأحرف فتنتهي المخطوطة

فنول: ءَ، ءُ، ءِ ثم: ءَبَ، ءَبُ، ءَبِ؛ ءُبَ، ءُبُ، ءُبِ؛ ءِبَ، ءِبُ، ءِبِ

وكلما ازدادت حروف الكلمة ازداد تهذيب لسان الطالب

والله سبحانه وتعالى أعلم وهو من وراء القصد

الفقير إليه سبحانه د. حسن عبد الجليل العبادلة

ـ[أبو هاني]ــــــــ[03 Jun 2009, 02:49 م]ـ

يحسُن عدم الخوض في تفاصيل هذا الموضوع لعدم الأدلة الحسية، ولأن التناول اللفظي يؤدي إلى بلبلة لا داعي لها، وحسبنا ما تؤدَّى به التلاوة بغير لحن جلي.

ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[03 Jun 2009, 11:05 م]ـ

أولا: أعتذر عن التأخر في الرد لأني منشغل وخبرتي في "النت" ضعيفة جدا، ويساعدني أحد الإخوة في بعض التقنيات المتعلقة بها، وقد يغيب أحيانا.

ثانيا: بالنسبة لمخرج الضاد - كما بينت - فأقرب الحروف إليه هو الظاء، وهذه مسألة معروفة لدى من له أدنى خبرة بمخارج الحوف وصفاتها، وأدلتها معروفة واضحة منها أن كثيرا من علماء التجويد والقراء عندما يتكلمون عن الضاد يركزون على التفريق بينها وبين الظاء، وذلك لأنه لا يشبهها حرف كما يشبهها الظاء، وفي الجزرية باب الضاد والظاء، ثم بدأ يبين ما تتميز به الضاد عن الظاء والذي لولاه لكانت إحداهما عين الأخري، وذلك بأمرين أولها: المخرج، والثاني انفراد الضاد بصفة الإستطالة مع أنها تشارك الظاء في خمس صفات هي: الجهر، والرِّخاوة، والاستعلاء، والإطباق، والإصمات.

قال في الجزرية:

52) والضاد باستطالة ومخرج

ميز من الظاء

هذا بالنسبة لما تتميز به، ثم بدأ يعدد الظاءات في كتاب الله تعالى حتى لا تلتبس على القارئ فقال:

وكلها تجي

53) في الظعن ظل الظهر عظم الحفظ

أيقظ وأنظر عظم ظهر اللفظ

54) ظاهر لظى شواظ كظم ظلما

اغلظ ظلام ظفر انتظر ظما

55) أظفر ظنا كيف جا وعظ سوى

عضين ظل النحل زخرف سوا

56) وظلت ظلتم وبروم ظلوا

كالحجر ظلت شعرا نظل

57) يظللن محظورا مع المحتظر

وكنت فظا وجميع النظر

58) إلا بـ: ويل هل وأولى ناضره

والغيظ لا الرعد وهود قاصره

59) والحظ لا الحض على الطعام

وفي ظنين الخلاف سامي

60) وإن تلاقيا البيان لازم

أنقض ظهرك يعض الظالم

61) واضطر مع وعظت مع أفضتم

وصف ها جباههم عليهم

ومجرد تعداده للظاءات في القرآن الكريم يدل على تقاربهما وخوفا منه رحمه الله تعالى أن يلتبس على القارئ الأمر.

فقول بعض الإخوة إنهما متباعدان جدا وأن تقاربهما عار من الصحة يحتاج إلى مراجعة.

ومجرد أداء بعض القراء للضاد الأعجمية لا يجعلها صحيحة ولو أخذ بها إجازات، فالقراء ضبطوا مسألة مخارج الحروف وصفاتها ضبطا لا يسمح بالاعتماد فيها على الإجازات.

والله تعالى أعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير