تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[عفوا مصر ليست فرعونية، بل هي عربية يمنية]

ـ[رصين الرصين]ــــــــ[12 Nov 2010, 02:25 ص]ـ

درج كثير من الباحثين - منذ طه حسين وما قبله - على ترديد مغالطة تاريخية، تزعم أن أكبر بلد عربي - وهو مصر - هو من أصول غير سامية، وأنهم فراعنة الأصل. وتبعا لهذا الخطل، فكان طبيعيا أن ينكروا أن اللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية و السينائية) وهما في الواقع لهجتان من السامية الأم (التي بقيت في اليمن) ولا تختلف عن الآرامية، والأكدية، وتتفوق بمراحل على العبرية.

على أن هذا الرأي مضطرب عندهم، وغير متفق عليه

وينظر في تفصيل ذلك كتاب (الكتابة السامية) لـ د. رمزي البعلبكي

وإذا كنا نحترم الأسماء الكبيرة، فإن المنهج العلمي يوجب علينا أن نحترم التخصص

ودعك الآن من لويس عوض وسلامة موسى، فإنهما خرجا من عباءة طه حسين

فقد يكون د. طه حسين أستاذا كبيرا في الأدب والنقد، ولكن كتابه (الشعر الجاهلي) اثبت أن معلوماته في التاريخ قليلة

وإلا، فكيف يقول شاد في التاريخ - بعيدا عن المنطق الديني الآن - إن إبراهيم وإسماعيل شخصيات أسطورية؟!

ومثله د. إبراهيم أنيس أستاذ كبير في اللغة بجميع فروعها، إلا أنه كان قليل المعرفة باللغات السامية؛ ولذلك أنكر أصالة الإعراب في القرآن الكريم - فضلا عما دونه من نصوص - وقد رد عليه أستاذنا د. إبراهيم عوض ببحث مطول هنا

http://www.tafsir.net/vb/t19542.html

وهذان العملاقان فعلا مثال حي لقاعدة " من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب"

ونعود الآن إلى مصر، التي شربت من نيلها الذي ينبع من الجنة كما قال الصادق المصدوقصل1

من المقرر في علم (الأنثربولوجي: علم الإنسان) أن اليمن هي موطن اللغة السامية الأم، وعلى الأقل نوح عليه السلام يمني؛ لأننا لا نستطيع أن نذهب أبعد دون دليل

* منذ سنوات اكتشفت في اليمن مومياوات قرر المتخصصون فيها من المستشرقين أنها تعود إلى ثلاثمئة ألف سنة

ثم لما ترجم هذا التقرير عن الألمانية إلى الإنجليزية وجدنا هذا العدد قد نقص صفرا كاملا، ليصبح ثلاثين ألفا، واعتذر المترجم عن الخطأ المطبعي، مع أنه كان بالحروف لا الأرقام. على كل حال ثلاثون ثلاثون نعمة

وثمة فيديو موجود على الشبكة عنوانه (مومياوات سبأ) وقد بثته قناة (أبوظبي الوثائقية)

وهذا يؤكد أن السلالة اليمنية هي أقدم السلالات البشرية، منذ طوفان نوح عليه السلام على الأقل

فقط - وله شواهد أثرية - يرقى إلى الألف الثالث قبل الميلاد

* لقد شهدت مصر أقدم الهجرات السامية منذ الألف الثالث قبل الميلاد، فتاريخها يقترب من تاريخ الهجرات إلى العراق حيث نشأت الدولة الأكدية (بابل وآشور) وثمة نقوش تؤكد وجود مراسلات بين فراعنة مصر، وملوك اليمن، ووجود علاقات تجارية؛ فقد كانت مصر تستورد من اليمن بعض مواد تستخدمها في التحنيط أهمها (المر).

* من المقرر في التاريخ أن الهكسوس - الذين احتلوا مصر قرونا من الزمان - هم قبائل يمنية من دولة (معين) التي عاصمتها (الجوف) وهذا رأي المستشرقين منهم فريتز هومل، واليساندرا أفانزيني

ومن هنا على أقل تقدير بدأت السلالة اليمنية في مصر. أما ملوك مصر (الفراعنة) - سوى اليمن - فنعم كانوا غير ساميين، بل كانوا محتلين غاصبين، كما حكم بريمر الأمريكي العراق. وهذا الملك وأسرته الحاكمة فقط هم غير اليمنيين في مصر. وهم المقصودون بقوله تعالى (آل فرعون) أما سائر الشعب المصري فتعود أصوله إلى تلك القبائل اليمنية الهكسوسية.

ونعرف من ديموجرافية مصر أن صعيد مصر - وأصولهم من اليمن كما هو معروف - هم 70% من الشعب المصري.

وأن النصارى - وليسوا السكان الأصليين كما يزعمون - بل هم الغزاة المحتلون، الذين طردوا اليمنيين من مصر، بعد أن تركوا فيها سلالة ضخمة، كما تركوا في المغرب العربي بدوله الخمس، بل قبرص ومالطا وصقلية إبان الفتوح الإسلامية الأموية. هؤلاء لا تتجاوز نسبتهم 10% والنسبة الباقية هي للمصريين من اصول إفريقية غير سامية، من حدود النوبة والسودان وماوراءهما.

كل ما سبق هو دلائل تاريخية، أما الدلائل اللغوية بين اللغة المصرية القديمة والعربية فأكثر من أن تعد.

ولذلك سهل على عمرو بن العاص رض1 أن يدخل أهل مصر في الإسلام؛ لأن لغتهم كانت قريبة من العربية، تماما كذلك الحميري الذي سأل رسول الله صل1: هل من امبر امصيام فمسفر؟ ففهم رسول الله مقصوده.

وعلى العكس من ذلك، كان الحوار بين موسى عليه السلام، وفرعون يحتاج إلى مترجم؛ لأن لغة فرعون كانت غير سامية

أفبعد هذا كله يقال إن مصر فرعونية؟ وإن الأقباط هم السكان الأصليون؟ وإن المسلمين غزوها؟

إن الأقباط كانوا وما زالوا أقلية، وأما يمنيو مصر فهم السكان الأصليون

وبناء على ما سبق، فإن مصر عربية يمنية

ولولا تلك الأصول اليمنية، ما كان لها من العروبة نصيب.

فكل من ليس أصله من اليمن، فليس من العرب بسبيل

هذا طبعا من حيث السلالة، وإلا فكل من تكلم العربية فهو عربي

مثال خيالي

لا يزيد عدد اليهود في اليمن على ثلاثمئة، ومع ذلك تصر التقارير الدولية على أنهم 1.% من الشعب اليمني

وهكذا الموضوعية والمنهجية وإلا فلا

فلو تخيلنا أنهم تكاثروا - لا كثرهم الله - حتى بلغ عددهم ملايين، ثم وصلوا إلى الحكم وأصبح رئيس الجمهورية يهوديا

فربما أتى طه حسين آخر في المستقبل؛ ليقول إن الشعب اليمني عبراني يهودي، والدليل أن حكامه كانوا من اليهود

هذا هو تماما وضع مصر العربية اليمنية في التاريخ

بحبك يا مصر

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير