تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الشيطان مول!!]

ـ[محمد عادل عقل]ــــــــ[06 Nov 2010, 11:27 ص]ـ

وصلني للتو مقال على بريدي الالكتروني وقد شدّني عنوانه فأخذت

بقراءته لأتعرف ما الشيطان مول!! فوجدت ان كاتب المقال يأسرك باسلوبه ويستدرجك حتى آخر سطر لتعرف سر العنوان ....

ولأن معلوماته زاخرة ومهمة ولأننا في موسم الحج فلا بأس من الاطلاع عليه فإليكموه:

كتب: الشيخ توفيق الصايغ حفظه الله

"بعيداً عن العنوان، والذي سأعود إليه حتما لاحقاً، أسألك أيها القارئ الكريم بتجرد: هل دخلت المسجد الحرام يوماً فوجدته مظلماً لا كهرباء ولا تكييف؟

أو هل مرّ بك خلال الثلاثين سنة الماضية – على أقل تقدير - أنّ رجال أمن أو عمّالاً منعوا دخولك للمسجد، أو وقفوا حائلاً بينك وبينه لأن اصلاحات تقام به أو تعديلات أو صيانة؟

ياسادة أسألكم: هل حاولتم الدخول للحرم الثالثة فجراً فوجدتموه موصداً مغلقاً فبقيتم تنتظرون صلاة الفجر ليفتح المسجد ويؤذن لكم بالدخول؟

أم هل رأيتم في الحرم يوماً وسخاً أو قاذوراتٍ، حتى في اشدّ أحواله ازدحاما، في الحج أو في رمضان؟

هل شربتم من ماء زمزم يوماً فوجدتموه حاراً غير مبرد؟

اسئلة غريبة عجيبة، ربما لا تمر على أذهاننا لمجرد المرور مع أن وقوعها ممكن جدا بل وبدهي جدا ..

مدينة بحجم المسجد الحرام وأخرى بحجم المسجد النبوي الشريف يعمل على خدماتها أرتال بشرية تصل إلى الآلاف بل وعشرات الآلاف، خلايا عمل لا تفتر ليلاً ونهاراً، وميكنة لا تكل ولا تمل ولا تعرف لهما سبيلاً، يعملون في دقة الساعة، وانتظام خلية النحل، ومئات الملايين من الريالات بل وآلافها تدفع في هذا المكان دون منّ أو أذى، بل بحبّ وتعظيم وتقرّب .. أليس كل ذلك محل إشادة وتقدير، أم أنّ أعين البعض جبلت فقط على رؤية القذى، وتصّيد العثرات؟!

إليك بعض المعلومات وهى أكثر من أن يحويها مقال: لا تنقطع الكهرباء عن المسجد الحرام لأن الحرم مزود بمغذيات رئيسة من كهرباء المنطقة الغربية (سكيكو). وبمحطة التوليد الاحتياطية بكدي , وتبعد عن الحرم 3.5 كلم , وقد تمت زيادة طاقتها إلى 32 ميجاوات , بزيادة عدد المولدات الاحتياطية من 4 إلى 8. وقوة كل مولد 4 ميجاوات، وبنظام طاقة تيار مستمر ( U . P . S) والذي يغذي الإنارة الضرورية , ونظام الصوت، هذا وقد تم إنشاء مصدر تغذية تيار مستمر يعمل على البطاريات لإنارة الحرم , والمحافظة على استمرارية الخدمات الحيوية , وتعمل هذه البطاريات لأكثر من 30 دقيقة لتأمين التغذية الكهربائية عند انقطاع تيار الشبكة العامة وحتى يتم تشغيل المولدات الاحتياطية.

أما سرّ البرودة في الحرم فقد أنشئت محطة تبريد مركزية في شارع أجياد , وعلى بعد 450 مترا من الحرم الشريف , تشغل مبنى مكونا من ستة أدوار تضم أحدث نظم تبريد الهواء , تتكون من 32 وحدة تبريد , يصل معدل طاقتها إلى أكثر من 13000 طن من الهواء المبرد , حيث يضخ منها ماء التبريد من خلال أنابيب معزولة عبر نفق الخدمات الذي يربط المحطة بالحرم المكي الشريف، وعدد وحدات معالجة الهواء في المحطة المركزية 142 وحدة معالجة , إنتاجها 1755 كلم في الثانية الواحدة , من خلال فلاتر وماكينات سحب الهواء وضخها إلى الطابق السفلي للحرم المكي , وينطلق منه الهواء عبر أنابيب فرعية معزولة إلى وحدات تبريد الهواء الموجودة في الدور الأرضي.

ربما لا يسعفني المقام لذكر السلالم الكهربائية وتقنيتها، ولا لأنظمة المراقبة، ولا لعدد رجال الأمن، بل لا يسعفني المقام للحديث عن جبال الرخام التي أشتريت بالكامل في الشرق والغرب لتكون خاصة بالحرمين، العجالى هذه لا تفي بالحديث عن الأنفاق والطرق الموصلة للمسجد، ولن أتطرق للقناة التي تضعك على الحدث في المسجدين ساعة بساعة ممزوجة بأعذب الأصوات تلاوةً وذِكراً، ولا للملكيات التي نزعت من أجل مشاريع الحرم، حسبي أن اذكر أن التكلفة الإجمالية للتوسعة

بلغت (30،178.181.775) ريالاً سعودياً، أي (165، 818، 316، 11) دولار.

أيها القارئ الكريم: ما علاقة ذلك بالشيطان مول؟

بعض الظرفاء من الزملاء أثناء مرورنا بمنطقة الجمرات حيث كان العمل جاريا على التوسعة التاريخية لجسر الجمرات قال بداهة: (واو .. !!! هذا الشيطان مول)، والشيطان مول بتعبير صاحبنا صمم ليستوعب خمسة ملايين حاج في الفترة القصيرة، وعشرة ملايين على مدى اليوم، وتكلف بناؤه أربعة مليارات ريال.

ثم ماذا عن قطار المشاعر، ومسجد نمرة، وعرفات ... والقصة تطول.

أخيراً أحمد الله واحمدوه أن جعل لنا أعينا سليمة تنظر إلى الحسن وتشيد به ولم يجعل أعيننا معيبة مريضة مشغولة فقط بالوقوع على الهنات والجروح، والسيئات والمعايب، وأرجو أن نسلم من ألسن تلك العيون علّها أن تفسر هذا المقال وفق العين المريضة بتفسيرات بعيدة ..

كل ما في الأمر أن الأشهر الحرم والقرب من الحج زماناً ومكاناً دعاني للتأمل ووضع أنظاركم على هذه الانجازات من باب الشكر لأهل الإحسان.

ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله."

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير