تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[فضيحة]

ـ[أحمد الشهري]ــــــــ[25 Oct 2010, 08:23 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

[فضيحة]

فضيحة مدوية .. فضيحة كبيرة ... فضيحة مخزية ... عنوان يتكرر كثيراً في النت وخصوصاً في موقع اليوتيوب إنه فعلاً عنوان جذاب لضعفاء النفوس مثير للشهوات الشيطانية ..

إنه عنوان يفسد ولا يصلح يضر ولا ينفع إنه وبال على صاحبة وهتك لعرض مسلم وإن كان عاصياً وهو قبل هذا وذاك مما لا يحبه الله ولا يرضاه: (لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا) [النساء 148].

ولم يكن من هدي الرحمة المهداة والأسوة الحسنة نبينا صلى الله عليه وسلم فقد روى البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال (فَذَكَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا وَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا)

بل روى الشيخان أيضاً حديثاً عظيما ومنهجاً قويما ومبدأ راسخاً في أصول التعامل بين المسلمين وكيف ينبغي أن يكون فأخرجا عن ابن عمر رضي الله عنهما: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)

ولو تأمل الناس هذا الحديث حق التأمل ثم امتثلوا ما فيه حق الامتثال ما وقع مسلم في عرض أخيه وما سلب أو غتصب ماله وما أسلمه لخطرٍ أو خطأ في دينه أو دنياه ولما ظلمه أي مظلمة دقت أو جلت بل سارع في نجدته وهب إلى تفريج كربته واجتهد في ستر سوءته والذب عن عرضه والتماس العذر له والتغافل عن زلته.

نعم ... إنه أخي نعم أخي فلا يمكن أن أرضى بمضرته فمن باب أولى أني لا يمكن أن أهتك أستاره وأنشر أخباره فضلا عن أبهته وأفتري عليه ما ليس فيه ..

وإذا كان الله قد رغب في الستر على المسلمين والتفريج عنهم ومد يد العون لهم وعدم إسلامهم لنفس أمارة بالسوء أو لشيطان موسوس أو لهوى متبع أو لأي ضرر ورتب على ذلك الأجر العظيم والجزاء من جنس العمل، فإنه سبحانه وتعالى في المقابل قد حذر وأنذر من يتتبع العورات ويتصيد العثرات ولا يقع إلا القاذورات توعده بجزاء من جنس عمله ولكن عذاب الله شديد فلا يوثق وثاقه أحد ولا يعذب عذابه أحد فأخذه أليم شديد فقد روى الإمام أحمد والترمذي وابن ماجة عن ابْنِ عُمَرَ قَالَ: صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرَ فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الْإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ لَا تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ وَلا تُعَيِّرُوهُمْ وَلا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ

قَالَ وَنَظَرَ ابْنُ عُمَرَ يَوْمًا إِلَى الْبَيْتِ أَوْ إِلَى الْكَعْبَةِ فَقَالَ مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ وَالْمُؤْمِنُ أَعْظَمُ حُرْمَةً عِنْدَ اللَّهِ مِنْكِ.

ومن مداخل الشيطان وحيله وتدليسه على البعض أن يظهروا الفضيحة في ثياب نصيحة ليلبسوها الشرعية بزعمهم والله عليم بذات الصدور ..

فيا كل مؤمن اتق الله في إخوانك المسلمين واعلم أن الله عالم بحالك وقد أسبل عليك ثياب الستر فلا تفتضح وإذا حدثتك نفسك بفضح أحد فتذكر أن لك عورات ومثالب وللناس أعين وألسن والله جل في علاه بك محيط وعليك قادر ..

وهذا عام في حق كل من شهد بإسلامه وإن كان فيه ما فيه من الذنوب إلا المكابر المجاهر بفسقه والداعي إليه فهذا يبين ما عنده من السوء للناس دون تعدٍ أو ظلم ..

فالله الله في النصيحة وإياك والفضيحة فإنها والله قبيحة.

(رغم أن في نفسي من العنوان شيء ولكنه للفت الانتباه)

اللهم اهدنا بهداك واستعملنا في رضاك وارزقنا تقواك.

ـ[خديجة عمر]ــــــــ[26 Oct 2010, 02:52 ص]ـ

جزاك الله خيرا على هذا الكلام الجميل ,

الله يهدينا ويغفر لنا وجميع المسلمين

ـ[النجدية]ــــــــ[26 Oct 2010, 08:38 ص]ـ

جزاكم الرحمن أعالي الجنة أستاذنا الفاضل

ـ[محمد عادل عقل]ــــــــ[26 Oct 2010, 09:05 ص]ـ

أحسنت

لا فض فوك

ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[26 Oct 2010, 01:54 م]ـ

موضع قيم فجزيت خيرا، ولكن معذرة أن أقول وقعت فيما حذرت منه، فقد جعلت عنوان موضوعك" فضيحة" وهل ترى أحدا يمر بملتقى كهذا ولا يستغرب مثل هذا العنوان؟!

انا شخصيا استغربت هكذا عنوان في هكذا ملتقى، على اني واثق ان خلف العنوان نصيحة لا فضيحة، ومحبة ومودة من الكاتب لمن يقرا.

ليتك جعلت العنوان شيئا آخر، مثلا: (التحذير من الخطر) أو تنبيه هام ... ونحوها من العناوين ...

عذرا إن كان نقدي بغير محله، ولكن ذكرت رأيي تبادلا للفائدة، على أنه من الواجب التحذير من خطر مدلولات هذه الكلمة.

جزيت خيرا وهدانا الله جميعا للخير.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير