تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ذكرياتي مع نعيمان والشيخ القرضاوي]

ـ[محمد عادل عقل]ــــــــ[24 Oct 2010, 09:21 ص]ـ

الدكتورنعيمان في حضرة القرضاوي

ومن ذكرياتي المشتركة مع صديقي نعيمان اننا ضربنا موعدا مع العلامة الدكتور يوسف القرضاوي لاجراء مقابلة معه بمناسبة مشاركته في المؤتمر السنوي لمؤسسة آل البيت الاردنية.

ذهبت وأخي نعيمان الى فندق الاوركيدا وسط العاصمة الاردنية، مستغربا ان يستضاف عالم بمنزلة القرضاوي فيه، الا ان حيرتي زالت عندما عرفت ان هذا الفندق من الفنادق القلائل في الاردن التي لا تقدم الخمور لنزلائها.

استقلبنا الدكتور القرضاوي في غرفته بالفندق لكن كانت تبدو عليه علامات الانزعاج.

لم يمض وقت طويل حتى عبر لنا الشيخ عن استيائه منا لاننا لا نحمل بين ايدينا اوراقا فيها اسئلة. كيف ستقابلوني وليست هناك اسئلة معدة مسبقا ...

وهنا تجلت حكمة النعيمان، الذي امتص غضب الدكتور عندما اجابه نحن جئنا لك في موضوع واحد ومحدد واسئلته محفورة في الذاكرة، ولن نتشعب كثيرا، لان وقتك لا يسمح بالاستفاضة.

هدات اجابة النعيمان من روع شيخنا وعاد الى سجيته الاولى واخذنا بطرح الاسئلة التي أراحت الشيخ كثيرا واطمأن الى ان من يقابله هم من أهل الخبرة في التعامل مع الكبار الاجلاء.

ولما اطمأنت نفس شيخنا الى مرادنا بدأ بسرد قصص لنا لا يحكيها الشيخ الا لخاصة الخاصة من اهله ومعارفه ومنها:

ان أمير قطر أبلغه أن السفير الامريكي في الدوحة طلب منه منع القرضاوي من القاء خطبة الجمعة لما لها من أثر تحريضي للسياسة الاستعمارية الاستعلائية الامريكية، ورد الامير على السفير بانني لا استطيع منع القرضاوي من الخطابة لان المنع سيجر الناس الى الشوارع وتحدث ما تحمد عقباها.

وقال لنا القرضاوي، متعه الله بالصحة والعافية، انه في احد الاعياد بينما كان الشيخ القرضاوي يهم بمصافحة الامير للمعايدة قال له الامير: وهل مطلوب مني ان أغسل يدي سبعا احداها بالتراب يا شيخ يوسف، تعليقا على خطبة للقرضاوي بعدما صافحت زعامات عربية ايادي اليهود في مدريد ابان مؤتمر السلام والتي افتى فيها بأن على كل من صافح يهودياا ان يغسلها سبعا احداها بالتراب على اعتبار ان اليهود انجاس وهذه من شروط الطهارة من النجاسة.

ومن هنا لا أعرف السر في ان بعضا من منسوبي جامعة عجمان يطلقون على الدكتور نعيمان لقب "القرضاوي الصغير" الا انني اعرف شيخنا نعيمان يسير على هدي نصائح قدمها لنا العلامة مصطفى الزرقا، رحمه الله، ذات يوم بان علينا قراءة المودودي والندوي والقرضاوي والغزالي كي نستنير بعلمهم ونهتدي بهديهم.

ـ[نعيمان]ــــــــ[26 Oct 2010, 10:58 ص]ـ

الدكتورنعيمان في حضرة القرضاوي

ومن ذكرياتي المشتركة مع صديقي نعيمان اننا ضربنا موعدا مع العلامة الدكتور يوسف القرضاوي لاجراء مقابلة معه بمناسبة مشاركته في المؤتمر السنوي لمؤسسة آل البيت الاردنية.

ذهبت وأخي نعيمان الى فندق الاوركيدا وسط العاصمة الاردنية ......

استقلبنا الدكتور القرضاوي في غرفته بالفندق لكن كانت تبدو عليه علامات الانزعاج.

لم يمض وقت طويل حتى عبر لنا الشيخ عن استيائه منا لاننا لا نحمل بين ايدينا اوراقا فيها اسئلة. كيف ستقابلوني وليست هناك اسئلة معدة مسبقا ...

وهنا تجلت حكمة النعيمان، الذي امتص غضب الدكتور عندما اجابه نحن جئنا لك في موضوع واحد ومحدد واسئلته محفورة في الذاكرة، ولن نتشعب كثيرا، لان وقتك لا يسمح بالاستفاضة.

هدات اجابة النعيمان من روع شيخنا وعاد الى سجيته الاولى ..........

شكر الله لك أخي أبا صهيب صديق العمر ما كتبتَه:

ولكنّي أكمل ما نسيته فإنّ سبب غضب الدّكتور القرضاوي أنّه رآنا لا نحمل مسجّلاً بين أيدينا، فانتهرنا بقسوة: إنّ العالم كلّه يتقدّم تقنيّاً وأنتم تحملون ورقاً وقلماً!! هل سأملي عليكم؟!! قالها لأنّ وقته ضيّق لا يتّسع للإملاء، وحفزاً للصّحافة الإسلاميّة أن تسبق عصرها أو تماشي غيرها على أقلّ تقدير.

فعقّبت عليه بأدب أثلج صدره، وتغيّر حاله: إنّ كلّ فقهك وكتبك وعباراتك يا مولانا محفورة في الذّاكرة، وبدأت أسرد عليه بعضاً من عباراته؛ مثل: قوله عن بعض مخالفيه: مخلصون لكن مخطئون. كتابه الّذي اختلف في قبوله: "المرابحة" وقول الدّكترو الخطيب -رحمه الله تعالى- أحد مؤسّسي البنك الإسلاميّ؛ الّذي انتقد المرابحة، والبنك الإسلاميّ وزعم أنّه انحرف عن الأهداف الّتي وضعناها له. قوله عن الشّيخ محمّد الغزالي -رحمه الله تعالى-: شيخي الغزاليّ، وهما متقاربا السّنّ.

مجلسه مع شيخ الازهر طنطاوي والدّكتور الخبير الاقتصاديّ عبد الحميد الغزاليّ، حول الفائدة وأنّها عين الرّبا، واقتناع شيخ الأزهر

بذلك في المجلس؛ ثمّ نقضه لقناعته -حسْب القرضاويّ- بفتواه الشّهيرة؛ جعله يؤلّف كتاباً ردّاً عليه وهو في الطّائرة، هو: الفائدة هي عين الرّبا.

موقفه من فتوى الشّيخ الألبانيّ رحمه الله تعالى بخصوص أهل فلسطين، وأظنّ أبا صهيب سيخرجها من جعبته الملأى.

وعبارات أخرى نحفظها للشّيخ حفظه الله وبارك في عمره أسعدته إذ ذكرناها له بنصّها.

فسكن وبدأ يحدّثنا بأريحيّة كأنّه يعرفنا منذ زمن وخصّنا بمعلومات لا تُقال؛ واستأذنّاه بنشرها ولم يأذن لنا بنشرها حيّاً -أطال الله عمره مع صالح عمل وحسن خاتمة-. وأحسب أنّ أخي الحبيب أبا صهيب قد نسي هذا. غفر الله لنا وله.

وكأنّ خصّنا بمعلومات اعتذاراً عن قسوته الابتدائيّة المبرّرة معنا، ورقّته بعد محادثتنا إيّاه ومعرفته بحبّنا إيّاه في الله تعالى.

وقد أمّنا الشّيخ -حفظه الله- جالساً ونحن واقِفَيْنِ.

كان الشّيخ كبيراً في حرارته، وفي موقفه، وفي حسن اعتذاره، وفي تعقيباته، وفي لطفه، وفي إجاباته الّتي كأنّه لا يعرف غيرها.

كنت وأنا أستمع إليه وليست المرّة الأولى ولا الأخيرة أقول في نفسي: إنّه بحر لا يساحل وجبل لا يطاول.

إنّه شيخ وقور حتّى النّخاع. وكم أحبّ الشّيوخ شيوخ علم وشيوخ سنّ. لله هم ما أجملهم وأحسنهم وأظرفهم.

وصلّى الله على حبيبنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير