تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قواعد لفهم كتب العلماء]

ـ[شعاع]ــــــــ[12 Oct 2010, 06:34 م]ـ

[قواعد لفهم كتب العلماء]

للشيخ صالح بن محمد الأسمري

? لا شك أن تصحيح مسار الفهم، وتصويب سبيل المعرفة أمر مهم جداً، ولذا كان حسن الفهم من أعظم النعم.

وجميع مايراد تفهمه يحصل بطريقتين:

الأولى: بيان المتكلم عن مراده ومفهومه.

والثانية: تمكن السامع من تفهُّم الشيء.

إلا أن الفهم له آفته كما أن للكتب آفاتها، فلا بد من قواعد تضبط ذلك، وهي كالتالي:

القاعدة الأولى: البنية المعرفية للقارئ لكتابٍ علمي تأصيلي لها أثرها الواضح في حسن الفهم لمصطلحات وأبواب ومسائل الكتاب.

ذلك أن مطالعة كتب المصنفين ومدوني الدواوين نافع في بابه بشروط، منها: فهم مقاصد ذلك العلم المطلوب ومعرفة اصطلاحات أهله، وذلك يحصل أخذ العلم مشافهة عن العلماء أو مما هو راجع إلى ذلك، والكتب وحدها لا تفيد الطالب منها شيئا دون فتح العلماء وهو مشاهد معتاد.

القاعدة الثانية: الرجوع إلى المعروف من حال المصنف ومذهبه وحاله عن وجود عبارات مشتبهة في كلامه.

القاعدة لثالثة: مراعاة أحوال المؤلف وأطواره ـ إن مر بأطوار ـ في منهجه الاعتقادي أو الفقهي أو نحو ذلك.

القاعدة الرابعة: مراعاة التراجعات العلمية. إذ إن الرجوع إلى الحق فضيلة، وكان أسلافنا الأخيار يرجعون إلى الحق إذا بان لهم، فعندما يصطحب الناظر في الكتب لهذه الحقيقة يعلم يقيناً أن المصنف لكتاب، قد يرجع عن قول قرره في الكتاب نفسه أو في بعض نسخه المتأخرة أو في أي كتاب آخر، ولذا فلا ينبغي التسرع في نقل قول عالم من كتاب إلا إذا علم أنه أقره ولم يتراجع عنه.

القاعدة الخامسة: حمل المُجمل من كلام المؤلف على المُفَسَّر في الكتاب نفسه أو في كتابٍ آخر له.

القاعدة السادسة: تفهم الكلام حسب الدلائل المعتبرة في فهم كلام المؤلفين.

إذ إن الدلائل نوعان: دلائل معنوية،ودلائل لفظية، والدلائل اللفظية ثلاث:دلالة موافقة، ودلالة لزوم، ودلالة تضمن.

وإنما يفهم من خلال دلالة المطابقة والتضمن، أما دلالة اللزوم فلا يُعمل بها على إطلاق إلا في مجالين:

الأول: أن يلزمه صاحبه إذا ذكر له اللازم.

والثاني: أن يدل عليه ما جرى مجرى لفظه من تنبيه أو إيماء أو نحوهما من الدلالات اللفظية.

القاعدة السابعة: مراعاة موارد الكلام للناظر في الكتب، فقد يكون مورد الكلام وعظاً أو محاجّة لخصم، أومناظرة لمخالف أو نحو ذلك، فإنه قد يتنزل الإنسان في المناظرات ما لا يتنزله في باب التقرير، وهكذا.

المصدر: صفحة الشيخ في موقع صيد الفوائد

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير