تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كيف تكتب موضوعاً جيداً ..

ـ[ضيدان بن عبدالرحمن]ــــــــ[15 Oct 2010, 08:24 م]ـ

(1) عندما تكتب عليك بالإخلاص في القول والعمل:

اكتب شيئاً مفيداً تفرح به في الدنيا والآخرة، تفرح بنفعه لك وللمسلمين في الدنيا، وتفرح بأجره وثوابه في الآخرة. ويبقى لك صدقة جارية لدخوله في قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «إذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» رواه مسلم وغيره من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ.

قال الحافظ المنذري ـ رحمه الله ـ في الترغيب والترهيب تعليقاً على هذا الحديث (156):

"وناسخ العلم النافع له أجره وأجر من قرأه، أو نسخه، أو عمل به من بعده ما بقي خطه، والعمل به لهذا الحديث وأمثاله، وناسخ غير النافع مما يوجب الإثم عليه وزره ووزر من قرأه، أو نسخه، أو عمل به من بعده ما بقي خطه، والعمل به لما تقدم من الأحاديث: «مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً أَوْ سَيِّئَةً» والله أعلم ". أهـ

(2) لا تكتب شيئاً تندم عليه، فكر قبل أن تمسك القلم، أو تضغط على زر: اعتمد المشاركة؛ بأنك مسؤول عن كلامك هذا أمام الله، والدليل على هذا بين وواضح.

وحتى لا تقول غداً: ياليتني أستطيع حذف كتاباتي التي .... .

قال الشاعر:

ندمت وأيقنت الغداة بأنني ... أبيت التي يبقى مع الدهر عارها

وقال آخر:

ندمت على شتمي العشيرة بعدما ... مضى واستتبت للرواة مذاهبه

فأصبحت لا استطيع رد الذي مضى ... كما لا يرد الدر في الضرع حالبه

(3) فَكّرْ في موضوع جديد، أو طرح جديد لموضوع مفيد بطريقة شيقة وسهلة ومقبولة:

لا تكتب ما هو مكرر، ولا ما هو مفيد؛ لأن ذلك فيه مضيعة لوقتك ووقت غيرك، فما كرر من المواضيع كُرِّع.

(4) عندما تنقل قولاً لأي أحد كان، أرجو توثيق النقل لهذا القول من مصدره وعزوه بالرقم لصفحته وجلده إن كان.

وفي هذا:

ـ توثيق نسبة القول لصاحبه.

ـ الطمأنينة بصحة القول ونسبته إلى صاحبه.

ـ الخروج من دائرة: القول على الناس بلا علم.

ـ فهم قول القائل ورفع اللبس عنه.

ـ سهولة الرجوع إلى هذا القول في وقت الحاجة إليه.

لأننا نلحظ الخلط العجيب في كلام كثير من الناس وفي حال الكتابة خاصة، فعندما يتحدث المتحدث أو الكاتب عن قضية ما، أو موضوع ما، أو مسألة فقهية أو عقدية، أوغير ذلك، تراه يقول: وقد قال بهذا: فلان وفلان وفلان، ويعدد لك من العلماء والمشايخ والفضلاء الكثير، لتعزيز القول فيه، أوقبوله لكثرة قائليه، وعند البحث والرجوع إلى مصادر أقولهم ومظانها لا تجد لأكثرهم قولاً في ذلك، بل ربما تجد لهم ما يخالف ما نقل عنهم، أو ما فهم عنهم.

وأسباب هذا الخلط كثير ومن أهمه أعتماد النقل عن الآخيرين دون بحث أو تمحيص. وصدق من قال: وما آفة الأخبار إلا رواتها.

(5) عند تحريرك المسائل ينبغي تصويرك المسألة المراد بحثها تصويراً دقيقاً قبل بيان حكمها ليتضح المقصود من دراستها أو الكتابة فيها.

فإنك تقرأ أحياناً بعض المشاركات ولا تدري ماذا يقصد قائلها أو كاتبها، بل ربما هو نفسه لم يفهم المسألة أو الموضوع الذي يكتب فيه أو يتحدث عنه، أو يناقش فيه، فيقع الخلط وجمع أقوال أهل العلم ووضعها في غير موضعها.

وأعان الله من يقرأ ذلك، ومن يرد عليه لأنه سوف ينسف الموضوع من أساسه ويبنيه على غير قواعده التي بني عليها.

فكم سوت الصحف وضاع المداد في كثير من الكلام الذي لا فائدة منه، أو بني على غير أساسه وفهمه وتصوره.

تقول له: زيداً، فيسمعه بكراً، فيكتبه عمراً، فيقرأه خالداً، فما الحيلة في ذلك؟ ليس إلا الصفح والإعراض فالوقت غال وثمين، وألم الرأس ما أكثره في هذا الزمان.

وحبة (فيفا دول) تتلف الكبد.

(6) لا تكتب أو تتحدث من حفظك إلا ماكنت له متقناً.

أرجو أن نترك ما نقرأه في بعض المشاركات أوالمناقشات (أنا أكتب بعيداً عن مكتبتي، أو عن كتبي) ثم ترى العجب العجاب؛ وكأن قائل هذا القول يمهد في الاعتذار للخلط والعجن وعدم الأخذ أو اللوم عليه في ذلك وما هو بعذر، فلا عذر في التفريط ولا يدخل هذا فيمن حبسهم العذر.

تَعُدُّ مَعاذِراً لا عُذْرَ فيها ... ومن يَخْذُلْ أَخاه فقد أَلاما

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير