روائي سعودي يدعو الشيخ صالح كامل ترك art لله
ـ[محمد عادل عقل]ــــــــ[18 Nov 2010, 09:15 ص]ـ
رسالة إلى الشيخ صالح كامل
رائد الإعلام الإسلامي الشيخ "صالح عبد الله كامل" .... الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. .... وبعد
فإني أرفع إليك التهنئة والتعزية، وأعلم أن من أصعب وأشد المواقف تلقيهما في وقت واحد أو متقارب، فهذا من أعظم البلاء، وعلى العبد في ذلك واجبان، واجب الشكر على النعماء، والصبر على البلاء، وأحسب أنّك من الصابرين الشاكرين بإذن الله، وله _ أي للعبد _ عطيّتان إن هو قام بذلك، الزيادة مع الشكر "وَإذْ تأذّنَ ربُّكم لئن شَكرْتُمْ لأَزيْدَنَّكمْ "، والبشارة مع الصبر " وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ".
فأهنئك بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك أعاده الله عليك وعلينا وعلى المسلمين ونحن بصحة وعافية.
وأعزيك في وفاة شقيق روحك، ورفيق دربك معالي الدكتور محمد عبده يماني، وقد علمنا طرفا من سيرتكما الأخويّة، والتي كللتها بوفاء ما بعده وفاء، حين قطعت جميع ارتباطاتك، وأنت الرجل المسكون بالارتباطات، لتعبر فضاءات الشوق والحزن والكمد، وتصل إليه وهو يجود بأنفاسه الأخيرة، فتجلس عند رأسه متأمّلا كيف يغادر الصادقون الحياة .. ثم تودعه في قبره .. وتودّع حبّك وإخلاصك وأجزاء منك أسكنتها ذلك الصدر العامر .. وتقول ودمعتك تتأرجح بين جفنيك: وداعا يا أخي .. وداعا لا لقاء بعده.
أسأل الله أن يكون في جنّات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر. صبّرك المولى على مفارقة شهم مثله، ورزقكما حسن المصاحبة في الآخرة كما كنتما في الدنيا بعد عمر عامر بالصالحات.
وقد ساءني ما بلغني من بعض التوعّكات الصحية التي تمر بها، أسأل الله أن يجعلها عوارض سرعان ما تزول، وأن ينيلك تمام الصحة والعافية، ويجعل يومك خيرا من أمسك إنه جواد كريم.
أيّها الشيخ النبيل، إني ساعة حديثي معك أعلم أني أقف وجها لوجه مع من كان له الفضل في إطلاق أول قناة إسلامية (قناة اقرأ) هذه القناة الرائدة بحق، والتي نفع الله بها الفئام من الناس، فأشكرك باسمي واسم كل مسلم نفعه الله بها، وأسأله سبحانه أن يجزل لك العطاء، وأن يجعلها خير ما يدخره لك، حين لا ينفع المرء مال ولا بنون.
وأعلم أني أتحدث مع قامة رفيعة المستوى، رجل يملك أكثر من ثلاثمئة شركة (ثلاثمئة وأربعين شركة بالضبط)، بدأ حياته من الصفر، ولكنّه استطاع بجهده ومثابرته أن يكون من الأسماء القليلة التي غيّرت بإيجابية خارطة الفكر والاقتصاد العربي!
أنا واحد من الملايين المعجبين بهذا النجاح الباهر الذي وصلت إليه جهودكم العصامية في جميع الجهات الاستثمارية التي كنت فيها رائدا بحق.
ثم أستأذن حضرتك في أن أتحدّث معك حديثا أخويّا هامسا، أسأل الله أن يقع من قلبك موقعا حسنا، سواء رأيت صوابه فأخذت به، أم رأيت خطأه فأعرضت عنه.
أنت يا شيخ صالح من روّادنا الإعلاميين، فقد شققت في سبيل الإعلام المرئي والمقروء طريقا لاحبا، فأنت من مؤسسي مجموعة mbc وأنت المالك لموسسة art ، والتي جاوزت السابعة عشر من عمرها، وأنت المساهم الكبير في بعض الصحف الشهيرة كالوطن وعكاظ ..
سيدي ما رأيك وأنت الحاذق اللبيب، والذي تفكر جيدا في الغد، أن تعيد التفكير في وضع موسستك ( art ) والتي يشترك فيها أكثر من مليون مشترك، والتي تبث عبر بعض قنواتها العديد من الأفلام السينمائية، وقد قيل أن ثلث التركة السينمائية المصرية هي من نصيب مؤسستكم! أقول ما رأيك أن تبيعها لله تعالى، وهو أهل أن تباع له الدنيا وما فيها؟ ولن يبخسك سبحانه ثمنها، فهو الجواد الكريم.
أعلم أنها الآن بإدارة أحد أبنائك الكرام، وأنّك قد رفعت يدك عن مشاريعك الخاصة، ولكني أعلم أيضا أن كلمتك مازالت مسموعة، وأنك تستطيع إقناع من أوكلت إليه أمر إدارتها بما تراه صوابا في شأنها.
¥