تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[لماذا كان الأدب الإسلامي أرفع طبقة في البلاغة من الأدب الجاهلي؟]

ـ[عيسى السعدي]ــــــــ[16 Nov 2010, 10:55 م]ـ

يذكر أهل المعرفة بالأدب أن شعر العرب ونثرهم في صدر الإسلام أرفع طبقة في البلاغة من منثور أهل الجاهلية ونظمهم؛ فشعر حسان بن ثابت وعمر بن أبي ربيعة والحطيئة وجرير والفرزدق ونصيب وذي الرمة والأحوص وغيرهم أعلى طبقة في البلاغة من شعر النابغة وعنترة وعمرو بن كلثوم وزهير وعلقمة وطرفة وأضرابهم!! والسببب في ذلك أن الذين أدركوا الإسلام سمعوا الطبقة العالية من الكلام قرآنا وسنة فنهضت طباعهم وارتقت ملكاتهم في البلاغة على ملكات من قبلهم من أهل الجاهلية فكان كلامهم نظما ونثرا أحسن ديباجة , وأصفى رونقا وأرصف معنى من كلام أهل الجاهلية! يقول ابن خلدون: سألت يوما أبالقاسم قاضي قرطبة وكان مستبحرا في اللغة فقلت: مابال العرب الإسلاميين أعلى طبقة في البلاغة من الجاهليين؟! فسكت طويلا ثم قال: والله ما أدري! فقلت أعرض لك شيئا ظهر لي في ذلك ولعله السبب. وذكرت له أن الذين أدركوا الإسلام سمعوا الطبقة العالية من الكلام في القرآن والحديث ونشأت على أساليبها نفوسهم فارتقت ملكاتهم على ملكات أهل الجاهلية! فسكت معجبا ثم قال: هذا كلام من حقه أن يكتب بماء الذهب وكان من بعدها يؤثر محلي ويصيخ لقولي ويشهد لي بالنباهة في العلوم. مقدمة ابن خلدون ص 580.

ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[17 Nov 2010, 06:20 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.

أما بعد:

قال أبو منصور الثعالبي النيسابوري [350هـ - 429 هـ]:

" قال الجاحظ: فلا ينبغي أن يكون ما قال حسان إلا حقا، وكيف يقول باطلا،والنبي صلى الله عليه وسلم يأمره وجبريل يسدده والصديق يعلمه،والله يوفقه.

وقال غيره من ظريف أمر حسان أنه كان يقول الشعر في الجاهلية فيجيد جدا، ويغبر في وجوه الفحول، ويدعي أن له شيطانا يقول الشعر على لسانه، كعبارة الشعراء في ذلك فلما أدرك الإسلام وتبدل الشيطان بالملك تراجع شعره وكاد يرك قوله، هذا ليعلم أن الشيطان أصلح للشاعر وأليق به وأذهب في طريقه من الركاكة.

وأنا أستغفر الله من هذا القول فإني أكرهه" أهـ

ينظر: كتاب ثمار القلوب في المضاف والمنسوب، للنيسابوري، صـ 175.

والذي أشا إليه الجاحظ بقوله السابق نتاج اطلاع على النصوص الشرعية، فقد ورد في صحيح مسلم:

عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اهْجُوا قُرَيْشًا فَإِنَّهُ أَشَدُّ عَلَيْهَا مِنْ رَشْقٍ بِالنَّبْلِ فَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ رَوَاحَةَ فَقَالَ اهْجُهُمْ فَهَجَاهُمْ فَلَمْ يُرْضِ فَأَرْسَلَ إِلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ حَسَّانُ قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تُرْسِلُوا إِلَى هَذَا الْأَسَدِ الضَّارِبِ بِذَنَبِهِ ثُمَّ أَدْلَعَ لِسَانَهُ فَجَعَلَ يُحَرِّكُهُ فَقَالَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَأَفْرِيَنَّهُمْ بِلِسَانِي فَرْيَ الْأَدِيمِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَعْجَلْ فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ أَعْلَمُ قُرَيْشٍ بِأَنْسَابِهَا وَإِنَّ لِي فِيهِمْ نَسَبًا حَتَّى يُلَخِّصَ لَكَ نَسَبِي فَأَتَاهُ حَسَّانُ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ لَخَّصَ لِي نَسَبَكَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَأَسُلَّنَّكَ مِنْهُمْ كَمَا تُسَلُّ الشَّعْرَةُ مِنْ الْعَجِينِ قَالَتْ عَائِشَةُ فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِحَسَّانَ إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ لَا يَزَالُ يُؤَيِّدُكَ مَا نَافَحْتَ عَنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَقَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ هَجَاهُمْ حَسَّانُ فَشَفَى وَاشْتَفَى قَالَ حَسَّانُ هَجَوْتَ مُحَمَّدًا فَأَجَبْتُ عَنْهُ

وَعِنْدَ اللَّهِ فِي ذَاكَ الْجَزَاءُ

هَجَوْتَ مُحَمَّدًا بَرًّا حَنِيفًا

رَسُولَ اللَّهِ شِيمَتُهُ الْوَفَاءُ

فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي

لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ ... " أهـ

وقول الجاحظ:

" فلا ينبغي أن يكون ما قال حسان إلا حقا "

يدل على أنه رأى أن شعره في غاية البلاغة كما يبد لي، فكيف تصل المعلومة بحقيقتها وبوضوح إن لم يكن المتحدث ذا بلاغة وبيان، والله أعلم وأحكم.

ـ[عيسى السعدي]ــــــــ[17 Nov 2010, 07:31 ص]ـ

وقال غيره من ظريف أمر حسان أنه كان يقول الشعر في الجاهلية فيجيد جدا، ويغبر في وجوه الفحول، ويدعي أن له شيطانا يقول الشعر على لسانه، كعبارة الشعراء في ذلك فلما أدرك الإسلام وتبدل الشيطان بالملك تراجع شعره وكاد يرك قوله،

الأخت الكريمة أم عبدالله هذا ماأردت رده ونقضه بهذه المشاركة فإنه يشيع كثيرا بين الأدباء أن الإسلام أدى إلى تراجع الأدب العربي نظما ونثرا!! ولاأدري كيف يصدق عاقل هذه الفرية والملكة الأدبية إنما تقوى بجودة المحفوظ ولاكلام أبلغ من كلام الله ورسوله؟! ثم كيف يعقل أن يتراجع شعر حسان بعد الإسلام وروح القدس يؤيده؟ وكيف يعقل ذلك وشعره أشد على المشركين من وقع النبل؟ وهل يكون التأثر إلامن الكلام البليغ؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير